عقوبة حاكم دبي لـ "معذبي القطة" تشغل العالم.. أين أصاب وأين أخطأ؟
عقوبة حاكم دبي لـ "معذبي القطة" تشغل العالم.. أين أصاب وأين أخطأ؟عقوبة حاكم دبي لـ "معذبي القطة" تشغل العالم.. أين أصاب وأين أخطأ؟

عقوبة حاكم دبي لـ "معذبي القطة" تشغل العالم.. أين أصاب وأين أخطأ؟

أعطت صحيفة نيويورك تايمز لخبر العقوبة التي جرى إيقاعها على المتورطين في دبي بتعذيب قطة، عنوانًا في عددها اليوم الخميس يقول: "حاكم دبي يأمر بإلزام الذين أطعموا القطة للكلب أن ينظفوا حديقة حيوان".

الصحيفة الأمريكية الكبرى التي لا تتيح لقضايا الشرق الأوسط أكثر من بضعة أخبار يوميًا في المسائل السياسية والاقتصادية الملفتة، أدرجت خبر معاقبة المسيئين للحيوان بدبي، ضمن ما يقول شعارها أنها "الأخبار الصالحة فعلًا للنشر"، ووجّهته من زاوية الحكمة والإبداع في حفظ النظام المجتمعي، بالقرارات القيادية لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد.

رسالة قيادية و3 عناصر خبرية

ومن نفس زاوية الرسالة القيادية الملفتة في اختيار نوع العقوبة، أعطت صحيفة الديلي ميل البريطانية عنوانها للخبر ذاته بالقول" أن المتهمين الذين أطعموا القطة للكلب، في دبي، لقوا عقوبتهم بتنظيف حديقة الحيوان". وكذلك عنونت صحيفتا ميسوليان ومونيتور الأمريكيتان.

القصة المشتركة التي تداولتها الصحف الدولية عن القرار الذي أصدره الشيخ محمد بن راشد يوم أمس الأربعاء، تضمنت ثلاثة عناصر إخبارية: الأول وهو أن الرجال الثلاثة الذين صوروا أنفسهم بشريط فيديو وهم يطعمون قطة حيّة لكلب مفترس، فيما أصواتهم مسموعة بالتسجيل وهم يسخرون من القطة، جرى عليهم تنفيذ العقوبة الاجتماعية المنصوص في قانون الجنح . لكن الإبداع القيادي تمثّل في اختيار العقوبة الاجتماعية من نوع الجنحة ، فجاء التوجيه مشحونا برسالة اجتماعية ثقافية وإعلامية لفتت صحفا دولية من التي، في العادة، لا تعطي أولوية لمثل هذه الأخبار المتعلقة "بحقوق الحيوان" إلا إذا كانت ذات جرْسٍ عالي الصوت.

وفي سياقات الخبر كما نشر في عشرات الصحف والمواقع الدولية والإقليمية، معلومة أخرى تعترف بكفاءة أجهزة الأمن الإماراتية التي استطاعت أن تصل سريعاً للفاعلين الثلاثة بعد نشر الفيديو، الذي كان استثار ردود فعل واسعة بعضها من الناشطين في الدفاع عن حقوق الحيوان مثل الدكتورة منال المنصوري التي استذكرت أن حادثة مماثلة كانت حصلت في الشارقة ولقيت في حينه ردعًا سريعًا .

ملاحظة ثالثة أساسية أوردتها عدة مواقع محلية وخارجية واستذكرت فيها ان حاكم دبي رئيس مجلس الوزراء استخدم فيها العقوبة الاجتماعية. فقبل حوالي شهر جرت معاقبة أربعة شباب ارتكبوا مخالفة مرورية خطرة، بتنظيف الشوارع العامة لمدة أربع ساعات يوميا على مدار شهر.

رصد مشاركات النشطاء

في رصد ردود الفعل والمشاركات الواسعة من قراء التقرير على مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي كان ملفتًا ليس فقط نوعية الخدمة الاجتماعية التي اختارها الشيخ محمد بن راشد لجهة صلتها بنوع الجريمة، وإنما أيضًا كان مدعاة للملاحظة درجة شمولية الإحساس بالمسؤولية لدى القيادة وهي تأمر بإيقاع العقوبة. فمن إجمالي حوالي 243 مشاركة من القراء جرى رصدها ، جاءت شهادات طوعية من مواطنين مصريين وسعوديين وتونسيين، بالحكمة القيادية في دولة الإمارات.

حوالي 28% طالبوا بأن تكون العقوبة أقسى ولا تكتفي بتنظيف حديقة الحيوانات أو الشوارع. بعضهم من الكويت والسعودية والسودان، طالب بعقوبة الجلد أو السجن لمدة طويلة، وإن كان أحد قراء موقع المونيتور الأمريكي تمنى لو أنه يجري حشر مقترفي الجريمة مع أحد الأسود في حديقة الحيوانات.

حوالي 4 % من المغردين والمعقبين سجلوا ملاحظات متفاوتة الإحاطة، فالبعض رأى في إعطاء الموضوع حجمًا كبيرًا حيث هناك في العالم العربي ما هو أكبر وأهم من تعذيب قطة، كما قال، بينما رأى البعض أن إصدار أحكام العقوبات هي من شأن القضاء وليس الحكومة. ويبدو أنه فات على الذين أوردوا هذه الملاحظة أن قانون العقوبات الاجتماعية يعطي صلاحياتها للحكومة ما دامت في حدود الجنحة ولا تزيد عقوبتها عن ثلاثة أشهر.

سند قانوني واجتهاد تنفيذي

قرار الشيخ محمد بن راشد بتطبيق العقوبة الاجتماعية، نشرته عديد المواقع الإخبارية العربية مرفوقًا بوجود نص قانوني هو المادة 432 من قانون العقوبات الاتحادي التي تنص على "معاقبة كل من أزهق أو عذّب حيوانًا أليفًا أو مستأنسًا أو أساء معاملته، وكذلك كل من امتنع عن العناية به متى كان أمره موكولًا إليه أو كانت رعايته واجبة عليه". كما جرى في مواقع إماراتية توثيق السند القانوني للعقوبة الاجتماعية في مواد الجنح.

إبداع قيادي

كذلك تشاركت عشرات المواقع الإخبارية والمجتمعية في ايراد الإضاءة التفسيرية للمنطق الإبداعي الذي اعتمده حاكم دبي في اختيار نوع العقوبة الاجتماعية، معتبرة أن "مثل هذه الخطوة تسهم في إقرار أسس حفظ النظام المجتمعي".

وأضافت أن الخطوة "تلزم المتورط في الواقعة القيام بواجب خدمة المجتمع نظير ما اقترفه من مخالفة، فضلًا عن أنها تسهم بنشر الوعي بين الناس، داخل الدولة وخارجها، وتعرفهم بالآثار السلبية لمثل تلك المخالفات، واستحقاق الردع على من يخرق الاخلاقيات والأعراف المجتمعية".

رسالة بن راشد في القمة الأممية

يشار إلى أن الشيخ محمد بن راشد، وفي ترؤسه للقمة الدولية التي انعقدت في 12 فبراير الماضي بدبي، بحضور حوالي أربعة الآف قيادي أممي في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والتقنية، عرض باستفاضة منظومة صناعة القيادة في دولة الإمارات العربية المتحدة، معتبرًا إياها من أهم عناصر النجاح للدول، ما دامت مرفوقة بالاجتهاد في صناعة الانسان، وهو الاجتهاد الذي قال أنه معمول به ومبرمج حتى "في الأوقات الحرجة".

بعض المواقع الإخبارية التي نشرت قرار العقوبة الاجتماعية كما جرى إيقاعها في دبي على المسيئين للحيوان، أرفقت الخبر بروابط تشير الى أن المنطق القيادي المبدع الذي أصبح يميز الشيخ محمد بن راشد على المستوى الأممي، جرى توثيقه مفصلًا في كتابه الأخير الذي صدر قبل أيام بعنوان "تأملات في السعادة والإيجابية"، ووصفه مؤلفه بأنه "مساهمة ولو بشيء بسيط، في نقل تجربتنا وصناعة الأمل لمنطقتنا، واستئناف الحضارة في عالمنا العربي".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com