قائد شرطة إسرائيل اليمني يتولى عقاب الفلسطينيين
قائد شرطة إسرائيل اليمني يتولى عقاب الفلسطينيينقائد شرطة إسرائيل اليمني يتولى عقاب الفلسطينيين

قائد شرطة إسرائيل اليمني يتولى عقاب الفلسطينيين

تفيد تقارير أن حالة من الإحتقان تسود بين الصحفيين ورجال الإعلام الإسرائيليين، بعد ملاحظتهم إرتداء "الشايخ" ذي الأصول اليمنية لـ (الكيباة) طوال الوقت، معبرين عن شعورهم بأن الحديث يجري عن شخص منعزل عن المجتمع المتمدن، ويمتلك نزعات دينية متطرفة.

استغل رئيس حكومة الإحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" التوترات الحالية بمدينة القدس المحتلة، لتمرير تعيين نائب رئيس الشاباك "روني الشايخ" قائدا عاما للشرطة، والذي كان من المفترض أن يتأخر تعيينه بالمنصب أسبوعين على أقل تقدير، دون أن ينتظر صدور قرار لجنة (تيركل) المختصة بمراجعة التعيينات بالوظائف الكبرى، بزعم أن التوترات الأمنية تحتم تعيين قائد عام، وهو الزعم الذي سهل على نتنياهو وعلى وزير الأمن الداخلي "جلعاد إردان" تبرير تعيين شخصية من خارج صفوف المؤسسة الشرطية.

ويعقد نتنياهو اليوم الأحد جلسة مشاورات على مستوى القيادات الأمنية، وبمشاركة اللواء "بنتسي ساو" القائم بأعمال القائد العام لشرطة الإحتلال، ليبلغه أن الحكومة ستصادق خلال ساعات أو أيام على الأكثر، على تعيين "الشايخ"، وليتحدث معه حول تفاصيل التجهيزات لحفل تسليم المنصب بشكل عاجل، ويدعوه إلى عدم إبداء معارضة علنية لهذه الخطوة او الإعلان عن إستقالته كما حدث حين تم تكليف "جال هيرش" بالمنصب.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن "الشايخ" كان سيتولى المنصب بعد أسبوعين على أقل تقدير، هذا إن لم تحدث أي مفاجئات في لجنة (تيركل)، مشيرة إلى أن التوترات الحالية ربما تشكل فرصة لن تتكرر لكل من نتنياهو وإردان والشايخ نفسه، لتمرير تعيين شخصية من خارج المؤسسة الشرطية، دون أن تمتلك قيادات الشرطة المعارضة لخطوة من هذا النوع، الجرأة على معارضتها بشكل علني.

العقيدة الأمنية

وتفيد تقارير أن العقيدة الأمنية التي يمتلكها "الشايخ" ستنعكس على الإجراءات الجديدة المزمع تطبيقها في الأراضي المحتلة، وأن وجودة على رأس مؤسسة الشرطة في حد ذاته يخلق حالة من التوتر، ويسهم في تزكية الإضطرابات، حيث أن تكليفه بالمنصب يعطي إنطباعا لجميع الأطراف بأن الحديث يجري عن وضع جديد، وإجراءات أمنية ستنفذها الشرطة من وحي جهاز الأمن العام (الشاباك).

الإنتماء الديني

وفضلا عن ذلك، يتملك الشارع الإسرائيلي نفسه إنطباعا بأن الشخصية الدينية للقائد العام الجديد للشرطة، تعني أن الحديث سيجري عن قائد خاضع لأيديولوجيات محددة، ستنعكس على الجميع، بما في ذلك على التعاطي الشرطي مع الفلسطينيين بالأراضي المحتلة، فضلا عن تعاطي المؤسسة تحت إمرته مع المواطنين الإسرائيليين غير المتدينين، وتصب لصالح المستوطنين المتطرفين.

وينتقد غالبية المراقبين الإسرائيليين المشاهد التي تظهر "الشايخ" وهو يؤدي طقوس دينية أو يرتدي (الكيباة) على رأسه بشكل دائم، معتبرين أن الشرطة الإسرائيلية من الآن فصاعدا ستصبح رهينة لمواقف دينية متشددة، وربما تصب لصالح تيارات المستوطنين الذين ينتمي إليهم، والذين كان يعيش بينهم حتى فترة قريبة.

وتفيد تقارير أن حالة من الإحتقان تسود بين الصحفيين ورجال الإعلام على وجه التحديد، بعد ملاحظتهم إرتداء "الشايخ" ذي الأصول اليمنية (الكيباة) طوال الوقت، معبرين عن شعورهم بأن الحديث يجري عن شخص منعزل عن المجتمع المتمدن، وغالبا ما يرفض الحديث إليهم، ويتعامل معهم بشكل صارم من منطلق طبيعة عمله في الشاباك ومن منطلق انتمائه الديني.

القائد العام الأكثر تطرفا

ومع ذلك، يقدر مراقبون بدولة الإحتلال أن المحك الحقيقي الذي سيظهر مدى نجاحه في مهام منصبه الجديد يتعلق بالإجراءات التي سيتم تطبيقها في الفترة القادمة ضد الفلسطينيين، وفي ظل نزعة التطرف التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي، فإن ما يعنيه المراقبون الإسرائيليون هنا، هو أن نجاحه يعتمد على مدى تطرفه وعنصريته تجاه الشعب الفلسطيني، ليس فقط بناء على البعد الأمني، ولكن بناء على البعد الديني أيضا.

وسوف يتولى "الشايخ" منصبه الجديد، وسط توقعات بأن يترسخ اسمه كأكثر من قادوا شرطة الإحتلال تطرفا، حيث من المفترض أن يشرف بنفسه على تطبيق خطة "العقاب الجماعي" ضد الفلسطينيين بالأراضي المحتلة، وبمدينة القدس على وجه الخصوص.

وسوف تشمل الإجراءات التي سيشرف عليها القائد العام الجديد للشرطة الدمج بين قوات الشرطة والجيش والشاباك لتنفيذ خطوات تصعيدية على الأرض، تشمل تقييد حركة الفلسطينيين في أنحاء الضفة الغربية كافة وفي شرق القدس بشكل خاص، فضلا عن تنفيذ عمليات إعتقال ستكون الأوسع على الاطلاق.

ويستهدف نتنياهو ووزير الأمن الداخلي إردان من تعيين "الشايخ" في الفترة الحالية، إستعادة الشعور بالأمن لدى الإسرائيليين كما يزعمان، وسوف يتأتى ذلك من خلال نشر مئات الحواجز والأكمنة الأمنية في جميع أنحاء القدس المحتلة، وإجراء عمليات تفتيش صارمة بحق جميع الفلسطينيين أثناء إنتقالهم من مكان إلى آخر، بما في ذلك الفتيات والنساء.

وتعتقد مصادر أن القائد العام الجديد لشرطة الإحتلال سيبدو كمن يتولى منصب أكبر من منصب القائد العام للشرطة بكثير، وسوف يتردد اسمه كثيرا في وسائل الإعلام على خلاف طبيعة عمله السابقة كنائب لرئيس الشاباك، وعلى خلاف شخصية "يوحانان دانينو" القائد العام السابق للشرطة الإسرائيلية، أو القائم بأعمال القائد العام حاليا.

وروني ألشايخ (52 عاماً) من مواليد اليمن، وكان قد هاجر إلى إسرائيل واستقر في إحدى المستوطنات، وبدأ خدمته العسكرية ضمن لواء المظليين عام 1981، وأصيب خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان وكسرت يده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com