صراعات وفصائل.. لا طريق سهلا لتنفيذ اتفاق السلام الليبي
صراعات وفصائل.. لا طريق سهلا لتنفيذ اتفاق السلام الليبيصراعات وفصائل.. لا طريق سهلا لتنفيذ اتفاق السلام الليبي

صراعات وفصائل.. لا طريق سهلا لتنفيذ اتفاق السلام الليبي

طرابلس- فرغ المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون ومسؤولو الأمم المتحدة للتو من قمة روما التي تبحث الأزمة الليبية وهم يدعمون بثقة اتفاقا مقترحا للسلام بين الفصائل المتحاربة بغرض إنهاء فوضى سمحت بانتعاش تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.

ويعتزم ممثلون ليبيون عن فصائل مختلفة التوقيع يوم الأربعاء على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة والسعي من أجل وقف لإطلاق النار. وهو اتفاق تأمل القوى الغربية أن يخلق زخما يجمع الطرفين العنيدين.

ولكن إذا أراد زعماء المجتمع الدولي مؤشرا على التحديات المتعددة التي يواجهها تنفيذ الاتفاق على الأرض فما عليهم إلا أن ينظروا إلى الترتيبات الأمنية في العاصمة طرابلس.

7 جماعات متناحرة في العاصمة

وفي ظل عدم وجود جيش وطني حقيقي لليبيا فإن هناك سبعة فصائل مسلحة متمرسة في المدينة الواقعة تحت السيطرة شبه الرسمية لوزارة الدفاع أو الداخلية. وبعض هذه الفصائل مؤيد لاتفاق الأمم المتحدة وبعضها الآخر متحالف مع زعماء سياسيين يعارضونه.

وعلى نطاق أوسع فالحكومتان الليبيتان المتصارعتان- واحدة في طرابلس والأخرى في طبرق جهة الشرق- تدعمهما تحالفات من المتمردين السابقين الذين قاتلوا جنبا إلى جنب ضد معمر القذافي في 2011 ولكن صفوفهم الآن باتت منقسمة بطول الخطوط القبلية والإقليمية والسياسية.

وكثيرا ما تكون ولاءاتهم لقادتهم أكثر من ولاءاتهم للدولة التي تدفع أجورا للجانبين في محاولة لإبقاء الجميع تحت السيطرة حتى وهم يتقاتلون من أجل السيطرة على البلاد وثروتها النفطية.

بنادق ومتشددون

من المتوقع أن يعبر المعتدلون من المؤتمر الوطني العام في طرابلس ومجلس النواب في الشرق عن تأييدهم للاتفاق وكذلك المستقلون والقيادات المحلية. ولكن كلا من المجلسين لديه عدد من الأعضاء الذين قاطعوا المجلسين منذ انتخابهم. وهو ما يجعل الحصول على أغلبية أمرا صعبا. ويتكون كل من المجلسين من 200 عضو.

والسؤال هنا هو كم يبلغ حجم التأييد الذي يتمتع به اتفاق الأمم المتحدة على الأرض وذلك بعد أن رفضته فصائل من البرلمانين والحكومتين بوصفه غير شرعي.. بل وقدمت اقتراحاتها الخاصة. ورفض رئيسا البرلمانين أيضا الاتفاق بينما يصر أعضاء آخرون على إجراء مزيد من التعديلات عليه.

وقال موسى فرج عضو المؤتمر الوطني العام "نحن لم نرفض مسودة الأمم المتحدة.. ولكن لدينا تحفظاتنا الخاصة بنا.. نريد إزالة الغموض عن بعض المواد في المسودة لكي نستطيع التوقيع".

ولكن محللين ما زالوا يشككون في مقدار السيطرة التي يملكها أعضاء الحكومة الجديدة على المسلحين وعلى المتشددين الذين سارعوا لاستعراض قوتهم المسلحة في الماضي بغرض التأثير على القرارات السياسية.

وقال ماتيا توالدو في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "ربما ستكون حكومة الوحدة الوطنية ضعيفة.. وستواجه صعوبات سياسية شديدة من جانب المتشددين وتحديات شبه مستحيلة على الأرض بدءا من الأزمة الإنسانية وانهيار المالية العامة الذي يلوح في الأفق."

و منذ العام الماضي يسيطر على العاصمة طرابلس فصيل يدعى فجر ليبيا. وهو تحالف لفصائل متمردة سابقة من مدينة مصراتة الساحلية وفصائل طرابلس بما في ذلك فصائل ذات مرجعية تنحو إلى أن تكون إسلامية.

وخلق ذلك مزيجا من ست جماعات مسلحة غير متجانسة منها من هو قريب من معارضي اتفاق الأمم المتحدة. وبعض الوحدات لها قادة يؤيدون اتفاق السلام.

فصائل وجيش وطني

وقالت فصائل مصراتة إنها ستكون مستعدة لحماية الحكومة الجديدة. وقال متحدثون باسم فصيلين من طرابلس إنهم غير مشاركين في القرارات السياسية ولكنهم يؤيدون الحوار.

وقال دبلوماسي غربي "لا نعلم كيف سترد الفصائل المختلفة وما إذا كانت ستسمح بتشكيل الحكومة في طرابلس."

وحتى إذا تأسست حكومة جديدة فإن عملية إبرام وقف لإطلاق النار وتحقيق التعاون بين الفصائل المسلحة القوية بهدف بناء جيش ليبي جديد ستكون خطوة معقدة.

وبين القوى الكبرى في البلاد الجيش الوطني الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر الذي عين رئيسا للأركان من قبل حكومة الشرق. وهو الذي قاد حملة عسكرية ضد المتشددين الإسلاميين في بنغازي.

ويسيطر إبراهيم الجضران الذي سعى في الماضي إلى مزيد من الاستقلالية لمنطقته على ميناءين نفطيين وذلك باستخدام حرس المنشآت النفطية. وقال المتحدث باسمه إنه يدعم اتفاق الأمم المتحدة ويدعم حكومة الشرق.

وقال مسؤولون غربيون إن الخطوة الأولى نحو الاستقرار ستكون تشكيل حكومة وحدة في طرابلس قبل الانتقال إلى بناء جيش وطني لحماية ليبيا.

وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية "سيستغرق هذا وقتا.. سيستلزم كثيرا من المناورات والاتفاقات المعقدة داخل ليبيا.. ويتطلب دعما متواصلا وهادئا من خارجها."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com