الصدفة قادت لاكتشاف الصندوق الأسود لبن لادن
الصدفة قادت لاكتشاف الصندوق الأسود لبن لادنالصدفة قادت لاكتشاف الصندوق الأسود لبن لادن

الصدفة قادت لاكتشاف الصندوق الأسود لبن لادن

عثر مصور يعمل لصالح شبكة سي أن أن الأمريكية في أفغانستان، بالصدفة على 1500 شريط كاسيت تشكل مكتبة صوتية ضخمة لتنظيم القاعدة كشف الإطلاع عليها أسرارا جديدة ومثيرة عن مؤسس التنظيم أسامة بن لادن.

ومن المعروف أنه بعد الغزو الأمريكي للعراق 2001، اضطر بن لادن للهروب من قندهار حيث كان يقيم منذ 1997، وتم إخلاء الكثير من مواقع القاعدة ومن بينها موقع مقابل لوزارة خارجية حكومة طالبان، كان يجتمع فيه كبار قادة التنظيم.

وبعد إخلاء طالبان للمدينة عمت الفوضى، وبدأت عمليات نهب لمقرات دولة طالبان والقاعدة، ومن بينها موقع القاعدة الذي استولت عليه عائلة بسيطة فوجدت بداخله أكثر من 1500 شريط كاسيت.

 ووفقا لتقرير نشرته بي بي سي اليوم الاثنين، احتفظت العائلة بتلك الأشرطة الصوتية إلى أن بدأت بعض متاجر بيع الأغاني تنتشر في المدينة، بعد أن كانت محظورة في عهد طالبان، فتمكنت العائلة من بيع الأشرطة لإحدى هذه المحلات، فبدأ صاحب المتجر بمسح محتويات الأشرطة لتسجيل أغاني (البوب) الشهيرة آنذاك مكانها.

 إلا أن الصدفة قادت مصور محطة (سي ان ان) الذي تتبع محتويات المقر المسروقة، إلى هذه الأشرطة في الوقت المناسب وأقنع التاجر بإعادتها لأنها قد تحتوي على معلومات مهمة، وبالفعل تبين أن هذه الأشرطة هي المكتبة الصوتية لتنظيم القاعدة.

وانتهى الأمر بهذه المكتبة في المشروع الإعلامي الأفغاني في كلية ويليامز في ولاية ماساتشوتيس الأمريكية، التي بدورها أوكلتها إلى (فلاغ ميلر) خبير الحضارة والأدب العربي في جامعة كاليفورنيا، لتحليل الخطب والحوارات والأغاني المسجلة على تلك الأشرطة، وهو الشخص الوحيد الذي اطلع على محتويات هذه الأشرطة.

الزاهد الجريء

ويقول ميلر :"إنه يوم صادم عندما استلمت صندوقين من الأشرطة التي يغطيها الغبار، لم استطع النوم لمدة ثلاث أيام  متواصلة محاولا إيجاد طريقة لفهم محتويات هذا الكم الهائل من الأشرطة" .

مر أكثر من عقد من الزمن على تأليفه كتاب (الزاهد الجريء)، والذي يكشف فيه ميلر عن محتويات مكتبة القاعدة الصوتية، التي تسرد قصة القاعدة من الستينيات حتى عام 2001. وبأصوات أكثر من 200 شخص بينهم زعيم القاعدة أسامة بن لادن.

 ويعود أول تسجيل لصوت بن لادن في تلك الأشرطة لعام 1980،عندما كان يلقي خطبا في السعودية واليمن، ولعام 1987 حيث سجل فيه معركة كانت بين المجاهدين العرب والقوات الخاصة السوفييتية.

غياب العداء للغرب عن خطب بن لادن

 وما أثار استغراب ميلر في خطابات بن لادن، هو عدم وجود أي ذكر لعدائه لأمريكا أو للغرب في تسجيلات تلك الحقبة، بل كل التركيز كان على مسلمين آخرين في الدول العربية وإيران الذين أطلق عليهم اسم (كفار)، كالشيعة والبعثيين والناصريين.

 ويقول ميلر انه كان من الممكن للقاعدة استخدام تلك التسجيلات للدعاية والدعوة للثورة ونشر فكر الجهاد في الدول ذات الغالبية المسلمة، كما استخدمت سابقا أشرطة عبد الله عزام وغيره.

وأشار ميلر إلى إحدى التسجيلات التي تروي حوارا لبن لادن مع شخص يتعامل مع الجن، ويدعي معرفة أخبار السياسة، والقدرة على كشف المؤامرات السياسية.

ويسمع في التسجيل صوت بن لادن يصف ذلك بالخرافات، وفي تسجيل آخر يعود لعام 1993يتطرق بن لادن الي المهاتما غاندي الذي يصفه بالشخص الملهم،  وأن على جماعته أن تتبع طريقته في مقاومة بريطانيا، ومقاطعة بضائعها، وهو نفس الشريط الذي أصدر فيه بن لادن اول تصريح بحق الولايات المتحدة الامريكية ووجوب اتخاذ إجراءات بحقها ومقاطعة منتجاتها. ودعا أنصاره الى مراسلة سفراء أمريكا ودعوتهم الى زيادة الاهتمام بقضايا الشرق الأوسط.

لكنه حتى ذلك الوقت لم يدعوا الى محاربتها عسكريا، إلا أن كل ذلك تغير بعد أيام من نفيه خارج السودان عام 1996، وبعد الضغط الذي مارسته الولايات المتحدة على السعودية لتجريده من جنسيتها  ومصادرة ممتلكاته عام 1994. الأمر الذي أصابه باليأس واضطراره العودة الى أنصاره في أفغانستان، وإطلاق أول تصريحاته المتشددة تجاه الولايات المتحدة من جبال (تورا بورا)

 ويقول ميلر عن ذلك التسجيل، أنه لم يكن دقيق فقد حذف منه الثلث الأخير من الخطاب، حيث كان يحتوي على حوالي 15قصيدة، وعند السماع لكامل الخطاب يفهم منه، أن التركيز كان على السعودية وليس على أمريكا، الا أن الإعلام في ذلك الوقت لم يظهره على حقيقته.

وعد في حفل زفاف

ولم يجد ميلر في التسجيلات أي تلميحات من بن لادن حول عملية مانهاتن، إلا مرة واحدة في حفل زواج حارسه الشخصي، حيث يظهر صوت بن لادن ليوقف صخب الاحتفال، ويلقي خطاب يشرح فيه أهمية الاحتفال بالمناسبات، وخصوصا عندما يقوم تنظيمه بعملية ناجحة، كالتي سيقدم عليها رفاقه المجاهدين، ووعد الحضور بأخبار سعيدة سيسمعونها قريبا، ودعا للمجاهدين بالنجاح في ذلك الحفل.

وأكثر شيء أثار استغراب ميلر في تلك التسجيلات، التي أرخت أكثر من عقد من حياة بن لادن، أنه لم يتطرق خلالها إلى الجهاد ضد الغرب إلا في مناسبات نادرة، بل كان التركيز في معظم التسجيلات، على أن العدو الأول لبن لادن والقاعدة عموما هم قادة الدول العربية والإسلامية وليس الغرب.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com