الملحمة النووية: خطر يتهدد العالم
الملحمة النووية: خطر يتهدد العالمالملحمة النووية: خطر يتهدد العالم

الملحمة النووية: خطر يتهدد العالم

تقدّر صحيفة "لبيراسيون" الفرنسية في تحليلها، أن الديون اليونانية تمثل تقريبا المبلغ الذي تخطط الولايات المتحدة لإنفاقه لتحديث ترساناتها النووية على مدى العقد المقبل.

هذه المقارنة ليس المقصود منها الحد من المشكلة المالية المطروحة على اليونان ودائنيها، ولكن للفت الانتباه إلى موضوع كثيرا ما يتم إهماله، ألا وهو خطر النزاع النووي المتزايد.

القنبلة الأولى

تم الاحتفال يوم الخميس بالذكرى السبعين لانفجار القنبلة الأولى، في نيو مكسيكو. ففي عشية الذكرى العاشرة لهذا الحدث، في عام 1955، نشر جون نشر فون نيومان، عالم الرياضيات الشهير الذي شارك في تصميم القنابل  A وH، مقالا شهيرا بعنوان: "هل يمكننا البقاء على قيد الحياة بعد التكنولوجيا؟". لقد حدد فون نيومان عام 1980 أفقا لنهاية الحياة بعد التكنولوجيا.

ويقول المحلل الفرنسي وليفييه باستيل فيناي، "فلعل لو عاش فون نيومان لكان سعيدا وهو يرانا اليوم على قيد الحياة، بعد هذه التكنولوجيا وغيرها من التكنولوجيات. ولعله شعر بالرضا أيضا وهو يرى أنه إذا نحن ما زلنا على قيد الحياة فذاك ربما بفضل جزء كبير من الأسباب التي ذكرها"، حيث قال فون نيومان "هناك عامل حاسم يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار: فالتكنولوجيات التي تولد الأخطار وعدم الاستقرار مفيدة في حد ذاتها، أو هي مرتبط ارتباطا وثيقا بمنفعة معيّنة. ففي الواقع، بقدر ما يمكن أن تكون التكنولوجيا مفيدة، بقدر ما يمكن أن تكون آثارها قادرة على زعزعة الاستقرار أيضا".

ويضيف المحل الفرنسي، أن  "الأزمة" إذن حين تنشأ على هذا النحو على المستوى العالمي فهي، كما قال نيومان "لن تحل عن طريق حظر هذا النوع أو ذاك من التكنولوجيات التي ينظر إليها على أنها بغيضة (...) لا يمكننا استئصال التطور. فقط الأمن النسبي هو المتاح، وهو يستند إلى ممارسة الحكم بذكاء، مع مرور الأيام".

لقد توفي جون فون نيومان في عام 1957. ولو عاش إلى اليوم لكان مهتما بأن يعلم كما نعلم نحن، أن البشرية في الواقع قد لامست في بعض الأحيان الانفجار النووي بالفعل.

أوباما "الحالم"

ففي أبريل 2009، أعلن الرئيس الجديد باراك أوباما، "الحالم" في براغ، اعتقاده بأن العالم بات على وشك التخلي عن الأسلحة النووية في أقل من جيل واحد. هذا الخطاب، الساذج بشكل غريب، كان ثمنه حصوله على واحدة من أكثر الجوائز سذاجة التي يتم منحها على هذا الكوكب، وهي جائزة نوبل للسلام. وكما تنبأ بذلك عن يقين جون فون نيومان، فقد اكتشف أوباما أن اعتقاده  لم يكن سوى وهْمٍ كبير.

وتضيف صحيفة لبيراسيون، أن أسباب عدم الاستقرار آخذة في الارتفاع بلا انقطاع. فما فتئت التكنولوجيات المتعلقة بالأسلحة النووية تنمو باستمرار، وكذلك عدد الديكتاتوريات التي يمكنها الوصول إلى التكنولوجيات المتقدمة، وإلى الدراية بتصنيع وتحديث الأسلحة النووية والقاذفات المتطورة.

نذر حرب نووية

كوريا الشمالية وهي دكتاتورية بشعة، لديها بضعة رؤوس حربية نووية وصواريخ تسمح لها الآن بأن تصل، نظريا، إلى كاليفورنيا. وباكستان، الدكتاتورية المخترقة من قبل الإسلام الراديكالي، تكدس اليوم أسلحة نووية على حدود الهند المجاورة، التي لديها ترسانتها هي الأخرى.

وفي إيران، ما زال الديكتاتور الديني علي خامنئي، يعارض الشروط التي وضعها المفاوضون الغربيون فيما يتعلق بتفتيش منشآتها النووية. إيران قادرة على بناء ترسانة في أقل من عام، وسوف تكون قادرة على القيام بها في أسبوع بعد خمسة عشر عاما، وذلك بفضل أجهزة الطرد المركزي الجديدة التي هي بصدد تطويرها. فإن حققت طهران ذلك، فإن المملكة العربية السعودية، سوف تفعل الشيء نفسه. ومع إسرائيل بامتلاك أسلحة نووية منذ فترة طويلة، سوف تصبح الشروط لنشوب نزاع نووي محلي مستوفاة فعلا.

ويمكن أن يحدث نفس السيناريو في آسيا، إن شعرت اليابان وكوريا الجنوبية بأن الولايات المتحدة لم تعد تضمن لهما الحماية الكافية.

وإذا توصل الإسلاميون المتطرفون إلى خبرات باكستان النووية، فإن تهديد الإرهاب النووي سوف يصبح واردا لا محالة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com