مسؤولون أميركيون يعترفون بالمخفي عن "الجيش العراقي المنهك "
مسؤولون أميركيون يعترفون بالمخفي عن "الجيش العراقي المنهك "مسؤولون أميركيون يعترفون بالمخفي عن "الجيش العراقي المنهك "

مسؤولون أميركيون يعترفون بالمخفي عن "الجيش العراقي المنهك "

 اعترف مسؤولون أميركيون في تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية،  بالمخفي عن الأوضاع التي يعانيها الجيش العراقي ،رغم المليارات التي يجري إنفاقها على تسليح هذا الجيش وتدريبه، بوجود الخبراء الاميركيين وغيرهم لإتمام هذه المهمة.

ووفقا لتقرير نيويورك تايمز فإن المسؤولين الأمريكيين ومسؤولين من القوى المتحالفة،  يعترفون بأن الجيش العراقي منهك، وغير مجهز جيدًا ويواجه عقبات صعبة على أرض المعركة، والتي من شأنها، أن تؤخر على الأرجح، لعدة أشهر، هجومًا كبيرًا، مخططا له منذ فترة طويلة، على معقل داعش في الموصل.

وفي اطار التنصل من الوضع الذي يعيشه الجيش العراقي وتأخير معركة الموصل  نقلت الصحيفة عن المسؤولين الاميركيين أن التاخير متوقع على الرغم  مما وصفوه بالجهود الأمريكية من أجل الحفاظ على آلة الحرب العراقية على المسار الصحيح.

خدمات بدون طائل

 واستذكرت الصحيفة  في هذا السياق ما قدمته المؤسسة العسكرية الأمريكية في العامين الماضيين  لتحسين اليات تقديم الخدمات اللوجستية للجيش العراقي ،مثل الغذاء والماء والذخيرة. حيث يؤكد القادة الأمريكيون أنه من دون مساعدة، فإن الهجوم على الموصل من المرجح أن يفشل.

ويقوم الأميركيون بنقل المعدات وقطع الغيار مباشرة إلى ساحة المعركة، عن طريق طائرات شحن، ما يساعد في ترتيب شراء الذخيرة والمعدات التي تعود للفترة السوفيتية.كما يقومون بالضغط على العراقيين، لاتخاذ إجراءات لتحسين سلسلة التزويد، التي من شأنها أن تعمل على مساحة تبلغ أكثر من 200 ميل من مستودعات وزارة الدفاع، في منطقة بغداد إلى الموصل.

كما يؤكدون أن الكثير من المعدات العراقية في حاجة إلى إصلاح أو استبدال، كما أن العديد من الوحدات العراقية تتطلب تدريبًا إضافيًا قبل مهاجمة الموصل.

وأشار العقيد ستيفين وارن، الذي كان حتى هذا الشهر كبير المتحدثين باسم الجيش الأميركي في العراق، إلى أن الهدوء لن يكون أمرًا مثيرًا، لكن هذا هو العمل الشاق والمهم الذي يجب القيام به من أجل توليد القوة القتالية.فالتحديات اللوجستية، ليست هي العقبات الوحيدة التي تواجه الولايات المتحدة، في الوقت الذي تكافح فيه من أجل التعامل مع التعقيدات في العراق.

المشكلة الإيرانية

وفي هذا السياق أشارت الصحيفة، إلى ما تقوم به  ايران  بدعم عشرات الآلاف من الجنود العراقيين وضباط الشرطة ورجال الميليشيات الشيعية،  في هجومهم على داعش في مدينة الفلوجة السنية، في غرب العراق، الأمر الذي أثار المخاوف حول نشوب حرب طائفية. وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد أمر بشن هجوم على الفلوجة على الرغم من اعتراضات المستشارين الأميركيين الذين حثوه على التركيز على الفرصة الأكبر للموصل، والتي تعد ثاني أكبر مدينة في العراق ومقر الدولة الإسلامية الفعلية في العراق.

ولكن بعد سلسلة من التفجيرات الانتحارية التي شنها داعش الشهر الماضي، وأسفرت عن مقتل المئات في بغداد، واجه العبادي ضغوطًا محلية متزايدة، لوقف التهديد في الفلوجة التي تبعد 35 ميلاً عن غرب العاصمة.

والمشكلة الداعشية

واستعادت الصحيفة  ما حدث في صيف عام 2014  حيث تفاقمت مشكلة الجيش العراقي ، عندما استولى تنظيم داعش  على مساحات واسعة من الأراضي في غرب وشمال العراق، وقام بالإستيلاء على الكثير من الشاحنات العسكرية والمعدات الأخرى المستخدمة لنقل القوات والامدادات.

ومنذ ذلك الحين- تقول الصحيفة -عملت القوات اللوجستية الأميركية مباشرة مع العراقيين من اجل محاولة تحسين سلسلة التزويد الخاصة بهم.

وتمضي الصحيفة الأمريكية في تعداد أسباب ضعف الجيش العراقي  قائلة  إن مشكلة القوات العراقية معقدة، فهي تكمن في أن الجيش العراقي مؤلف من مزيج من المعدات والأسلحة التي تعود لحقبة الاتحاد السوفيتي وأسلحة مستوردة من الولايات المتحدة وغيرها من الدول، فالعراقيين يعتمدون على نظام صيانة عتيق حيث يتم إرسال المعدات المعطلة الى بغداد من اجل اصلاحها، فهم ليس لديهم نظام آلي لتتبع الامدادات.

وقد عمل المستشارون الأميركيون، على إصلاح نظام الصيانة، وتشجيع العراقيين على تطوير القدرة على القيام بإصلاحات أقرب إلى ساحات القتال، كما  رتب الأمريكيون لدول أخرى في التحالف، تحارب داعش ، لإعطاء أو بيع العراقيين الذخائر والقطع التي يحتاجونها من أجل الحفاظ على الأداء العسكري.كما أخذ الأمريكيون- يقول التقرير- زمام المبادرة لإعداد جداول مفصلة لنقل القوات، وتدريبهم، وتوفير الذخيرة والمعدات إلى أرض المعركة.

وقال الجنرال شون ب. ماكفارلاند، قائد القوات الأميركية في العراق، في رسالة بالبريد الالكتروني، مشيرًا إلى المدينة في الشمال بغداد: "بما أن العراقيين يتحركون بعيدًا عن المستودعات الخاصة بهم في أماكن مثل التاجي، سيكون عليهم تبني ممارسات اكتفاء مماثلة".

وأضاف: "ومن أجل القيام بذلك، هناك متطلبات كبيرة لإعادة التنظيم ،حيث أن توسيع نطاق قوات الأمن العراقية يتطلب أيضا تخطيط الخدمات اللوجستية" .كما أكد أن توسيع نطاق قوات الأمن العراقية، يتطلب تخطيطا للخدمات اللوجستية، وقالا: "نحن نقوم بصفقة كبيرة من أجل العراقيين، لأننا قد ادركنا أن روما لم تبنى في يوم واحد".

المعركة المؤجلة

واستذكر تقرير الصحيفة أن العراقيين قد حققوا بعض النجاح ضد  داعش منذ شهر ديسمبر، ولأول مرة منذ اندلاع القتال ضد  التنظيم ، الذي نشب في شهر أغسطس عام 2014، لم تكتسب الجماعة الإرهابية أي إقليم إضافي هذا العام، كما  استعاد العراقيون مدينة الرمادي وعدد من المدن الصغيرة في غرب العراق وشماله.

ونسبت لمحللي الاستخبارات الأمريكية،  قولهم أن القوات العراقية تمكنت من استعادة 45 % من الأراضي التي سيطرت عليها  داعش في عام 2014 بدعم من القوة الجوية بقيادة الولايات المتحدة.كما قامت الولايات المتحدة وغيرها من الدول الأوروبية بالمشاركة في القتال بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، بقصف نفط داعش ، وخفض إيرادات  التنظيم بنسبة تتراوح بين 30 و 50 %..

 ويخلص تقرير الصحيفة الاميركي، المستند للمعلومات الاستخبارية والعسكرية ، الى الاستنتاج القائل بأن العديد من المناطق التي يحتاج العراقيون لاستعادتها، بما في ذلك الموصل، سيكون من الصعب عليهم استعادتها، حيث تسطير عليها داعش  منذ  فترة طويلة، وتخضعها لحراسة مشددة .

وتنقل الصحيفة عن القائد إسماعيل المحلاوي قوله "دعونا نكون صرحاء، ففي العراق، حتى إذا ذهبنا إلى السوق ننزعج من الحرار. في اشارة الى صعوبة خوض المعارك خلال الصيف .لكنه يؤكد على ضرورة التغلب على عائق حرارة الجو ووضع الخطط المناسبة في المكان المناسب، للحصول على المطلوب  ومواصلة العمليات، فينبغي الاستفادة من أوقات الفجر للهجوم".

وحول  الحملة الجوية في الأشهر المقبلة، قال الجنرال تشارلز ك. براون الابن، قائد الحرب الجوية الأمريكية، إنه سيواصل الضغط على داعش ، حتى لو خفت وتيرة الهجوم البري العراقي.

وشدد الجنرال براون، على أن القوات الجوية قادرة على القيام بضربات قبل المناورة البرية، وقال: "أنا أعرف أين ستقع المعركة القادمة؟ وعندها كل ما أريد القيام  به هو في الواقع تليين ذلك، من خلال القيام بضربات قبل المناورة البرية ".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com