الجزائر.. مواجهة جديدة بين السلفيّين و وزيرة التعليم
أطلقت جبهة الصحوة السلفية غير المرخصة في الجزائر، حملة ضغط على الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتنحية وزيرة التعليم نورية بن غبريط بسبب ما ظهر أنه توجه تقوده الوزيرة لإقرار آليات جديدة ترمي إلى "التدرج في تعليم اللغة العربية المدرسية في السنوات الأولى من التعليم".
ورغم أن المسؤولة عن هذا القطاع الحساس ، فنّدت في مؤتمر صحفي عقدته يوم الأحد، وجود أية نية لدى الحكومة لمحاربة اللغة العربية أو تراجعها عن تدريسها في المرحلة الأولى من التعليم عبر تعويضها باللهجة العامية، إلا أن الحركة السلفية لم تقتنع بمبررات بن غبريط و لا بنفيها.
و بدا زعيم الجبهة السلفية عبد الفتاح زيراوي حمداش ناقما على الوزيرة التي يصرّ على وصفها بــ"الرمعون" ورمعون هو لقب نورية بن غبريط حيث أثيرت حولها أثناء استوزارها موجة سخط بسبب ما قيل إنها من أصول يهودية، لكن المحيطين بها دافعوا بشراسة عن "جزائريتها أبا عن جد".
وأثناء دفاعها عن توصيات مؤتمر "إصلاح التعليم" الذي عقد الأسبوع الماضي بإشراف رئيس الوزراء عبد المالك سلال، لم تكن الوزيرة المثيرة للجدل تدري أن تصريحها حول "ضعف مستوى خرّيجي المساجد و المدارس القرآنية في اللغة العربية"، سينقلب عليها ولن يوقف عواصف الغضب عليها.
وكتب الشيخ زيراوي حمداش وهو أبرز أقطاب التيار السلفي في الجزائر وأكثرهم إثارة للجدل، إن "مستوى المساجد والمدارس القرآنية أحسن المستويات وتلاميذ أبناء المساجد هم الأحسن تربويا وعلميا وأخلاقيا،وحملة القرآن أذكى التلاميذ رغم قلة الإمكانيات في المساجد".
وهاجم حمداش ضمنيا وزير الشؤون الدينية والأوقاف الإسلامية، قائلا إن "مستوى المدارس القرآنية والمساجد قد يكون مقترنا بمستوى أئمة النظام" معتقدا أنه "لو كانت المساجد في يد أهلها وحرة مستقلة مثل ما كانت عليه أيام بغداد ودمشق والأندلس والقيروان والقرويين وغيرها من مساجد بلاد المسلمين شرقا وغربا لرأينا مساجد وجامعات ومدارس تدرّس الدين وعلوم الدنيا... وليس مثل ما تخرّج لنا اليوم مدارسكم جمعا كثيرا من الطلاب الذين يرسبون علميا وتربويا وأخلاقيا، ليتحوّلوا إلى متصعلكين وعربيدين و سكارى ..".
و رفضت وزيرة التعليم الرد على اتهامات مسؤولي التيار السلفي، حيث اكتفى مسؤول بمديرية الإعلام في الوزارة ، بإحالتنا على ما يصدر في الصفحة الرسمية للوزيرة على موقع التواصل الاجتماعي أو على ما ينشر في الموقع الإلكتروني للوزارة.
