تحليل: الفاشية الدينية تحتل فكر المستوطنين اليهود
تحليل: الفاشية الدينية تحتل فكر المستوطنين اليهودتحليل: الفاشية الدينية تحتل فكر المستوطنين اليهود

تحليل: الفاشية الدينية تحتل فكر المستوطنين اليهود

قال خبراء ورجال دين يهود، اليوم الجمعة، إن حرق الرضيع الفلسطيني في قرية "دوما" الأسبوع الماضي، وطعن المثليين خلال مسيراتهم، يدل على "تفشي ظاهرة الفاشية الدينية بين المستوطنين الإسرائيليين"، الأمر الذي دفع رجال دين يهود إلى البحث عن أسباب تلك الظاهرة، وما إذا كانت الشريعة والمعتقدات تلعب دورا في أعمال العنف الأخيرة.

وحاول باحثون إسرائيليون، تحليل أسباب قيام المستوطن الحريدي المتطرف "يشاي شليسل" بطعن الفتاة الإسرائيلية المثلية شيرا بانكي، خلال مسيرة للمثليين بالقدس المحتلة قبل أيام، وتسبب في مقتلها، فضلا عن إصابة خمسة آخرين، في تكرار لواقعة مماثلة إرتكبها عام 2005.

عنف وكراهية

ووفقا للحاخام "دوف هالبرطال"، المحاضر في مجال القانون الجنائي، فإن للشريعة اليهودية "دور كبير فوضوي وخطير في هذه الأحداث"، وهو الوصف الذي نقله عنه موقع (واللا) الإسرائيلي  اليوم الجمعة.

وخلال الحوار، الذي أدلى به "هالبرطال" للموقع، أشار إلى أن "القطاع الديني والحريدي في الغالب يشهد صعود ظاهرة الفاشية الدينية، يمكن أن تترجم إلى أعمال كراهية وعنف وسفك دماء"، لافتا إلى أن "العلاقة بين عالم الشريعة والتوراة وبين أعمال القتل والعنف هي علاقة وطيدة، وتسير في إطار عدم الإمتثال لوصايا نوح السبع"، وهي سبعة أوامر تركز على الأخلاق، أنزلها الله على النبي نوح للبشر كافة"، طبقا لكتاب التلمود اليهودي.

الوصايا السبع

وبحسب "هالبرطال"، فإن عدم الإمتثال بواحدة من تلك الوصايا تحتم قتل الشخص غير الملتزم، سواء كان يهوديا أم غير ذلك، مضيفا أن "الفاشية الدينية الحالية تفترض أن غير اليهود لا يطبقون وصايا نوح السبع، ما يعني قتلهم طبقا للشريعة"، على حد قوله.

وطبقا للحاخام الإسرائيلي، فإن تعاليم دينية تنص على أنه "لا يسمح لأي أحد بالعمل في مقر الهيكل إلا أبناء قبيلة ليفي"، في إشارة إلى أحد أبناء النبي يعقوب، مضيفا أن "كل شخص يحاول الإقتراب من هذا المكان يقتل"، طبقا للشريعة، وهو أمر ينطبق على "جبل الهيكل/ الحرم القدسي الشريف"، وأنه لا غرابة في أن يقتل المستوطنون كل عربي يتواجد فيه"، على حد تعبيره.

شريعة.. وتفاسير خاطئة

ويعتقد د. تومير برسيكو، زميل معهد هارتمان، والمحاضر ضمن برنامج الأديان المعاصرة بجامعة تل أبيب، أنه "ينبغي الإعتراف بالحقيقة القائمة اليوم، والتي تشير إلى تطرف ديني وأصولية قاتلة، تنتج الإرهابيين اليهود، والذين لا يتم القبض عليهم في الغالب، نافيا أن تكون الشريعة اليهودية هي السبب، ولكن تفسير هذه الشريعة بشكل خاطئ.

وطبقا لما أدلى به برسيكو لموقع (واللا)، فإن "اليهودية الأرثوذوكسية في إسرائيل، تقود تفاسير التوارة إلى إتجاهات فاشية متطرفة، وأن ظروف إجتماعية تنمي ظاهرة التمسك بتلك التفاسير وقبولها"، رافضا "الربط بين الاعتداءات الأخيرة وبين الشريعة اليهودية"، ولكنه قدر أن "من ارتكبوا تلك الجرائم يعتقدون أنهم ينفذون إرادة الله، وأن السؤال الأهم  هو كيف يفسرون إرادة الله تلك؟".

وبحسب الخبير الإسرائيلي، "هناك الكثير من اليهود المتمسكين بتعاليم التوراة لا يفكرون في العنف إطلاقا، وهو ما يعني أن تفسير الشريعة يختلف من شخص إلى آخر، حيث يعتقد التيار المتشدد أنه ينبغي عليه الإلقاء بنفسه في حرب من أجل تطبيق إرادة الله، ولكنهم يضحون بذلك بالمجتمع كافة، ويلقون بأنفسهم في قبضة القانون الإسرائيلي، راضين بذلك".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com