رداً على مؤتمر الشيشان.. مؤتمر بالسعودية يحذر من أي تكتل "يفرق المسلمين"
رداً على مؤتمر الشيشان.. مؤتمر بالسعودية يحذر من أي تكتل "يفرق المسلمين"رداً على مؤتمر الشيشان.. مؤتمر بالسعودية يحذر من أي تكتل "يفرق المسلمين"

رداً على مؤتمر الشيشان.. مؤتمر بالسعودية يحذر من أي تكتل "يفرق المسلمين"

 فيما يبدو أنه رد على مؤتمر غروزني، الذي استثنى التيار الوهابي السلفي من تصنيفه لأهل "السنة والجماعة"، أصدر مؤتمر منى المنعقد في مدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، تحذيرا من أي تكتل "يفرق المسلمين".

وأعاد مؤتمر غروزني، الذي عقد  قبل أسابيع في العاصمة الشيشانية تحت عنوان “من هم أهل السنة والجماعة”  وحضره شيخ الأزهر وعدد من كبار رجال الدين حول العالم، تعريف “أهل السنة والجماعة” دون الإشارة إلى السلفية الوهابية، وهو الأمر الذي أزعج رجال الدين في  السعودية.

وأصدر مؤتمر "الإسلام رسالة سلام واعتدال" الذي انعقد على مدار يومين في مكة، واختتم أعماله الأربعاء في منى، بياناً حذر فيه من "أي تكتل يفرق كلمة المسلمين، ويعمل على اختراق صفهم، وينافي سِلم رسالتهم واعتدالها".

وأكد البيان الختامي للمؤتمر الذي انعقد بعد أسابيع قليلة من مؤتمر غروزني، "أن تاريخ الإسلام لم يسجل أن المسلمين اجتمعوا لإقصاء أيٍّ منهم عن سنتهم وجماعتهم".

وقال  "إن اختصار سنة الإسلام وجماعة المسلمين في أوصاف لأشخاص أو انتماءات أو مدارس معينة، يختزل الإسلام الجامع في مفاهيم محدودة وأفكار ضيقة تفتح على الدين ثغرة، تتسلل منها المصالح والأهواء".

وشدد البيان على أهمية "تعزيز نبذ الفرقة والخلاف وتجاوز الشعارات والمفاهيم الضيقة التي تفرق ولا تجمع، وعلى أنه من الواجب على علماء الإسلام الحذر من مخاطر التصنيف والإقصاء، اللذين هما أساس لنشأة التطرف والتكفير".

وكانت توصيات مؤتمر غروزني قد أشارت إلى أن أهل السنة والجماعة هم “الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً”.

وأثار مؤتمر غروزني ردود فعل غاضبة في المملكة العربية السعودية، حيث ظهرت دعوات لإقامة مؤتمر عالمي للسلفية، للرد عليه، وهو الطرح الذي يبدوا أنه تجسد في مؤتمر منى. ويسلط هذا الجدل الضوء على عودة التنافس بين المؤسسات الدينية السنّية، على القيادة، في مرحلة تسودها الصراعات المذهبية والطائفية.

موقف الأزهر

وكان الأزهر الشريف في مصر، قد نفى من خلال بيان رسمي، أن يكون الدكتور أحمد الطيب، قد قصر مفهوم “أهل السُّنة” على “الأشاعرة” و”الماتريدية”، قائلاً: “شيخ الأزهر نص خلال كلمته للأمة، على أن مفهوم أهل السُّنة والجماعة، يُطْلَق على الأشاعرة، والماتريدية، وأهل الحديث السلفية”.

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن التعريف الذي ذكره بيان شيخ الأزهر هو التعريف الصحيح، مشيرًا إلى أن هناك هجومًا سلفيًا على توصيات المؤتمر، بالشكل الذي خرج به، قائلاً: “السلفيون يريدون احتكار المصطلح لهم، وينتقدون ما جاء بتوصيات المؤتمر التي خلت من ذكرهم”.

واختتم أستاذ الفقه المقارن حديثه لـ”إرم نيوز” أن الإسلام بمذاهبه، أصبح أسيرًا لتوجهات الدولة السنية والشيعية، والسلفيون يهاجمون كل شيء ليضعهم في صدارة المسلمين وأهل السنة، خاصة أن المؤتمر كان ضد الفكر الوهابي”، بحسب قوله.

وكان بيان الأزهر قد ذكر أن  الإمام “الطيب”، ساق بين يدي محاضرته، نصوصًا تُؤكِّد استقرار “جمهرة الأمة” والسواد الأعظم منها على معنى هذا المفهوم، حين نقل عن العلامة السفَّاريني قوله: “وأهل السُّنَّة ثلاث فِرَق: الأثريَّة وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي”، مشيرًا إلى قول العلامة، مرتضى الزَّبيدي: “والمراد بأهل السُّنة هم أهل الفِرَق الأربعة: المحدِّثون والصُّوفية والأشاعرة والماتريدية”، معبرًا بذلك عن مذهب الأزهر الواضح في هذه القضية.

وأشار البيان إلى أن شيخ الأزهر حثَّ في كلمته، ويحث دائمًا في كل خطبه ومقالاته على ضرورة لم شمل أهل السنة، دون إقصاء أو تهميش لأحد، بل دائمًا ما يدعو إلى وحدة المسلمين على اختلاف مذاهبهم، بحسب البيان.

من جانبه، قال الدكتور أحمد الشريف، أستاذ الفقه في جامعة الأزهر وأحد المشاركين في المؤتمر، إن “الصراع بين الأزهر والسلفيين لن ينتهي، وسيحسم لصالح مؤسسة الأزهر التي تقف كحائط صد أمام أفكارهم المتطرفة”، على حد وصفه.

وأضاف الشريف في تصريح لـ”إرم نيوز”، أن “مشاركة شيخ الأزهر في المؤتمر، بمثابة لطمة على وجه السلفيين في مصر ليعلموا جيدًا أن مؤسسة الأزهر لن تعطيهم فرصة لبث سمومهم في المجتمع”، على حد تعبيره.

بدوره، رأى أستاذ الحديث في جامعة الأزهر، الدكتور محمد دويدار، أن “عقيدة السلفيين بها أخطاء فادحة تجعلهم خارج مفهوم أهل السنة والجماعة”، لافتًا إلى أن “الدين الإسلامي لم يؤصل لوجود دولة دينية وهم لا يعترفون بهذا الأمر، وكذلك ينكرون على المسيحيين حقهم في بناء الكنائس رغم أن الرسول لم يمنع أحدًا من المسيحيين أو اليهود من ممارسة شعائر دينه”.

وأكد دويدار، في تصريح لـ”إرم نيوز” أن “الأزهر لن يترك الساحة للسلفيين في مصر ليفسدوا الناس ويشيعون الفتنة بين عنصري الأمة، السنة والشيعة”، مشيرًا إلى أن حلقات الصراع بين الأزهر وبينهم لن تتوقف”.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com