تركيا تودع يوماً دامياً بتفجيرين و9 قتلى
تركيا تودع يوماً دامياً بتفجيرين و9 قتلىتركيا تودع يوماً دامياً بتفجيرين و9 قتلى

تركيا تودع يوماً دامياً بتفجيرين و9 قتلى

إسطنبول ـ أطلقت امرأتان النار على القنصلية الأمريكية في اسطنبول اليوم الاثنين، وقتل تسعة أشخاص على الأقل في موجة من الهجمات المنفصلة على قوات الأمن التركية، بعد أسابيع من اطلاق تركيا حملة ضد تنظيم الدولة الاسلامية والمقاتلين الأكراد وعناصر من اليسار المتطرف.

وأعلنت جبهة جيش تحرير الشعب الثوري اليسارية التركية المتطرفة، تنفيذ أحد أعضائها الهجوم على القنصلية الأمريكية في اسطنبول اليوم الاثنين، قائلة في بيان على موقعها على الإنترنت إن الولايات المتحدة "عدو لدود لشعوب الشرق الأوسط والعالم". وتصنف الولايات المتحدة وتركيا الجبهة على أنها منظمة إرهابية.

وكانت الجبهة، أعلنت من قبل مسؤوليتها عن هجمات مشابهة، منها تفجير انتحاري عند السفارة الأمريكية في أنقرة عام 2013، أسفر عن مقتل حارس أمن تركي.

وأغلقت الشرطة المسلحة ببنادق آلية، الشوارع حول مبنى القنصلية الأمريكية في حي ساريير على الجانب الأوروبي من مدينة اسطنبول بعد الهجوم.

شاهد على الواقعة

وقال شاهد عيان، يدعى أحمد اكاي لرويترز، إن "إحدى المرأتين أطلقت أربعة أو خمسة أعيرة نارية على مسؤولي الأمن وضباط القنصلية." وأضاف "صاحت الشرطة قائلة لها (ألقي حقيبتك..ألقي حقيبتك) وكانت المرأة تقول (لن أستسلم)".

وتابع الشاهد؛ "حذرتها الشرطة مرة أخرى (ألقي حقيبتك وإلا سنضطر لإطلاق النار عليك) وقالت المرأة (أطلقوا)"

وقال مكتب حاكم إسطنبول، إنه جرى اعتقال إحدى المرأتين في وقت لاحق بعد إصابتها.

وذكرت وكالة "دوجان" للأنباء، أن المرأة التي اعتقلت تبلغ من العمر 51 عاما، وقضت حكما بالسجن للاشتباه في انتمائها إلى جبهة جيش تحرير الشعب الثوري اليسارية المتطرفة.

وذكر مسؤول في القنصلية الأمريكية، "نعمل مع السلطات التركية للتحقيق في الحادث. القنصلية العامة لا تزال مغلقة أمام الجمهور حتى إشعار آخر."

ووقع الهجوم بعد يوم واحد، من إرسال الولايات المتحدة ست طائرات من طراز إف-16 المقاتلة ونحو 300 فرد إلى قاعدة إنجيرليك الجوية في تركيا، في إطار جهود التحالف الساعي للقتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

هجوم آخر

وقالت الشرطة، إنه في الجانب الآخر من إسطنبول، استخدمت مركبة محملة بالمتفجرات في هجوم على مركز للشرطة مما أسفر عن إصابة ثلاثة من رجال الشرطة وسبعة مدنيين.

وقال مكتب حاكم إسطنبول، إن أحد المهاجمين قتل خلال التفجير، في حين لقي اثنان آخران وضابط شرطة حتفهم في تبادل لإطلاق النار لاحقا.

ونقلت قناة (سي.إن.إن ترك) التلفزيونية، أن الضابط القتيل من خبراء المفرقعات، الذين ارسلوا إلى المكان للتحقيق في الهجوم.

واستمرت الاشتباكات حتى صباح اليوم في حي سلطان بيلي، الواقع على الجانب الآسيوي من مضيق البوسفور الذي يقسم اسطنبول. ونفذت الشرطة عدة مداهمات.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من الهجومين، لكن بعثات دبلوماسية أمريكية ومراكز الشرطة كانت هدفا لهجمات منظمات من اليسار المتطرف في تركيا في الماضي.

عنف في الجنوب

عادت تركيا لتفتح قواعدها الجوية أمام التحالف، الذي تتزعمه الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية الشهر الماضي، بعد سنوات من التردد ونفذت بنفسها غارات في تصعيد لدورها بعدما قتل انتحاري يشتبه في انتمائه للدولة الإسلامية 32 شخصا في بلدة سروج على حدود تركيا مع سوريا.

ووصفت تركيا، العمليات بأنها حرب ضد مجموعات إرهابية "دون تمييز"، وفيها أغارت القوات التركية كذلك على أهداف تابعة لحزب العمال الكردستاني في العراق وفي جنوب شرق تركيا، واعتقلت خلال الأسابيع القليلة الماضية ما يزيد على 1300 شخص يشتبه في صلاتهم بجماعات إسلامية وكردية ويسارية متطرفة.

واعتبرت تلك استراتيجية بالغة الخطورة لبلد تتقاطع فيه أوروبا والشرق الأوسط، ويعتمد على السياحة لتوفير نحو عشر دخله. كما تصاعد العنف بين قوات الأمن ومن يشتبه في أنهم مقاتلون أكراد في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه غالبية كردية.

وقال مكتب حاكم إقليم شرناق بجنوب شرق تركيا، إنه تأكد مقتل أربعة من ضباط الشرطة، كما أصيب آخر في هجوم بمتفجرات مزروعة على الطريق نفذه مقاتلون أكراد.

وقال الجيش التركي في بيان اليوم، إن جنديا قتل عندما فتح مقاتلون أكراد النار على طائرة هليكوبتر عسكرية في هجوم آخر بإقليم شرناق.

وأضافت مصادر أمنية، أن سبعة جنود على الأقل آخرين أصيبوا في الهجوم الذي وقع بعد اقلاع الطائرة.

وشن الجيش حملة جوية ضد معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق يوم 24 يوليو تموز بعد تصاعد في هجمات المقاتلين.

وذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أمس الأحد، أنه حتى الأول من أغسطس آب قتل أكثر من 260 مسلحا بينهم قياديون بارزون في حزب العمال، بينما أصيب ما يزيد عن 400 حتى الأول من أغسطس آب.

انهيار السلام

وعصف العنف بعملية سلام مع حزب العمال الكردستاني، بدأها الرئيس رجب طيب إردوغان في 2012. والشهر الماضي قال إردوغان إن العملية أصبحت مستحيلة، رغم أن أيا من الطرفين لم يعلن حتى الآن توقف المفاوضات بشكل نهائي.

وبدأ حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه تركيا والولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي، بأنه "كيان إرهابي" عملياته المسلحة في 1984 للضغط من أجل مزيد من الحقوق للأكراد. وقتل في الصراع أكثر من 40 ألف شخص

وتعيش تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي حالة تأهب قصوى، منذ أن بدأت ما وصفه مسؤولون بأنها "حرب منسقة على الإرهاب" الشهر الماضي، والتي شملت توجيه ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم داعش في سوريا ومقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق بالإضافة إلى اعتقال مئات من المشتبه بهم في الداخل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com