تعثر المشاورات يرفع أسهم الخيار العسكري في اليمن
تعثر المشاورات يرفع أسهم الخيار العسكري في اليمنتعثر المشاورات يرفع أسهم الخيار العسكري في اليمن

تعثر المشاورات يرفع أسهم الخيار العسكري في اليمن

مع التعثر الذي يشوب سير المشاورات اليمنية المنعقدة في الكويت منذ 21 أبريل الماضي، تتحرك القوات العسكرية على الأرض، بوتيرة أسرع من ذي قبل، وترتفع أسهم الخيار العسكري على حساب الحلول السلمية.

وقال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الاثنين الماضي، إن الحرب على ما تبقى من الجماعات الإرهابية لن تتوقف مهما كانت التضحيات، وإن استئصال شأفة الإرهاب أمر لا رجوع عنه مهما كان الثمن.

وأشار خلال برقية عزاء بعث بها لأهالي ضحايا التفجيرات في "المكلا" شرقي البلاد، إلى جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة، اللتين وصفهما بـ"الجماعات الدخيلة بأفكارها الدموية والتدميرية على اليمن لتنفيذ أجندات وأهداف خارجية".

والتلويح باستمرار الحرب دون مواربة، جاء بعد لقاءات أجراها "هادي"، خلال الأيام القليلة الماضية مع مسؤولين دوليين، أكد خلالها أن بلاده متمسكة بالتوصل إلى سلام دائم وشامل يحقن الدماء وينهي مأساة اليمنيين.

وخلال اليومين الماضيين، شهدت معظم جبهات القتال مواجهات عنيفة، حققت خلالها "المقاومة الشعبية" الموالية للحكومة، إنجازات على الأرض، فيما انحسر تمدد "الحوثيين" والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، عدا تقدم محدود أحرزوه باتجاه قاعدة "العند" العسكرية، جنوبي البلاد.

وتشهد أربع جبهات قتالية هي مأرب (وسط)، الجوف (شمالي غربي)، تعز (جنوبي)، وحرض (شمالي غربي) الحدودية، معارك شرسة بالأسلحة الرشاشة والقذائف المدفعية بين قوات الجيش الوطني و"المقاومة" من جهة، و"الحوثيين" والقوات الموالية لهم من جهة ثانية، ويتبادل الطرفان المسؤولية عن خرق الهدنة، وترفع التقارير بذلك من لجان التهدئة إلى الأمم المتحدة.

وفي جبهة "نهم"، البوابة الشرقية للعاصمة اليمنية صنعاء، تدور مواجهات عنيفة في ظل تقدم ملحوظ للجيش الوطني و"المقاومة الشعبية"، ضمن الخطط البديلة التي يضعها الجيش تحسباً لأي "انهيار" قد يحدث للمشاورات التي تعقدها الحكومة مع "الحوثيين".

وعلى الرغم من التحركات الدولية المكثفة خلال الأيام الماضية، بغية التوصل لحل ينهي الأزمة اليمنية، إلا أن تلك الجهود أخفقت في مهامها.

وليل السبت الماضي، وصل الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى الكويت، ضمن جهود المنظمة الدولية لتحقيق تقدم جوهري لحل النزاع المتصاعد في اليمن، منذ أكثر من عام.

وكان الاعتقاد السائد أن "كي مون" قدِم إلى الكويت من أجل الضغط باتجاه التوقيع على الخريطة التي قدمها مبعوثه لليمن "إسماعيل ولد الشيخ أحمد"، منذ ما يقارب أسبوع، ولم تسلم نصياً للمتفاوضين، لكن الأمين العام اكتفى بحث الأطراف اليمنية على ضرورة إقرار "خريطة الطريق"، التي تتضمن مبادئ لحل الأزمة اليمنية، والالتزام بالهدنة المعلنة في البلاد منذ أشهر.

ولا يمكن التكهن بشأن التحفظ الذي تتعامل به المنظمة الدولية مع الخريطة الجديدة، لكن يبدو أن هناك قلقاً كبيراً يساور "كي مون" و"ولد الشيخ"، من أن الخريطة قد لا تلقَى قبولاً، وأن مصيرها سيكون الرفض، وبهذا سيستنفد المبعوث الأممي إلى اليمن فرص الحل السلمي، وربما تتوقف المشاورات نهائياً.

ومن المهم الإشارة إلى أن المشاورات رغم مضي أكثر من شهرين على انطلاقها، إلا أنها لم تؤثر على سير المعارك القتالية، بل على العكس، فكلما شعر مقاتلو الطرفين أنه لا جدوى من المشاورات، كان ذلك دافعاً لهم نحو المزيد من التحرك على الأرض بقوة السلاح.

وأواخر سبتمبر 2014، سيطرت جماعة الحوثي المسلحة وقوات موالية للرئيس المخلوع علي صالح، على العاصمة اليمنية صنعاء، وبدأوا بمد نفوذهم نحو مناطق يمنية أخرى، ما أدى إلى مغادرة الرئيس عبدربه هادي وحكومته البلاد، والاستقرار مؤقتاً في العاصمة السعودية الرياض.

وفي 26 مارس من العام 2015، قادت السعودية تحالفاً عربياً للحرب على قوات "الحوثي" و"صالح"، تقول الرياض والعواصم الأخرى المشاركة في التحالف، إنه جاء بناء على طلب من الرئيس اليمني هادي لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com