ظهور نجاد على الساحة الإيرانية يشعل الجدل حول عودته
ظهور نجاد على الساحة الإيرانية يشعل الجدل حول عودتهظهور نجاد على الساحة الإيرانية يشعل الجدل حول عودته

ظهور نجاد على الساحة الإيرانية يشعل الجدل حول عودته

أثار ظهور الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، خلال كلمة ألقاها أمام المئات من الحشود جدلا واسعًا في الساحة السياسية الإيرانية، حيث ردد بعض الحضور شعار "أي رجل هو أحمدي نجاد عائد".

وشارك نجاد في لقاء أقيم في جيروفت بجنوب شرق إيران، والذي كان من بين أسبابه تكريم ضحايا الحرب التي دارت بين عامي 1980 و1988.

وبعد غيابه لنحو ثلاث سنوات عن الساحة العامة إثر توليه ولايتين رئاسيتين، ظهر أحمدي نجاد بضع مرات في الأسابيع القليلة الماضية بينها عندما ألقى كلمة الأسبوع الماضي في جيروفت وأذكت الحديث عن عودته السياسية.

ولم يكشف الرئيس الشعبوي المحافظ السابق البالغ من العمر 59 عاما، تفاصيل عن مستقبله أو يتطرق للتكهنات بأنه يعتزم الترشح في انتخابات الرئاسة القادمة المقرر إجراؤها في 2017، ولكنه إذا ترشح فقد يسبب مشاكل لخليفته البراجماتي حسن روحاني الذي اكتسب شعبية بعد الاتفاق مع القوى العالمية الذي أدى لرفع معظم العقوبات على إيران مقابل الحد من أنشطة برنامجها النووي.

وقال مسعود مير كاظمي، وزير النفط السابق في عهد أحمدي نجاد لموقع عصر إيران الإلكتروني في مقابلة نشرت أمس الأربعاء "المهم في الرئاسة هو الفرد، والجماعات السياسية ليست مهمة في الواقع،  ويمكن لفرد أن يبدأ موجة"، مضيفًا "من يستطيع بدء هذه الموجة سيحصل على الأصوات أيا كان"، وتكهن بأن يهزم حليفه السياسي روحاني إذا رشح نفسه.

ولم يخض الانتخابات الرئاسية الأخيرة في يونيو 2013 لأن الدستور الإيراني يقيد فترات الرئاسة كما واجه المحافظون انتكاسات في مارس في انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء الذي سيختار الزعيم الأعلى الإيراني القادم وهو أعلى سلطة في البلاد.

ولكن أحمدي نجاد ربما يكون أمل المحافظين في العودة في انتخابات العام القادم وإن كانت علاقاته مع البعض منهم لا تزال متوترة.

وقال سعيد ليلاز المحلل السياسي المقيم في طهران، الذي عمل مستشارا للرئيس الأسبق محمد خاتمي "المتشددون يعترفون بأن أحمدي نجاد هو الوحيد الذي يستطيع الوقوف في وجه الإصلاحيين ومرشحيهم".

وأضاف "زادت أنشطته كثيرا جدا جدا، وأثار حماسا في أماكن شتى".

معركة على الإنترنت

حين كان رئيسا لمدة ثماني سنوات، كثيرا ما أغضب أحمدي نجاد المجتمع الدولي بتصريحاته العنيفة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل وموقفه المتحدث بشأن برنامج إيران النووي المثير للجدل وتشكيكه المستمر في محارق النازي، ويشيد به أنصاره لدفاعه عن القيم التقليدية والوقوف في وجه الغرب، وينتقده معارضون لسجله الاقتصادي وبسبب مزاعم بفساد على مستويات عالية حين كان رئيسا.

وعلى الرغم من أن كلمته الأسبوع الماضي في جيروفت ركزت على الحرية والديمقراطية فإنها تناولت فكرة معتادة وهي إدانة "الطغاة" مستهدفا الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص.

وقال أمام الحشد "أقول لماذا قمتم بحملة عسكرية في العراق وأفغانستان وقتلتم مليون شخص؟ يقولون نريد أن نحقق الديمقراطية هناك".

ومع تكرار ظهور أحمدي نجاد في الآونة الأخيرة لجأ أنصاره للإنترنت لإبراز إنجازاته.

ونشرت مدونة مؤيدة لأحمدي نجاد إحصاءات تركز على إيجابياته فأشارت على سبيل المثال إلى تمهيد عدد من الطرق الريفية في عهده أكبر من ذلك الذي تم تمهيده في عهد روحاني لكن دون ذكر مصدر البيانات.

ونشط منتقدو أحمدي نجاد أيضا على الإنترنت، وأظهرته صورة ساخرة على تطبيق تليجرام للرسائل في هيئة مدرس يلقي درسا بمدرسة ويقول "من خلال الديماجوجية سنجعلهم ينسون ذكريات ثماني سنوات من الشقاء".

كما وجه معارضون الاهتمام إلى الاتهامات القانونية التي يواجهها أحمدي نجاد، ولم تعلن طبيعة الاتهامات لكن وسائل إعلام محلية تقول إنها تتعلق بعدم اتباع الإجراءات القانونية كما ينبغي.

واستدعت محكمة الرئيس السابق عام 2013 لكنه لم يذهب.

ويستشهد معارضون بهذه القضية القانونية باعتبارها عقبة ينبغي التغلب عليها قبل أن يفكر أحمدي نجاد في خوض الانتخابات.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية، عن علي مطهري وهو عضو محافظ معتدل بالبرلمان قوله "يجب محاكمة أحمدي نجاد أولا ثم طرحه كمرشح للانتخابات".

دعم الزعيم الأعلى

ويرجح أن يحتاج أحمدي نجاد لموافقة الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي الضمنية على الأقل، حتى يتمكن من الترشح للانتخابات، كما سيعطيه دعم الحرس الثوري القوة العسكرية والاقتصادية الأكبر في إيران دفعة مهمة.

وتمتع أحمدي نجاد بدعم خامنئي لفترة طويلة، لكنه اختلف معه أكثر من مرة في السنوات الأخيرة من حكمه.

وفي عام 2011 قاطع اجتماعات الحكومة لعشرة أيام بعد أن أعاد خامنئي وزير المخابرات الذي عزله أحمدي نجاد.

وأبدى الحرس الثوري بعض المؤشرات على الدعم.

وفي مارس خلال عطلة رأس السنة الفارسية، قام روحاني بزيارة لجزيرة كيش بينما زار أحمدي نجاد شالامتش التي شهدت معركة في حرب إيران والعراق.

وأشاد موقع باسيج الإخباري المرتبط بالحرس الثوري بأحمدي نجاد وتساءل لماذا لم يظهر روحاني احترامه لأسر ضحايا الحرب.

وقال علي تاجرنيا العضو الإصلاحي بالبرلمان في مقابلة مع صحيفة "آمران أمروز" الأسبوع الماضي إن "أصحاب النفوذ الذين لهم دور في هيكل السلطة" بعثوا برسالة لروحاني دعوه فيها لألا يترشح لولاية ثانية.

وإذا عاد أحمدي نجاد فإن من المرجح أن يعود للخطاب الشعبوي لحشد التأييد.

وقال أمير محبيان الخبير الاستراتيجي والمحلل المقيم في طهران، الذي عمل مستشارا لكبار الساسة "أحمدي نجاد له قاعدة الدعم الاجتماعية الخاصة التي يستطيع حشدها".

وفي ظل التوقعات بأن يصبح الاقتصاد من القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية سيحاول روحاني إظهار أن رفع العقوبات يحقق مكاسب اقتصادية.

وإذا فشل في ذلك فإن من المرجح أن يكرر أحمدي نجاد وعوده بتوزيع ثروة البلاد على الفقراء والمحرومين.

وربما يرد روحاني باستغلال المزاعم بالفساد في عهد أحمدي نجاد في حملته الانتخابية.

وتولى روحاني الحكم بوعود باجتثاث الفساد وفي مارس صدر حكم بإعدام رجل أعمال سرت مزاعم بارتباطه بصلات بمسؤولين كبار في عهد أحمدي نجاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com