لعب الورق ورصد السفن الحربية.. يوميات بحارة عالقين في سوريا
لعب الورق ورصد السفن الحربية.. يوميات بحارة عالقين في سوريالعب الورق ورصد السفن الحربية.. يوميات بحارة عالقين في سوريا

لعب الورق ورصد السفن الحربية.. يوميات بحارة عالقين في سوريا

موسكو ـ  يرصد القبطان الروسي ألكسندر تكاتشينكو، ابن الستين عاماً من نقطة قريبة جدا تدخل بلاده العسكري في الصراع السوري، فسفينته التجارية قابعة منذ ثلاثة أشهر تقريبا قبالة الساحل السوري، حيث تحيط بها سفن حرب روسية.

ولا علاقة لتكاتشينكو وسفينته المملوكة لجهات روسية ولا لأفراد طاقمها المكون من عشرة بحارة أوكرانيين بالصراع في سوريا، لكنهم تقطعت بهم السبل على شواطئها، بعدما سلموا شحنة من المحولات الكهربائية إلى سوريا، ثم أقيمت عليهم دعوى قضائية.

وأضاف، وضعهم العالق على شاطئ منطقة حرب، قدرا إضافيا من الشكوك لتكاتشينكو وطاقمه، وهم يحاولون حل النزاع حول سفينتهم والعودة للوطن.

وقال تكاتشينكو لرويترز عبر الهاتف من على متن السفينة، "في الدقيقة التي سيبدأ فيها أحدهم إطلاق النار سأرفع المرساة وانطلق بالسفينة. لو تعرض طاقمي لأي خطر فلماذا انتظر حتى يطلق أحدهم على النار؟"

وقال تكاتشينكو، إن الطاقم لم يشهد حتى الآن أي عمل عسكري، لكنه رصد مرور كثير من السفن في ميناء طرطوس الذي تسيطر عليه الحكومة السورية، والذي تستأجر فيه روسيا قاعدة بحرية.

من هذا الميناء تنقل روسيا الكثير من السلاح والعتاد في تدخلها العسكري بسوريا، الذي أغضب القوى الغربية. وقال تكاتشينكو إنه توجد ثلاث سفن حربية، يعتقد هو أنها روسية راسية في الميناء وزوارق تقوم بدوريات في المنطقة.

وسفينته تم التحفظ عليها ولذلك لا يسمح لها بالإبحار. واحتجز مسؤولون على الشاطئ جوازات سفر الطاقم. نظريا.. من حقهم المغادرة، لكنهم إن رحلوا بدون سفينتهم فلن يحصلوا على ما لهم من أجور.

وقال القبطان، إن العديد من أفراد الطاقم عادوا للوطن لأنهم "أصيبوا بالجنون." وأضاف "كيف تظن الوضع وأنت تنظر إلى نفس الوجوه طوال تسعة أشهر؟"

أما البقية فيقضون وقتهم في قراءة الكتب ولعب الورق ومشاهدة قنوات تلفزيون عربية، لا يفهمون منها شيئا ويتبادلون استعارة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية لمشاهدتها عبر أجهزة الكمبيوتر المحمولة.

وقال تكاتشينكو "نعمل.. نقوم بصيانة المعدات.. ونواصل المشاهدة."

ترحاب استحال غلظة..

في غمرة حرب أهلية، فإن النزاع التجاري الذي تركهم عالقين يبدو أمرا عاديا. وفي يوليو تموز سلمت سفينتهم ثلاثة محولات كهربائية إلى سوريا وهي في طريقها من الصين إلى روسيا.

وقالت المؤسسة العامة لتوليد ونقل الطاقة الكهربائية في سوريا، إن الشحنة وصلت متأخرة وقاضت مالك السفينة وهي شركة يونايتد كارجو فليت ومقرها موسكو أمام محكمة محلية.

وقال تكاتشينكو عن رد الفعل السوري، حين رست سفينته لأول مرة "استقبلونا تقريبا بفرقة موسيقية.. بفرح شديد.

"حضر صحفيون من طرفهم. كان لديهم مشاكل في الكهرباء وانتظروا هذه الشحنة طويلا."

وقال ميخائيل بوجدانوف، المدير المالي لشركة يونايتد كارجو فليت متحدثا لرويترز، إن السوريين أقاموا دعوى للحصول على نصف مليون يورو.

وألقى بوجدانوف اللوم في تأخر الشحنة على مشاكل في المحركات. ولم ترد الحكومة السورية على طلب للتعليق.

وقال أندريه جوتوفسكي القنصل الأوكراني في دمشق، إنه طلب إذناً بزيارة البحارة لكنه لم يتلق ردا من السلطات السورية.

وقال القبطان، إن الدعم العسكري الروسي للحكومة السورية، لا يبدو أنه كان كافيا لإقناع دمشق بالإفراج عن السفينة.

وتابع، "الأوكرانيون على الأقل يتصلون بنا ويسألون عن أحوالنا.. ويستفسرون عن الطريقة التي يمكنهم بها المساعدة."

وقالت وزارة الخارجية الروسية، إن القضية هي نزاع تجاري قائم منذ وقت طويل ولم تقدم تفاصيل إضافية. وقال موظف رد على الهاتف في السفارة الروسية بدمشق إنه لم يكن يعرف باحتجاز السفينة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com