مئات الآلاف من الأطفال السوريين محرومون من التعليم في تركيا‎
مئات الآلاف من الأطفال السوريين محرومون من التعليم في تركيا‎مئات الآلاف من الأطفال السوريين محرومون من التعليم في تركيا‎

مئات الآلاف من الأطفال السوريين محرومون من التعليم في تركيا‎

محمد؛ طفل سوري يبلغ من العمر ثمانية أعوام، لا زال حلم دخوله إلى إحدى مدارس إسطنبول، كبرى المدن التركية، يراوده، مع عدم تمكنه من الانضمام إلى أبناء جيله الأتراك على الرغم من إتقانه للغة التركية، بسبب ظروف اللجوء.

ويقول محمد الذي تقيم عائلته في حي إسنيورت "أشعر هنا بالأمان، ولكن لا يمكنني الذهاب إلى المدرسة، وأنا أحب المدرسة كثيراً".

معاناة الطفل محمد ليست الوحيدة في تركيا؛ فالكثير من الأطفال السوريين يعانون من عدم قدرتهم على الالتحاق بالمدارس، فغالبيتهم بالنسبة للحكومة التركية "مجرد ضيوف، لا يتمتعون بأي وضع قانوني، ويصعب عليهم إيجاد عمل، عدا عن القبول بالقيام بأعمال صغيرة لا تسد الرمق".

وعلى الرغم من افتتاح تركيا للعشرات من المدارس في مخيمات اللجوء البالغ عددها حوالي 100 مخيم، يبقى الكثير من أطفال اللاجئين دون تعليم، إذا أخذنا بالاعتبار أن معظم السوريين اللاجئين في تركيا والبالغ عددهم نحو مليوني لاجئ، يرفضون العيش في مخيمات اللجوء سيئة السمعة، ولا يقيم فيها سوى نحو 260 ألف لاجئ فقط.

ويقول ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فيليب دواميل، إن "العائلات السورية تطمح لما تطمح إليه أي أسرة في العالم. إنهم يريدون العيش بأمان والحصول على عمل يتيح لهم تأمين احتياجات أبنائهم وإرسالهم إلى المدرسة وتأمين مستقبلهم".

ويعيق التحاق أبناء السوريين بالمدارس التركية؛ افتقار الأهل لأوراق ثبوتية قانونية، يأتي على رأسها تصاريح الإقامة المطلوبة لتسجيل الأبناء في المدارس، إلى جانب العامل المادي، وفقر الأهالي، وعدم قدرتهم على مجارات الأقساط المرتفعة للمدارس الخاصة.

ولا يحق للسوريين تسجيل أبنائهم في المدارس الحكومية التابعة لوزارة التعليم التركية، إلا أولئك الذين دخلوا الأراضي التركية بطرق قانونية، ويحملون أوراق إقامة رسمية.

وكان الاتحاد الأوربي قرر صرف مساعدات جديدة، لليونسيف، لبناء مدارس في الدول المجاورة لسوريا، وتسهيل دمج الأطفال السوريين اللاجئين في المدارس.

ويقول فيليب دواميل "الخطر الآن يتمثل في التضحية بجيل كامل من الأطفال السوريين، العواقب ستكون كارثية، ليس فقط على الأطفال أنفسهم وعلى مستقبلهم، ولكن على سوريا والمنطقة، وأبعد من ذلك على الأرجح".

وتأتي معاناة أبناء اللاجئين في الوقت الذي تؤكد فيه الحكومة التركية، أنها تعمل بجهد لتأمين التعليم للسوريين، ويوم 9 حزيران/يونيو الماضي، أكد مدير الإدارة التعليمية في إسطنبول، معمر يلديز، إن المؤسسات التعليمية السورية افتتحت حوالي 40 مدرسة ومؤسسة تعليمية خاصة بأبناء اللاجئين السوريين.

ويوم 3 أيار/مايو الماضي؛ ذكر المستشار في وزارة التعليم الوطني التركية، يوسف بيوك، إن الوزارة تتعامل مع الطلاب السوريين وفق خطوط ثلاثة؛ الأول لمن دخل بشكلٍ نظامي إلى البلاد، وله رقم وطني مؤقت، يتم تعليمهم مع الطلاب الأتراك في المدارس التركية، ويبلغ عددهم نحو 38 ألف طالب.

في حين يتلقى أطفال آخرون تعليمهم في مراكز حكومية تركية، أُنشئت من قبل هيئة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) في 11 ولاية، وتضم نحو 81 ألف طالب، يتلقون تعليمهم وفقاً للمناهج السورية، من قبل مدرسين سوريين.

أما الخط الثالث، بحسب المستشار التركي، فيشمل "200 مركز تعليم مؤقت، وليست مدرسة بالتعامل الرسمي الحكومي، في 81 ولاية تركية، وتستوعب 100 ألف طالب بالتعاون مع مختلف المؤسسات التركية وهيئة التعليم السورية".

وبذلك يبلغ مجموع أبناء السوريين الذين يتلقون تعليمهم في تركيا، نحو 220 ألف تلميذ فقط، ما يشكل نسبة ضئيلة جداً، لتكشف الأرقام الرسمية ظاهرة خطيرة، تتمثل بكارثة حرمان مئات الآلاف من الأطفال السوريين من التعليم، لتبقى تأكيدات الحكومة التركية ومنظمة اليونسيف على بذل جهود لتعليم جميع الأطفال السوريين اللاجئين بعيدة عن الواقع؛ ويصفها سوريون بأنها "غير جدية، ولا تخرج عن إطار الدعاية الإعلامية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com