الاستخبارات الإسرائيلية تحذر من تقلص الفوارق التكنولوجية مع إيران

يشير اللواء "هارتسي هاليفي"، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إلى تضاؤل الفوارق التكنولوجية بين إسرائيل وإيران. مؤكدا أن طهران تعمل منذ سنوات على تقليص هذه الفوارق بشكل ملحوظ.

واعتبر هاليفي، أن الحديث يجري عن حرب قائمة بين البلدين في هذا الصدد، واصفا تلك الحرب التكنولوجية بقوله، إن "المهندسين والخبراء والفنيين هم المقاتلون في هذه الحرب".

وخلال محاضرة ألقاها "هاليفي"، وتناقلت غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية جانبا منها، اليوم الأحد، أشار رئيس الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال، إلى أن الساحة التكنولوجية تشهد حربا حقيقية بين إسرائيل وإيران، وأنه لو كان البعض يعتقد أن احتمالات الحرب بين البلدين بعد عشر سنوات قائمة، فإن بمقدوره أن يعلم أن "تلك الحرب قائمة اليوم بالفعل"، على حد قوله.

وأكد "هاليفي"، أن مهندسين وفنيين وخبراء التكنولوجيا الإيرانيين والإسرائيليين هم من يقودون تلك الحرب، وقال إن هذه الحرب تتركز على مجالات الاستخبارات، وعلى فهم كل طرف للقدرات القتالية للطرف الآخر، لافتا إلى أن "إسرائيل تمتلك حتى الآن ميزات تكنولوجية تفوق القدرات الإيرانية، ولكن الأخيرة تسعى جاهدة لتقليص الفوارق في هذا المجال".

تقليص الفوارق

ولفت رئيس الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، إلى أن الحديث يجري عن حرب في غاية الأهمية، محذرا من أن الرصد الاستخباراتي الإسرائيلي للقدرات الإيرانية التكنولوجية، يؤكد أنها اتبعت مسارات أخرى عن تلك المتعارف عليها في الغرب، ونجحت حتى الآن في تقليص الفوارق التكنولوجية بدرجة كبيرة، ولكنها لم تصل بعد إلى امتلاك التكنولوجيات ذاتها التي تمتلكها بلاده.

وتحدث "هاليفي" خلال المحاضرة أمام العشرات من الشخصيات الداعمة لإسرائيل، وأعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم الإدارية بمدينة (ريشون ليتسيون)، معلناً أن كلفة فقدان الفوارق الاستخباراتية باهظة للغاية، وأن ما يتم بناؤه في عشرات السنين يتراجع الآن، لصالح أطراف كانت بعيدة عن امتلاك التكنولوجيات الاستخباراتية التي تمتلكها إسرائيل.

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن "هاليفي" قوله: "قبل 20 عاما كان لدينا إنجازا استخباراتيا، وفي السنوات السبع الأخيرة كنا على يقين بأننا في وضع جيد من النواحي الاستخباراتية على مستوى المنطقة، ولكن اليوم وبشكل سريع، أصبح العالم من حولنا ينبض بالعمل، وكل شئ يتغير سريعا"، على حد تعبيره.

حرب الخبراء

وأكد رئيس الاستخبارات العسكرية بجيش الاحتلال الإسرائيلي، أن خبراء التكنولوجيا الإسرائيليين والإيرانيين يقودون حربا ضد بعضهم البعض، وأنه لا يعلم إذا ما كانت إسرائيل قادرة على الاحتفاظ بالميزات التكنولوجية والاستخباراتية التي تملكها مقارنة بإيران في السنوات القادمة، أم أن تلك الحرب ستصبح سجالا بين الجانبين.

وتوقع "هاليفي"، أن تكون الحرب القادمة في غاية الصعوبة فيما يتعلق بالجبهة الداخلية، وأن المخاطر المحيطة بتلك الجبهة تختلف عن تلك التي واجهتها إبان حرب يوم الغفران 1973، مضيفا أن الحديث يجري عن حرب عقول، ودعاية تبثها الأطراف الأخرى من شأنها أن تحطم معنويات الشعب الإسرائيلي، ضاربا مثالا بمقاطع الفيديو التي بثها تنظيم (داعش) في الأيام الأخيرة، أو تلك التي بثتها طهران بشأن التجارب الصاروخية.