كيف ستتعامل إسرائيل مع الاتفاق المحتمل حول النووي الإيراني؟
كيف ستتعامل إسرائيل مع الاتفاق المحتمل حول النووي الإيراني؟كيف ستتعامل إسرائيل مع الاتفاق المحتمل حول النووي الإيراني؟

كيف ستتعامل إسرائيل مع الاتفاق المحتمل حول النووي الإيراني؟

تواجه إسرائيل خيارات صعبة في التعامل مع الاتفاق النووي الجديد بين الولايات المتحدة والقوى الكبرى من جهة، وإيران من جهة أخرى، خاصة في ظل المعارضة الشديد من قبل المؤسستين الأمنية والسياسية في تل أبيب للاتفاق.

وخلال الأيام الماضية، صعد المسؤولون الإسرائيليون من تصريحاتهم ضد الاتفاق النووي الجديد مع إيران، وطالبوا الولايات المتحدة عدم التوقيع عليه، مشددين على ضرورة ممارسة ضغوط أكبر على إيران ومنعها من الحصول على المليارات المجمدة في الخارج.

وأعربت الولايات المتحدة بدورها عن تفاؤلها بشأن جهود إحياء الاتفاق النووي الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب العام 2018، فيما يتوقع أن يواجه الاتفاق الجديد معارضة داخلية من الكونغرس.

خيارات صعبة

صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أكدت أن الولايات المتحدة وإيران تقتربان أكثر من أي وقت مضى من تجديد الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن الأمريكيين أكدوا لنظرائهم الإسرائيليين بأنهم لن يسمحوا لطهران بالتهرب من التحقيق في انتهاكات الاتفاق.

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن "مغادرة واشنطن للاتفاق مرة أخرى كما فعلت العام 2018، سيدفع الإيرانيين إلى العمل على تطوير أجهزة الطرد المركزي"، لافتة إلى أن "إيران تصعب المفاوضات مع الولايات المتحدة بطلبها ضمانات بعدم الانسحاب مجددا من أي اتفاق مقبل".

ويرى خبراء ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن تل أبيب أمام خيارات صعبة للغاية للتعامل مع الاتفاق النووي الجديد، مشددين على أنها ربما تكون مضطرة للقبول بالاتفاق ولو بشكل مؤقت مع الاستمرار في الاستعدادات العسكرية.

وبحسب الخبراء، فإن إسرائيل أمام 3 خيارات صعبة في حال التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران، أولها التحرك عسكريا، والثاني القبول بالاتفاق كما هو، والخيار الثالث هو الاستمرار في تنفيذ عمليات غير معلنة داخل وخارج الأراضي الإيرانية.

الخيار العسكري

وفيما يتعلق بالخيار العسكري، قال الرئيس السابق للمخابرات العسكرية اللواء عاموس يدلين، إن "إسرائيل ستحتفظ بحقها في التصرف ضد إيران عسكريا؛ لأنها ليست من الموقعين على الاتفاق"، وفق "يديعوت أحرونوت".

وأضاف يدلين "لكن لكي تهاجم إسرائيل إيران، عليها أن تحدد لنفسها أن هذه هي اللحظة الأخيرة، وأن هناك ضرورة لذلك، إذ إن جميع الإستراتيجيات الأخرى لوقف إيران لم تنجح"، لافتا إلى أن العودة للاتفاق بالنسبة لإسرائيل أسوأ من البقاء في الوضع الراهن.

وتابع  "يجب أن تمتلك إسرائيل القدرة المطلوبة والشرعية الدولية من أجل تنفيذ هجمات عسكرية ضد إيران"، مبينا أن الاتفاق يبعد الإيرانيين عن القنبلة، وبالتالي تنخفض شرعية العمل العسكري لعدة سنوات قبل أن تعود طهران لممارسة نشاطها النووي، بحسب تقديره.

وذكر أن "العودة إلى الاتفاق تعني أن إسرائيل تركت وحدها في الصراع ضد البرنامج النووي"، موضحا "لكن إذا كان هناك اتفاق جيد وأوقف نشاطات إيران النووية فلا ينبغي لتل أبيب أن تقود حملة عالمية ضده".

وأشار يدلين إلى أن على "المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين التركيز على الاتفاق مع نظرائهم الأمريكيين للاتفاق على كيفية ضمان عدم تطوير إيران أسلحة نووية"، مرجحا أن يقوم الاثنان بتطوير خطة مشتركة للحيلولة دون ذلك.

القبول بالصفقة

بدوره، قال المحلل السياسي حسن عبده، إن "إسرائيل ستكون مضطرة لقبول الاتفاق بشكل غير معلن، خاصة في ظل الخلافات العميقة مع الولايات المتحدة"، لافتا إلى أن هذا الخيار سيكون بشكل مؤقت بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين.

وبين عبده في حديثه لـ "إرم نيوز"، أنه "بات من الواضح أن المباحثات الجارية وصلت لحالة من النضوج تقرب جميع الأطراف للتوقيع على اتفاق جديد، وبالتالي فإن إسرائيل ستكون عاجزة أمام المجتمع الدولي".

وقال "إسرائيل ستكون مضطرة للقبول بالاتفاق والتعامل معه كأحد المسلمات دون الالتزام به، لكنها ستصعد خياراتها لمنع إيران من التسلح النووي أو تطوير قدراتها العسكرية"، لافتا إلى أن العوائد المالية الضخمة لطهران من الاتفاق النووي أكثر ما يقلق تل أبيب.

وأضاف "هناك خلاف كبير بين واشنطن وتل أبيب بهذا الملف، ومن الواضح أن إسرائيل أمام خيارات صعبة"، لافتا إلى أن الضربات الأمنية الإسرائيلية ضد إيران أي كان نوعها ستؤثر على الاتفاق وستؤدي لرد فعل إيراني.

وبحسب المحلل السياسي، فإن "إسرائيل لا تمتلك خيارا عسكريا ضد إيران دون موافقة أمريكية"، قائلا "الولايات المتحدة لم تقرر بعد اللجوء للخيار العسكري، وتفضل الدبلوماسية في التعامل مع الملف الإيراني".

وتابع "بتقديري الخيار الدبلوماسي هو الخيار الوحيد المطروح على الطاولة أمريكيًّا وعالميًّا، وهو الأمر الذي جعل إسرائيل تشعر بخيبة أمل عميقة، وترى أن إيران حصلت على صفقة الأحلام"، مشددا على أن تل أبيب ستواصل محاولاتها الضغط على واشنطن حتى الساعات الأخيرة قبل توقيع الاتفاق.

عمليات محدودة

من جهته، يرى المحلل السياسي سهيل كيوان، أن "إسرائيل قد تلجأ إلى خيار العمليات الأمنية المحدودة وغير المعلنة ضد الأهداف الإيرانية"، مشيرا إلى أن ذلك هو الخيار الأمثل لتل أبيب لضمان عدم إغضاب واشنطن والمجتمع الدولي.

وأوضح كيوان في حديثه لـ "إرم نيوز"، أن "مثل هذا الخيار سيجبر إسرائيل على تقديم تفسيرات أمنية للولايات المتحدة سواء قبل أو بعد تلك العمليات، وذلك من أجل ضمان استمرار التنسيق بين البلدين في الملف الإيراني".

وأشار كيوان إلى أنه "وفي حال تم توقيع الاتفاق النووي؛ فإن الولايات المتحدة ستعمل بشدة على منع إسرائيل من أي خطوة من شأنها الإضرار بالاتفاق، وتحديدا خلال الأشهر الأولى للاتفاق"، مرجعا ذلك إلى رغبة واشنطن بعدم منح طهران أي ذرائع للتنصل من بنود الاتفاق.

وشدد المحلل السياسي على أن "تنفيذ إسرائيل لهجمات ضد إيران سيعود بشكل سلبي على الاتفاق، وسيدفع الإيرانيين للرد بنفس الطريقة والأسلوب، الأمر الذي سيشعل حروبًا بالوكالة في المنطقة"، لافتًا إلى أن طهران ستشعل جبهات إسرائيل الجنوبية والشمالية لإحداث إرباك أمني لتل أبيب.

وبين كيوان أن "تل أبيب تعتبر التوقيع على الاتفاق النووي خسارة سياسية وأمنية فادحة لها، خاصة وأنه سيمكن إيران من تطوير قدراتها العسكرية وتصديرها لوكلائها في المنطقة وزيادة الدعم المالي لهم، الأمر الذي سيزيد من المخاطر الأمنية المحيطة بإسرائيل".

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com