محللون: الخلافات تتسع بين موسكو وطهران ودمشق
محللون: الخلافات تتسع بين موسكو وطهران ودمشقمحللون: الخلافات تتسع بين موسكو وطهران ودمشق

محللون: الخلافات تتسع بين موسكو وطهران ودمشق

يقدر محللون، أن خلافات تدريجية بدأت تنشأ داخل تحالف روسيا وإيران ودمشق، حول بعض المحاور الرئيسية، مدللين على ذلك بتصريحات أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني، حين لفت إلى أن "علاقات إيران وروسيا لا تخلو من التناقضات"، مؤكدين أن إحدى النقاط الخلافية تتعلق بأن لدى موسكو رغبة في الوصول إلى تسوية للأزمة السورية ربما لا تتوافق بشكل كامل، مع مصالح إيران.

واعتبر المحللون أن الدعم الروسي لبعض أطراف المعادلة السورية، ومن ذلك الأكراد، وإشارتها إلى إمكانية تأسيس دولة فيدرالية في سوريا خاصة بهم، ربما من بين النقاط التي تثير خلافا روسيا – سوريا – إيرانيا، على الرغم من أن أطراف هذا التحالف يحرصون حتى الآن على تجنب تعميق حدة هذه الخلافات.

وطبقا لتحليل نشره "المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية"، فإن ثمة مؤشرات متعددة على الخلافات داخل هذا التحالف، من بينها حديث الرئيس السوري بشار الأسد عن إجراء انتخابات برلمانية في نيسان/ أبريل 2016، وعن رغبته في استعادة سيطرته على كامل الأراضي السورية.

ويلفت محللو المركز إلى أن ما صرح به الأسد "يتعارض مع الجهود التي تبذلها روسيا للوصول إلى تسوية، لا سيما وأن تلك التصريحات وجهت إشارة إلى قوى المعارضة والأطراف الداعمة لها، بأن النظام السوري لا يبدو مستعدا للوصول إلى تلك التسوية، ويسعى فقط إلى كسب مزيد من الوقت، وإضفاء شرعية على إجراءاته السياسية على غرار إجراء الانتخابات البرلمانية".

ووصف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة "فيتالي تشوركين"، في 18 شباط/ فبراير الماضي موقف الأسد بأنه يتناقض بوضوح مع الجهود الدبلوماسية الروسية، الأمر الذي اعتبره المحللون دليلا إضافيا على الخلافات القائمة.

ومن جانب آخر رفضت طهران المبادرة الروسية لتأسيس دولة فيدرالية في سوريا، وأكد الرئيس روحاني أن التنسيق مع روسيا "لا يعني أن طهران توافق على كل خطوة تقوم بها موسكو في سوريا".

وتسعى موسكو إلى دمج الميليشيات المسلحة التي قامت طهران بتكوينها وتدريبها، مثل كتائب "أبو الفضل العباس" مع قوات النظام السوري، وهو ما لا يلقى قبولا من جانب إيران، طبقا للمركز، ولا سيما أنها تعتبر أن وجود تلك الميليشيات ربما يساهم في ضمان مصالحها في سوريا على المدى البعيد.

ويشكل الدعم الروسي للأكراد في سوريا، من خلال في توفير سلاح الجو الروسي غطاء جويا لتقدم الميليشيات الكردية في شمال سوريا، وما يعنيه من إمكانية تسببه في hنفصال الأكراد وتكوين دولة كردية في المستقبل، وفتح ممثلية للإدارة الذاتية للأكراد في موسكو، سببا إضافيا لمخاوف طهران ونظام الأسد.

وفسر محللو المركز اتساع نطاق الخلافات بين روسيا ونظام الأسد وإيران في إطار عوامل عديدة، من بينها تزايد مخاوف موسكو من التداعيات المحتملة التي يمكن أن يفرضها الوصول للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة "5+1" خاصة على صعيد تزايد احتمالات حدوث تحسن في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

ونوه المحللون إلى أن لدى موسكو القدرة على تحويل مسارات الأزمة السورية لصالحها، فضلا عن إجراء تغييرات في التصورات الدولية لتسوية الأزمة السورية، وهو ما يبدو جليا في إصرار موسكو على تقسيم المعارضة السورية إلى "معتدلة" و"متطرفة"، واستثناء تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" فقط من اتفاق وقف إطلاق النار.

ومن بين العوامل الأخرى، ما يتعلق بالخلاف النسبي في مواقف طهران وموسكو بشأن مستقبل الأسد في الحكم، حيث تبدي إيران شكوكا تجاه إمكانية تخلي موسكو عن الأسد في مرحلة ما، فيما كشفت بعض التقارير عن أن موسكو باتت ترى أن بقاء الأسد لفترة طويلة قد يعرقل جهودها للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة السورية بما يتوافق مع مصالحها في سوريا والمنطقة.

وتوقع المحللون أن يتسع نطاق الخلافات بين شركاء الأسد، لا سيما روسيا وإيران تدريجيا، خاصة وأن بعض الاتجاهات داخل إيران باتت تشير في الوقت الحالي إلى أن التدخل الروسي في الصراع السوري أدى إلى تقليص نفوذ إيران في البلد المضطرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com