انتفاضة فلسطينية تلوح في الأفق مع تآكل سلطة عباس
انتفاضة فلسطينية تلوح في الأفق مع تآكل سلطة عباسانتفاضة فلسطينية تلوح في الأفق مع تآكل سلطة عباس

انتفاضة فلسطينية تلوح في الأفق مع تآكل سلطة عباس

نتنياهو، الذي أعيد انتخابه في مارس لولاية ثالثة، يتحمل مسؤولية ساحقة عن تدهور الوضع. فهو بطل المراوحة الكاذبة الذي يمارس بلا انقطاع سياسة الزحف على الأراضي الفلسطينية وقضمها.

قبل بضعة أيام في شمال الضفة الغربية المحتلة، بالقرب من نابلس، استشهد صبيٌّ فلسطيني أصم، على يد الجيش الإسرائيلي، بعد أن تعرضت سيارته لوابل من الرصاص، ومما لا شك فيه أن الشاب الأصم لم يسمع تحذيرات الجنود الإسرائيليين.

وفي نهاية الأسبوع الماضي، على نفس الطريق، في نفس المكان، فتح فلسطينيون النار على سيارة إسرائيلية كانت تحمل عائلة من المستوطنين الإسرائيليين فقتلوا الأب وأمه أمام أطفالهما الأربعة، وفي يوم السبت 3 أكتوبر، في البلدة القديمة من القدس، قتل اثنان من الإسرائيليين طعنا بالسكين على يد فلسطيني.

توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ "هجوم قاس للغاية ضد الإرهاب الفلسطيني" على حد تعبيره.

وضاعف الجيش دورياته واجتياحاته في مدن الضفة الغربية، وأغلق البلدة القديمة في القدس بالكامل ومنذ عدة أشهر والمدينة مسرحًا لمشاهد من استفزازات المتطرفين اليهود وبين الشباب الفلسطيني في فضاء متفجر سياسيا ودينيا ساحة مسجد الأقصى، ثالث أقدس موقع في الإسلام، الذي يشرف على الحائط الغربي، وأحد أقدس الأماكن اليهودية.

تقول صحيفة لوموند الفنرسية في تحليل لها حول هذه الأحداث "نحن نعرف هذه السلاسل من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين ونعرف إلى أين تؤدي: لمزيد من العنف أكثر من أي وقت مضى. التاريخ يعيد نفسه - لنفس الأسباب، وبالآثار نفسها. هذا هو الفيلم المأساوي الذي يتكرر إلى ما لا نهاية".

ففي افتتاحيتها كتبت هآرتس (اليسارية) يوم الاثنين "انتفاضة ثالثة جارية الآن". إننا نعرف بالضبط في أي ظرف من الظروف تحدث هذه الموجات من العنف: في فراغ سياسي يُحْدثه الغياب الكامل للمفاوضات بين الطرفين.

هل فقد عباس مصداقيته؟

تقول الصحيفة الفرنسية إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أصبح منهكا، ولا يتمتع بمصداقية كبيرة لدى الفلسطينيين في الضفة الغربية، ولا يمارس أي سيطرة على مرتكبي هذه الهجمات، ولا يستطيع أن يدينها أيضا لأنه اختار طريق الحوار للتحرك نحو ما يسمى حل الدولتين: دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.

 لكن الإسرائيليين تحت قيادة نتنياهو، رئيس ائتلاف اليمين واليمين المتطرف، ما انفكوا يواصلون تقويض شرعيته، فلم يفكر رئيس الوزراء الإسرائيلي في أي وقت من الأوقات في وقف الاستيطان في الضفة الغربية – وهي سياسة فرْض الأمر الواقع التي ليست شيئا آخر غير رفْض الحوار نحو حل الدولتين بحسب الصحيفة.

وتضيف لوموند أن نتنياهو، الذي أعيد انتخابه في مارس لولاية ثالثة، يتحمل مسؤولية ساحقة عن تدهور الوضع. فهو ملك المراوحة الكاذبة الذي يمارس بلا انقطاع سياسة الزحف على الأراضي الفلسطينية وقضمها.

لقد كتبت هآرتس "إن سنواتٍ من عدم التحرك الدبلوماسي، ومصادرة الأراضي، وهدم المنازل، سوف تؤدي إلى انفجار هذه الموجة الجديدة من العنف. وها نحن اليوم في قلبها. وفي الوقت الراهن الفلسطينيون هم أول الضحايا: عشرون منهم قتلوا بالفعل هذا العام، في حين سوف يؤدي الوضع السياسي الراهن إلى إنتاج تطرف في بعض الفئات من سكان الضفة الغربية".

الأميركون والأوروبيين والروس الذين من المفترض أن يرعوا مع الأمم المتحدة، الحوار الإسرائيلي الفلسطيني، مسؤولون إلى حد كبير عن التراخي واللامبالاة الصارخة. فهم لا يستطيعون أن يقولوا أنهم لم يروا الإشارات الاستباقية التحذيرية لقدوم دراما جديدة في الشرق الأوسط على حد وصف الصحيفة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com