خطاب نتنياهو يوحي بإمكانية تفعيل الخيار العسكري ضد إيران
خطاب نتنياهو يوحي بإمكانية تفعيل الخيار العسكري ضد إيرانخطاب نتنياهو يوحي بإمكانية تفعيل الخيار العسكري ضد إيران

خطاب نتنياهو يوحي بإمكانية تفعيل الخيار العسكري ضد إيران

قدر محللون إسرائيليون، أن خطاب بنيامين نتنياهو أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس الخميس، أعاد للأذهان فكرة الخيار العسكري الإسرائيلي ضد البرنامج النووي الإيراني، وأنه وجه حديثه إلى الرئيس الأمريكي والأعضاء الدائمين بمجلس الأمن، "الذين ظنوا أن الخيار العسكري الإسرائيلي في أعقاب التوقيع على إتفاق (فيينا) النووي، قد تبدد، ولكن نتنياهو أعاد إلى الأذهان إمكانية قيام إسرائيل بضربة عسكرية ضد المنشآت النووية في إيران".

ويقول المحللون الإسرائيليون، إن خطاب نتنياهو بالأمس، كان موجها في الأساس للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فضلا عن الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن (أمريكا، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين)، إضافة إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أي جميع من وقعوا على الإتفاق النووي مع إيران في تموز/ يوليو الماضي، لافتين إلى أن "خطاب نتنياهو ركز على الطريقة التي تعتزم إسرائيل استخدامها لمواجهة الخطر النووي الإيراني ومخاطر الإرهاب المدعوم إيرانيا"، على حد قولهم.

تهديد مبطن

ولفتت صحيفة (يديعوت أحرونوت) اليوم الجمعة، عبر محللها العسكري "رون بن يشاي"، إلى أن رسالة نتنياهو للدول الكبرى هي أنه "طالما وقعت هذه الدول على الإتفاق، فإنه ينبغي عليها أن تحرص على الأقل على إلتزام طهران ببنوده كاملة، وأنه في حال لم يراقبوا إلتزامها، فإن إسرائيل لن تسمح بذلك"، مضيفا أن أوباما وميركل وكاميرون بالنسبة لنتنياهو "لن يمكنهم التنصل من إلتزاماتهم، وأنه على هؤلاء الزعماء إلزام طهران بتطبيق بنود الإتفاق السئ، وإلا ستفرض إسرائيل عليهم ذلك"، على حد تعبيره.

وطبقا لما يعتقده "بن يشاي"، فإن الأدوات التي يمتلكها نتنياهو لممارسة ضغوط على الدول الكبرى، تتمثل في الرصد العميق للأنشطة الإيرانية، والحوار الدائم مع الإدارة الأمريكية، ولكنه يضيف أن نتنياهو وجه عبر خطابه "تهديدا مبطناً"، حين قال إن "إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن أمن مواطنيها".

ويعتقد المحلل العسكري الإسرائيلي، أن تلك الجملة "تعيد الخيار العسكري الإسرائيلي إلى الطاولة، وتلمح إلى إمكانية إستهداف المنشآت النووية الإيرانية وبرنامج الصواريخ بطريقة أو بأخرى، على الرغم من أنه في أعقاب التوقيع على الإتفاق النووي، توقع الكثير من المحللين والدبلوماسيين أن الخيار العسكري تراجع بشدة، لأن إسرائيل لن تتجرأ على مهاجمة إيران، بعد أن وقعت على إتفاق يقيد برنامجها النووي العسكري، ووافقت على مراقبة أنشطتها النووية".

خيار قائم

ويذهب مراقبون إسرائيليون إلى أن نتنياهو، استغل منصة الأمم المتحدة لكي يذكر بأنه لا ينبغي إستبعاد الخيار العسكري، وأن إسرائيل تتأهب في كل مناسبة لتفعيل هذا الخيار، وتجري مناورات مستمرة على إستهداف المواقع النووية الإيرانية حال اقتضت الضرورة، لافتين إلى أنه "على الرغم من أن نتنياهو لم يحدد ما هي الحالة، التي يمكن أن تُفعل فيه إسرائيل هذه الخيار، وما هي الخطوط الحمراء الإسرائيلية بالنسبة لطهران، ولكنه على الأقل أكد أن هذا الخيار قائم، وسوف يتم اللجوء إليه في وقت ما".

ويرى مراقبون، أن خيارات إسرائيل العسكرية لا تقتصر على البرنامج النووي الإيراني، وأن تفعيل هذا الخيار ربما أكثر واقعية فيما يتعلق بالدعم الإيراني للتنظيمات التي تعتبرها إرهابية، وفتح جبهة جديدة على حدود إسرائيل من ناحية الجولان، ويعبرون عن ظنهم أن تأكيده بأن إسرائيل لن تتغاضى عن أمن مواطنيها، يتعلق بنقاط الإحتكاك الأقرب حاليا، والتي تتعلق بالتواجد الإيراني في سوريا، والذي عززه الدور العسكري الروسي المتزايد، ووفر له غطاءا للمضي في تحقيق مآرب جانبية في سوريا، من بينها ترسيخ وجود جبهة عسكرية شيعية موالية له في القسم السوري من الجولان، وتعزيز قدرات حزب الله داخل لبنان.

قلق من التواجد الروسي

ويقول، المراقبون إن نتنياهو كان يعني أن إسرائيل لن تنتظر المواقف الأمريكية والدولية بشأن المخاطر التي يشكلها التواجد الإيراني في سوريا، أو دعمها لتنظيمات مثل حزب الله وحماس والجهاد الإسلامي، وأنه كان يريد التأكيد للغرب على أن التواجد الروسي في سوريا "يصب في مصلحة هذه القوى، بحيث يتحمل مسئولياته تجاه أمن إسرائيل، في حال تطورت الأمور لاحقا، ولا سيما وأن التقديرات الإستخباراتية الجديدة تعبر عن مخاوف على أصعدة عدة، وإحتمالات تسبب التواجد الروسي في شلل للجيش الإسرائيلي، ودفعه للبقاء داخل حدوده.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com