خبراء: قرار أوباما إبقاء قواته في أفغانستان "رسالة لروسيا"
خبراء: قرار أوباما إبقاء قواته في أفغانستان "رسالة لروسيا"خبراء: قرار أوباما إبقاء قواته في أفغانستان "رسالة لروسيا"

خبراء: قرار أوباما إبقاء قواته في أفغانستان "رسالة لروسيا"

بيروت ـ اتفق محللان عسكريان لبنانيان، في قراءتهما لإعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الخميس، "الإبقاء على مستوى قواته العاملة في أفغانستان حتى نهاية 2016"، على أنه "رسالة لروسيا"، إلا أنهما اختلفا في حجم تلك الخطوة ومدى تأثيرها.

وقال أمين حطيط، العميد المتقاعد من الجيش اللبناني، في حديثه لـ "الأناضول"، إن التمديد للقوات الأمريكية في أفغانستان "هو أول رد فعل أمريكي عسكري على التمدد الروسي الاستراتيجي في الشرق الأوسط"، مشددا أن تلك الخطوة "لا يمكننا فصلها عن النجاح الروسي في سوريا"، وفقاً لتعبيره.

فشل أمريكي

وأعرب حطيط، عن اعتقاده "أن الولايات المتحدة الأمريكية، كانت تظن أن استنزاف سوريا لمدة 10 سنوات، سيمكنها من التواجد المؤثر والقوي في كامل الشرق الأوسط"، معتبرا أن هذه الخطط "باءت بالفشل، وأمريكا اليوم تحاول الحفاظ على ما تبقى من مناطق نفوذها في الشرق الأوسط".

وأضاف، أن "أمريكا تفاجأت، فبدل أن تذهب هي لتطويق روسيا في الشرق الأدنى، استبقت روسيا الأمر وأتت هي إلى الشرق الأوسط"، لافتا أن هذا "ما دفع واشنطن لتغيير حساباتها في الشرق الأوسط، وهذا ما تجلّى في قرار التمديد لقواتها في أفغانستان".

وتوقع حطيط، أن تقدم أمريكا والحلف الأطلسي، على اتخاذ قرارات مفاجأة جديدة وكثيرة خلال الفترة المقبلة.

التمسك بمناطق النفوذ

أما العميد المتقاعد من الجيش اللبناني، الخبير العسكري هشام جابر، فلم يتفق مع العميد حطيط، بأن القرار الأمريكي رد على التدخل الروسي في سوريا، قائلاً بهذا الخصوص، "إن اعتبرنا أن هذه الخطوة رد على روسيا، فإنها خطوة ضعيفة لا توازي الخطوة الروسية في سوريا".

وأضاف جابر، أنه "بالتأكيد للقرار الأمريكي علاقة بالتدخل الروسي في سوريا، ولكن لا يمكننا اعتباره ردا واضحا، لأنه ليس بالمستوى نفسه"، مشيرا أن "القرار رسالة للروس مفادها: أننا نحن هنا لن نتخلى عن مناطق نفوذنا".

ولفت أن أوباما، "لن يكرر في أفغانستان ما فعله في العراق، بأن سحب قواته منه من جهة، وعاد وأدخل إليه مستشارين وخبراء عسكريين يقدر عددهم بنحو 3 آلاف عسكري، من جهة أخرى"، مضيفا "لذلك اتخذ القرار بالتمديد لقواته في كابول".

ورأى أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، "سيعرّض حكومة كابول لهزيمة عسكرية، حيث أن قدراتها لا تؤهلها للسيطرة على كامل البلاد"، مشيرا أن "مهمة الوجود العسكري الأمريكي في أفغانستان اختلف عما كان الوضع عليه سابقا، فهو سيكون فعليا على الأرض، ولكن بعمليات برية أقل، مع تغليب كفة العمليات الجوية".

مهام محدودة

وكان المتحدث باسم البيت الأبيض "جوش إيرنست"، أكد في الموجز الصحفي اليومي أمس، أن القوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان ليس لها "دور قتالي هناك، ولا تقوم بدوريات عسكرية في أرجاء البلاد، كما اعتادت قبل تقليص عددها".

وأضاف قائلا، إن القوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان، غير قادرة على "القيام بدوريات في وديان أفغانستان، للبحث عن مسلحي طالبان، ولكنها بدلاً من ذلك تقوم بعمليات محدودة، تستهدف القضاء على الأهداف الذي يشكل تهديداً لها"، مؤكدا "أن مهمة القوات الأمريكية الموجودة هناك اختلفت عما كانت عليه قبل 10 أشهر".

وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الخميس، نيته إبقاء تعداد القوات الأمريكية في أفغانستان بنحو 9آلاف و800 مقاتل حتى نهاية 2016، لـ "تدريب القوات الأمنية الأفغانية، ومطاردة بقايا تنظيم القاعدة في البلاد"، على أن يتم تقليص المتبقي من القوات إلى 5500 مقاتل مع انتهاء عام 2016.

يذكر أن قرار أوباما، جاء عقب سيطرة حركة الطالبان الأفغانية أيلول/سبتمبر المنصرم، على مدينة قندز شمالي البلاد، وبعد استعادة القوات الأفغانية السيطرة عليها، الأسبوع الماضي، بدعم جوي أمريكي.

تشابه.. ولكن

وتدخلت الولايات المتحدة عسكرياً في أفغانستان، عقب هجمات 11سبتمبر/أيلول 2011، التي استهدفت عدداً من الأهداف الحيوية في الولايات المتحدة.

ومنذ استلام الرئيس الأمريكي "أوباما" مهام منصبه عام 2009، وهو يعمل على خفض عدد قوات بلاده العاملة في أفغانستان، من 100 ألف مقاتل، إلى 9 آلاف و800 مقاتل.

كما تجدر الإشارة، أن روسيا بدأت مهاجمة مدن سورية منذ نهاية أيلول الماضي، وتقول إن تدخلها يهدف لضرب مراكز تنظيم "داعش"، في الوقت الذي تُصر فيه واشنطن، وعدد من حلفائها، والمعارضة السورية، على أن الضربات الجوية الروسية استهدفت مجاميع مناهضة للأسد، والجيش السوري الحر، ولا علاقة لها بالتنظيم.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com