محاولات عربية في مجلس الأمن لرفض تقرير الرباعية الدولية
محاولات عربية في مجلس الأمن لرفض تقرير الرباعية الدوليةمحاولات عربية في مجلس الأمن لرفض تقرير الرباعية الدولية

محاولات عربية في مجلس الأمن لرفض تقرير الرباعية الدولية

عقدت المجموعة العربية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، اجتماعا طارئا على مستوى السفراء، وناقشت آليات التحرك العربي في مجلس الأمن، للرد على تقرير اللجنة الرباعية الدولية، الذي وصفته بـ"السيء والمخيب للآمال".

وقررت المجموعة القيام بخطوات عملية، وعلى رأسها العمل على عدم صدور بيان رئاسي من قبل مجلس الأمن للترحيب بالتقرير بناء على مقترح أمريكي، وكلفت المجموعة المندوب الدائم لمصر، بالعمل على ترجمة هذا الموقف العربي الجماعي، بعدم السماح بصدور بيان يرحب بهذا التقرير، الذي لا يرقى إلى الحد الأدنى من الطموحات الفلسطينية والعربية.

وأشارت وكالة "معا" الفلسطينية، إلى قيام السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، بإجراء مقابلة صحفية شرح فيها الموقف الفلسطيني والعربي الجماعي بشأن التصدي للمحاولات الأمريكية الداعية إلى الترحيب بتقرير اللجنة الرباعية.

ونقلت عن منصور أن هذا التقرير جاء بعكس الوعود التي أعطيت من قبل بعض أعضاء اللجنة الرباعية، وأشار إلى أنه تقرير يدعو إلى خطوات عملية لوقف الاستيطان والسياسات والممارسات الإسرائيلية في المنطقة المسماة (ج)، ولوقف سياسات التهويد وهدم منازل الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة.

وأصدرت اللجنة الرباعية الدولية تقريرها مطلع الشهر الجاري، والذي أعدته مجموعة من الدبلوماسيين من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو التقرير الذي رفضته السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية على السواء.

وانتقد تقرير الرباعية العنف والتحريض على الكراهية بشكل متبادل، كما انتقد بناء المستوطنات، وفقدان السلطة الفلسطينية للسيطرة على قطاع غزة، معتبرا أن هذه الأمور تقوض آمال التوصل إلى سلام دائم.

ورأى معدو التقرير، أن النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية أحد ثلاثة اتجاهات سلبية يجب تغيير مسارها للإبقاء على أمل تحقيق سلام في الشرق الأوسط، وأنه منذ بدء عملية السلام في "أوسلو" عام 1993 تضاعف عدد المستوطنين اليهود حتى وصل إلى أكثر من 570 ألف إسرائيليا، يعيشون في مستوطنات تعتبرها الأمم المتحدة ومعظم دول العالم غير قانونية.

ورأى مراقبون، أن التقرير تبنى الخطاب الإسرائيلي بشكل شبه كامل، ووجه اللوم للفلسطينيين وساوى بينهم وبين الاحتلال، وبرر سياسة الفصل العنصري وتدمير البنى التحتية الفلسطينية، لافتين إلى أن الضغوط الدبلوماسية الإسرائيلية التي مارستها طوال الأسابيع الماضية، بدعم من وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أثمرت عن نتائج، من بينها الصيغة المخففة التي خرج بها التقرير تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

ولم ينتقد التقرير إسرائيل في مسألة الممارسات القمعية أو سياسة العقاب الجماعي بحق الفلسطينيين، واكتفى بالحديث عن البناء بالمستوطنات، دون حتى أن يدين المستوطنين أو ظاهرة الإرهاب اليهودي، وانتقد بشكل غير مفهوم غياب السلطة الفلسطينية وتأثيرها على قطاع غزة.

وأعلن نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية أن التقرير الذي لا يتضمن إنسحابا كاملا من حدود 1967، بما في ذلك القدس المحتلة، ولا يتضمن إقرارا بعدم شرعية الاستيطان، لن يؤدي لسلام حقيقي ودائم، بل لمزيد من التوتر، وعدم الاستقرار في المنطقة".

وأوضح الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن التقرير "وضع تهديد أمن اسرائيل ومواطنيها في مرحلة متقدمة مقارنة بالسياسات الإسرائيلية الاستيطانية المدمرة لحل الدولتين، وهو أمر لا يستقيم ويدل على أن رؤية الرباعية في هذا الصدد ليست منصفة، وأن أطرافها ليست محايدة بالقدر المطلوب.

ورفضت منظمة التعاون الإسلامي مضمون التقرير، وأعربت عن  أسفها لمضمونه الذي ساوى بين المُحتل والشعب الفلسطيني، واستخدم تعبير "العنف الفلسطيني" بدلا من إدانة الاحتلال بشكل واضح وصريح.

واعتبر الأمين العام للمنظمة إياد أمين مدني، أن التقرير يفتقد للموضوعية في توصيف سياسات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته غير القانونية، التي مازالت تشكل عائقا وسببا رئيسيا أمام تحقيق أي تقدم في المسار السياسي.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com