القرار الأممي بشأن سوريا يرحّل "معضلة" الأسد ويدعو لـ"هدنة غامضة"
القرار الأممي بشأن سوريا يرحّل "معضلة" الأسد ويدعو لـ"هدنة غامضة"القرار الأممي بشأن سوريا يرحّل "معضلة" الأسد ويدعو لـ"هدنة غامضة"

القرار الأممي بشأن سوريا يرحّل "معضلة" الأسد ويدعو لـ"هدنة غامضة"

واشنطن- لاحظ خبراء أن القرار الأممي بشأن سوريا تجاهل مصير الرئيس السوري بشار الأسد، والذي اعتبر المعضلة الرئيسة في جميع المبادرات السياسية السابقة.

وأشار الخبراء إلى أن الدعوة الى وقف إطلاق النار، تبدو، كذلك غامضة، معتبرين أن آليات تنفيذ مثل هذا الطلب ستكون معقدة وسط الفوضى التي تعيشها سوريا منذ نحو خمس سنوات.

وأقر وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، خلال جلسة تصويت أعضاء مجلس الأمن الدولي على القرار، إنه "ما زالت هناك خلافات حادة داخل المجتمع الدولي خاصة فيما يتعلق بمستقبل الرئيس الأسد. لقد أكدنا منذ البداية أن تحقيق النجاح يتطلب أن يقوم الرجال والنساء في سوريا بقيادة العملية وتشكيلها واتخاذ القرارات بشأنها وتطبيقها".

وأكد أن "هدف المفاوضات بين المعارضة والنظام المزمع عقدها الشهر المقبل، هو تيسير عملية انتقال داخل سوريا تقيم في غضون ستة أشهر حكماً يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية".

وتبنى مجلس الأمن الدولي، أمس الجمعة، قراراً بالإجماع يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا، ودعم مفاوضات السلام المزمع انطلاقها مطلع كانون الثاني/ يناير المقبل.

وأوصى القرار رقم 2254 بضرورة وقف إطلاق النار، والبدء بمرحلة انتقالية تلبي تطلعات الشعب السوري، في إطار مخرجات مؤتمر جنيف، مطالباً "جميع الدول الفاعلة باستخدام نفوذها لدى الحكومة والمعارضة للمضي قدماً في عملية السلام وتدابير بناء الثقة والخطوات نحو وقف إطلاق النار".

وشدد على أن "الوسيلة الوحيدة لتسوية دائمة للأزمة السورية، هي عملية سياسية مفتوحة يقودها السوريون وتلبي تطلعاتهم المشروعة، في إطار التطبيق الكامل لبنود مؤتمر جنيف الذي صدر في 30 حزيران/ يونيو 2012، وتم تبنيه بالقرار رقم 2118 في 2013".

وتضمن بيان جنيف الخطوط العريضة لانتقال سياسي في سوريا، لكنه لم يُطبق بسبب خلافات بين الولايات المتحدة وروسيا، خصوصاً حول دور الرئيس السوري بشار الأسد.

وطالب مجلس الأمن، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ومبعوثه إلى سوريا ستيفان دا ميستورا، بـ"جمع ممثلي الحكومة السورية والمعارضة ليبدأوا بسرعة مفاوضات رسمية حول عملية انتقال سياسي، وتحديد مطلع العام المقبل 2016 لبدء المحادثات"، مشيداً بالاجتماع الذي عقد في الرياض في وقت سابق من الشهر الجاري بين مختلف فصائل المعارضة السورية، لتشكيل وفد موحد يمثلها في مفاوضات السلام المقبلة.

وأعرب عن "دعمه لعملية تفضي إلى إقامة حكم يتمتع بالصدقية وشامل وغير طائفي خلال ستة أشهر، ووضع طرق تبني دستور جديد، وإجراء انتخابات حرة وقانونية يمكن لكل السوريين بما في ذلك المغتربين المشاركة فيها".

وأكد مجلس الأمن أنه "يؤيد وقفاً لإطلاق النار على كل الأراضي السورية، حيث اتفقت المجموعة الدولية لدعم سوريا على تقديم الدعم له وتعهدت بتسهيل تطبيقه، وسيدخل الاتفاق حيز التنفيذ فور اتخاذ ممثلي الحكومة السورية والمعارضة الإجراءات الأولية على طريق الانتقال السياسي برعاية الأمم المتحدة، لكنه لن يطبق على الأعمال الهجومية أو الدفاعية ضد تنظيم داعش أو جبهة النصرة".

الوضع الإنساني

وقال قرار مجلس الأمن، إن الأخير "عبر عن قلقه إزاء استمرار الصراع السوري، وتأثيره على استقرار المنطقة، في ظل استمرار آلام السوريين، وتدهور الوضع الإنساني، فضلاً عن العواقب الخطيرة للإرهاب والفكر المتطرف العنيف".

وطالب "كل الأطراف في سوريا بوقف أي هجمات ضد المدنيين والأهداف المدنية على الفور"، داعياً إلى "السماح الفوري للمساعدات والوكالات الإنسانية بالوصول السريع والآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا، لا سيما المناطق المحاصرة، إضافة إلى إطلاق سراح أي شخص محتجز بشكل تعسفي، خاصة النساء والأطفال".

وأكد على "الحاجة الماسة إلى تهيئة الظروف الآمنة لعودة اللاجئين والمشردين داخلياً إلى ديارهم، وإعادة تأهيل المناطق المتضررة".

وحول التنظيمات الإرهابية في سوريا، رحب المجلس "بعمل الأردن لتحديد موقف مشترك في المجموعة الدولية لدعم سوريا بشأن الأشخاص والمجموعات التي يمكن أن توصف بالإرهابية".

وكان الأمين العام للأمم المتحدة يرافقه مبعوثه الخاص إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، قد شاركا أمس الجمعة في اجتماع الفريق الدولي لدعم سوريا، المكون من الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، و17 دولة.

وقال كي مون، في تصريح له، إنه "حث الفريق الدولي لدعم سوريا على ممارسة الضغط اللازم على الأطراف السورية فوراً لتنفيذ تدابير بناء الثقة، وهي وقف استخدام الأسلحة العشوائية ضد المدنيين، بما في ذلك البراميل المتفجرة، والسماح بحرية وصول غير مشروطة للمساعدات، ووقف الهجمات على المرافق الطبية والتعليمية، ورفع جميع القيود المفروضة على الإمدادات الطبية والجراحية التي تقدمها القوافل الإنسانية".

ورحب بـ"المبادرة الحاسمة للفريق الدولي لدعم سوريا"، مشيراً إلى "حنكة كل من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com