لبنان.. حملة "طلعة ريحتكم" تطالب باستقالة الحكومة
لبنان.. حملة "طلعة ريحتكم" تطالب باستقالة الحكومةلبنان.. حملة "طلعة ريحتكم" تطالب باستقالة الحكومة

لبنان.. حملة "طلعة ريحتكم" تطالب باستقالة الحكومة

لا يزال المشهد السياسي اللبناني مقيداً بأزمة النفايات التي اجتاحت الشوارع، مذكرة اللبنانيين بفوضى الحرب الأهلية وغياب أي معالم للدولة. المحافظات استطاعت أن تنقذ نفسها وتوجد مكاناً تجمع فيه نفاياتها بشكل مؤقت، لكن لا يمكنها الصمود أكثر من أسبوعين أو ثلاثة، أما العاصمة بيروت فتكدست فيها النفايات لأكثر من 6 أيام، ما دفع بعض الأهالي إلى حرقها، فانتشرت الروائح الكريهة في سماء العاصمة.

المجتمع المدني والأهالي لم يتحملوا الوضع المزري، فأطلقوا حملة بعنوان "طلعت ريحتكم". وتجمع المحتجون أمام السرايا الحكومية في وسط بيروت، وجالت شبكة "إرم" الإخبارية بين المواطنين الذين ارتدى غالبيتهم الكمامات، رافعين لافتات كتب عليها "طلعت ريحتكم"، فيما اللافت في التحرك كانت مطالبة القيمين عليها بـ"استقالة الحكومة"، معيدين السبب إلى عجز رئيس الحكومة تمام سلام ووزير البيئة محمد المشنوق عن إيجاد حل للأزمة.

ويقول طارق. م. (19 سنة) لشبكة "إرم": "لم يدفعني أحد إلى المشاركة، فأنا أسكن في شارع الحمرا وبات يومي عبارة عن نفايات. مناطق المسؤولين نظيفة وبيوتهم تخلو من النفايات فيما نحن سنغرق بها". أما لارا.ع (23 سنة – طالبة في الجامعة الأميركية) تقول: "أصبحنا نعيش في "مزبلة"، نحب وطننا كما هو لكن على المسؤولين تحمل مسؤوليتهم، ندفع كل الضرائب من أجل إزالة النفايات والحصول على حقوقنا، وها نحن اليوم نسبح بالنفايات، ولن نسكت على عجز الحكومة".

كما انتقل العشرات من المعتصمين إلى جانب مبنى البلدية في وسط بيروت، محمّلين رئيس البلدية بلال حمد مسؤولية التقصير، وقالت مصادر بلدية لـ"إرم" "قمنا بكل ما يمكن فعله، المشكلة أن لا مكان في بيروت لنقل النفايات إليها، وكل المحافظات ترفض استقبال نفايات العاصمة. اقترحنا تكليف شركة بوضع النفايات في أحد عقاراتها خارج بيروت لكن باقي البلديات ترفض ذلك، وبالتالي أصبحنا أشبه بالمسجونين بملف النفايات، بانتظار المشاورات السياسية والاتصالات لتأمين مكان ننقل إليها النفايات ونحن جاهزون لأي حل تقترحه الدولة".

وعلمت شبكة "إرم" أن سلام أجرى اتصالات مع شخصيات سياسية في صيدا والشمال لنقل نفايات بيروت إلى مطمرين في صيدا وعكار ولم يلق التجاوب المطلوب، الأمر الذي خلف انزعاجاً لديه. وأن الأقربين من خطه السياسي لم يساعدوه في الخروج من الأزمة.

ولوحظ أن مشكلة العاصمة، أدت إلى تجاذبات بين نواب الحزب الواحد، إذ استغرب نواب بيروت رفض باقي المناطق استقبال نفايات العاصمة في الوقت الذي تستقبل فيه الأخيرة كل اللبنانيين من كل الفئات، إلى أن باتت مكتظة بالسكان ولا مكان فيها لطمر نفاياتها.

وفي ظل غياب الحلول في العاصمة، تبقى الأزمة مفتوحة إلى موعد جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل، والتي قد تحمل عنوان استقالة الرئيس سلام، الذي يرفض البقاء في حكومة لا تأخذ القرارت، خصوصا في ظل التعطيل الذي يعتريها بسبب إصرار الفريق العوني على مناقشة آلية مجلس الوزراء في اتخاذ القرارات، واستبعدت مصادر وزارية أن يقدم "سلام" على الاستقالة، لأنه يدرك تماما أنها المؤسسة الوحيدة التي لا تزال واقفة على قدميها حتى لو كانت عاجزة عن التحرك.

ولم تستطع النفايات إبقاء الرماد على المشاكل السياسية، إذ أطل الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في احتفال تخريج أبناء الشهداء للحزب، معتبراً أن "التلويح بالاستقالة من الحكومة لن يقدم ولن يؤخر ومن يهدد بها يأخذ البلاد إلى الفراغ، ونحذر من هذه اللعبة الخطرة. فلا تسقطوا الحكومة بأيديكم ونحذر من خطر الفراغ والمجهول"، وهو رد مباشر على سلام. ورأى انه "على تيار المستقبل أن ينزل من برجه العاجي ويجري حوارا مع تكتل التغيير والإصلاح".

فجاء الرد سريعا من سلام، ونفى مكتبه الإعلامي الأنباء التي جرى تداولها عن تقديم استقالته، وأكد المكتب أن "هذا الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلا".

وجاء في البيان: "بانتظار انتهاء مناقصات الخطة الوطنية للإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة بعد أسبوعين، وفي هذا الظرف الاستثنائي الذي شهد اتصالات مكثّفة تولّاها رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام وشارك فيها الرئيس نبيه بري، والرئيس سعد الحريري، ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط. تمّ التوصّل إلى صيغة حلّ مرحلي فوري ومؤقّت يقضي برفع النفايات من بيروت وضاحيتها وعدد من مدن محافظة جبل لبنان إلى مواقع تمّ تحديدها من وزارة البيئة، على أن تبدأ هذه الأعمال فوراً".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com