ليبيا.. داعش يحتضر بمعقله في سرت
ليبيا.. داعش يحتضر بمعقله في سرتليبيا.. داعش يحتضر بمعقله في سرت

ليبيا.. داعش يحتضر بمعقله في سرت

تداهم سكرات الهزيمة تنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية، فبعد قوة ضاربة أظهرها بسيطرته على مساحة من الأراضي والبلدات تجاوزت الـ 300 كلم وسط وشرق ليبيا، تنبأ الكثيرون للتنظيم بتحقيق طموحه في إنشاء معقله الرئيس في شمال أفريقيا، بعد انهيار قد تتعرض لها عاصمتا التنظيم في الموصل بالعراق والرقة بسوريا.

ولكن داعش لا يبدو هذه الأيام في أفضل حالاته، فقد تغيرت استراتيجيته القتالية من الهجوم إلى الدفاع، وبات محصورًا في أربعة مواقع في معقله الأخير بسرت، بجانب فقدانه العديد من عتاده العسكري الثقيل، وتعرض مخزونه من الذخائر للتدمير بفعل الطائرات الأمريكية التي دخلت على الخط مؤخراً، وساهمت في اقتراب لحظة طرد عناصر داعش من سرت.

حرب الشوارع

وقال العميد محمد الغصري المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق في سرت في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، الخميس، إن داعش انتقل من مرحلة الهجوم إلى الدفاع، وبات محاصرا في ثلاثة أحياء سكنية، بجانب مجمع العيادات والعمارات الهندية والمدينة الرياضية، وهي مساحة مطوقة تماماً من ثلاث محاور برية، ومحور رابع عن طريق القوات البحرية.

وعن نوع المواجهة التي تتعرض لها قوات تحرير سرت، أجاب الغصري أن "مسلحي التنظيم يعتمدون على مواجهتنا عبر القناصة التي يحاولون من خلالها إبطاء تقدم قواتنا نحو مواقع جديدة، كما يهرعون، في حال تمت مباغتتهم، إلى تنفيذ هجمات انتحارية بأحزمة ناسفة أو عربات مفخخة، وهي أساليب يائسة تجعلنا نتأكد من انهيار تام يتعرض له عناصر داعش".

ورجح المسؤول الليبي أن تتمكن عناصر عملية البنيان المرصوص من إحكام سيطرتها على المدينة خلال الأيام المقبلة، نظرا للتقدم الأخير الذي تحقق في استعادة مواقع مهمة وسط سرت.

وكانت قوات حكومة الوفاق تمكنت خلال اليومين الماضيين، من السيطرة على وسط مدينة سرت، بعد اشتباكات عنيفة اندلعت بين قواتها وعناصر داعش، تحت غطاء جوي أمريكي.

وشكلت حكومة الوفاق قوة أغلبها من ميليشيات مصراتة تحت اسم عملية “البنيان المرصوص” في مايو الماضي؛ بهدف إنهاء سيطرة تنظيم “داعش” على مدينة سرت، عبر 3 محاور هي "أجدابيا – سرت"، و"الجفرة– سرت"، و"مصراتة –سرت".

 وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وكبدته خسائر فادحة في الآليات والأفراد، تجاوزت 2000 قتيل وجريح في صفوف الطرفين، بحسب إحصاءات طبية شبه رسمية.

حصار داعش

من جانبه، أكد النائب في البرلمان الليبي محمد عبد الله، أن تنظيم داعش خسر معركته الكبرى في سرت، بعد إن كان يعول عليها للتمدد نحو مدن وبلدات شرق وغرب ليبيا، موضحا أن داعش "حوصر في مساحة لا تمثل 15% من مساحة سرت، ولن يبقى أمامه سوى الاستسلام أو مواجهة الموت المحتوم".

وقال عبد الله في حديث هاتفي مع "إرم نيوز" إن عناصر داعش محاصرون من جميع الاتجاهات، وبالتالي عملية القضاء عليهم ستجعل الليبيين ينتصرون في معركة الإرادة والرغبة في مواجهة عدو مشترك، وعلى الرغم من الخلافات السياسية فقد أثبت المقاتلون جدارتهم في تجاوز المستحيل في حال خلصت النوايا من أجل إنقاذ الوطن".

وردا على سؤال حول مدى نجاح الضربات الجوية الأمريكية في الاقتراب من حسم المعركة، قال "دون شك لقد تحلى المجلس الرئاسي بالشجاعة الكافية، عند طلبه تدخل جوي أمريكي محدد الأجل، لضرب مواقع داعش في سرت، وعلى الرغم من الانقسام الشعبي والسياسي حول هذا القرار، إلا أن النتائج ظهرت سريعاً عقب مرور عشرة أيام من انطلاق هذه الضربات، وساعدت بشكل كبير على كسر جمود المعركة، وتمت استعادة وسط المدينة الاستراتيجي وإنهاء المعركة لصالح الليبيين، والقضاء على أهم رقعة يتمركز فيها الإرهاب الدولي في ليبيا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com