حزب الله: استهدفنا برشقة صاروخية "نوعية" قاعدة اسرائيلية جنوب حيفا
تواجه الحكومة الليبية التي تدعمها الأمم المتحدة اختبارا حاسما وهي تتحرك لمعالجة انقطاعات الكهرباء المزمنة في البلاد إذ تسعى لبسط سيطرتها وكسب تأييد الليبيين من خلال تحسين مستوى معيشتهم.
وتواصلت انقطاعات الكهرباء خلال شهر رمضان الذي انتهى في أوائل يوليو لتزيد صعوبات الحياة على سكان البلاد الذين يواجهون ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وشح السيولة النقدية وهو ما يؤخر صرف الرواتب إضافة إلى استمرار الوضع الأمني المتردي.
وأبدى سكان طرابلس استياءهم من أن حكومة الوفاق الوطني لا تعمل بوتيرة أسرع منذ وصولها إلى العاصمة طرابلس في نهاية مارس آذار.
وكانت نتيجة الاتفاق الذي رعته الأمم المتحدة ووقع في ديسمبر، أن تحل حكومة الوفاق الوطني محل الحكومتين المتنافستين في طرابلس وشرق ليبيا اللتين شكلتا في 2014 إضافة إلى إنهاء الصراع بين الفصائل المسلحة التي تدعمهما.
ولكن حكومة الوفاق أخفقت في الحصول على التأييد الرسمي من الشرق، بينما تعمل بحذر في طرابلس وتتحرك تدريجيا من قاعدة بحرية مؤمنة إلى مباني الوزارات في المدينة حتى أنها لم تسيطر على مكتب رئيس الوزراء إلا في الأسبوع الماضي فقط.
وبجانب أزمة السيولة المالية وعمليات الاختطاف أصبحت انقطاعات الكهرباء رمزا لمحدودية سلطة حكومة الوفاق في طرابلس حيث تقع السلطة الحقيقية بشكل كبير في أيدي مجموعات مسلحة شكلت خلال انتفاضة 2011 ضد معمر القذافي وبعد الإطاحة به.
وقال خالد الديلاوي موظف في مكتب الجوازات أثناء قيامه بالتسوق في العاصمة "يزداد الموقف في طرابلس سوءا يوما بعد يوم، ولا توجد كهرباء في أماكن كثيرة ولا توجد أموال في البنوك ولا يوجد أمن، ونسمع كل يوم عن اشتباكات وجرائم لكن لا توجد أي استجابة من الحكومة الجديدة".
انقطاعات خارج السيطرة
وقالت الشركة العامة للكهرباء الأسبوع الماضي، إن الانقطاعات كانت خارجة عن سيطرتها، لأن مجموعات مسلحة كانت تقوم بتحويل إمدادات الكهرباء إلى مناطقها وهي مشكلة أقر بها رئيس حكومة الوفاق فايز السراج الشهر الماضي.
وأضافت الشركة في بيان، أن هناك أيضا غيابا للصيانة والأمن وأن الاشتباكات في بعض المناطق تضر بعملها بشدة.
ولكن بعد اندلاع مظاهرات في وسط طرابلس وقيام محتجين بحرق إطارات السيارات في الشوارع وبناء حواجز رملية لغلق جزء من الطريق الساحلي قام السراج يوم الأحد بإقالة مجلس إدارة شركة الكهرباء بأكمله وعين مجلسا مؤقتا.
وقال محمد العماري عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، إن وزارة الداخلية تتحرك أيضا لتأمين مراكز التحكم في توزيع الكهرباء لمنع الفصائل المحلية من تعطيل إمدادات الكهرباء.
وأضاف أن الأمور تحسنت في الأيام الأخيرة لأن هبوط درجات الحرارة رفع كفاءة توليد الكهرباء وتمكنت قوات موالية لحكومة الوفاق من استعادة محطة كهرباء في مدينة سرت الساحلية وإعادة تشغيلها بعد أن كان تنظيم الدولة الإسلامية استولى عليها العام الماضي.
ولكن الموقف مازال حرجا وغير مستقر حيث قال العماري إن متوسط النقص في إمدادات الكهرباء في البلاد يبلغ نحو 1400 ميجاوات، ومن المرجح أن ترتفع درجات الحرارة مجددا في أغسطس آب ليزداد استخدام مكيفات الهواء.
وأدت انقطاعات الكهرباء في الفترة الأخيرة التي دامت 15 ساعة أو أكثر إلى نفاد صبر المواطنين وفساد الأغذية في المبردات وهو ما دفع بعض المتاجر لإغلاق أبوابها ليصبح صوت مولدات الكهرباء أمرا معتادا في أرجاء طرابلس.
وقال محمد إبراهيم وهو صاحب متجر في طرابلس "لدينا ثلاث حكومات لكن ليس لدينا أي خدمات على الإطلاق".
وأضاف "يجب أن تتخذ السلطات وبصفة خاصة السراج ومجلسه قرارات حاسمة وعاجلة لإيجاد حلول لجميع تلك المشكلات".