اليمن.. وزير الداخلية يثير جدلا على مواقع التواصل الاجتماعي
أثار وزير الداخلية اليمني اللواء الركن إبراهيم حيدان الجدل مجددًا بقراراته التي يراها بعض اليمنيين تهدف إلى تمكين القوات الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمين) في محافظات جنوب البلاد، دون وضع اعتبارات لما يمكن أن تحدثه من فتنة واقتتال داخلي في المعسكر المناهض لميليشيات الحوثيين المسيطرة على الأجزاء الشمالية من اليمن.
ونشر ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية وثيقة رسمية تحوي قرارًا لم يتم الإعلان عنه حتى الآن، صادرا عن وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم حيدان، بتعيين مدير أمن محافظة مأرب السابق العقيد مروان مجاهد علي السبعي رئيسًا لأركان فرع قوات الأمن الخاصة في مديريات الوادي والصحراء من محافظة حضرموت، جنوبي البلاد.
وأثار هذا القرار غير المعلن الصادر في السابع من أغسطس/ آب الجاري جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ بسبب تزامنه مع ذات اليوم الذي انطلقت فيه المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، المتاخمة لحضرموت؛ إثر تمرّد قائد فرع قوات الأمن الخاصة في محافظة شبوة العميد عبدربه لعكب، الموالي لحزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمين)، على قرار إقالته من محافظ لشبوة؛ لتورطه في اقتتال سابق.
كما يتزامن قرار اللواء الركن إبراهيم حيدان، المقرّب من حزب الإصلاح اليمني، مع تحركات القوات الموالية لمجلس القيادة الرئاسي، الرامية إلى فرض السيطرة الحكومية على مواقع شركات وحقول النفط في عدد من المحافظات اليمنية.
وسبق أن اعترض حيدان على قرار محافظ شبوة عوض الوزير العولقي الذي أقال فيه قائد قوات الأمن الخاصة في شبوة العميد عبدربه لعكب، الموالي للإخوان المسلمين في اليمن، من منصبه وألغاه، باعتباره تعديا على صلاحيات وزير الداخلية وليس من صلاحيات السلطة المحلية في المحافظة، وهو ما يراه بعض الناشطين اليمنيين "بداية لإشعال الفتنة في شبوة، وتشجيعا على التمرد".
ويرى ناشطون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي أن قرار وزير الداخلية بتعيين قائد أمني "موال للإخوان المسلمين ومن خارج محافظة حضرموت" هو استمرار لمسلسل إشعال الحرائق في المناطق اليمنية المحررة من ميليشيات الحوثيين.
فتنة جديدة
يقول المحلل السياسي ياسر اليافعي، في تغريدة عبر منصة "تويتر"، إن "وزير الداخلية الإخواني يثير فتنة جديدة في حضرموت، بعد إثارته الفتنة في شبوة"، متسائلًا :"كيف يقوم بتعيين قائد للقوات الخاصة من خارج المحافظة، بينما قوات النخبة الحضرمية التي حررت مناطق الساحل من حضرموت ممنوع عليها تنتشر في الوادي. الفتنة سترتد عليهم بإذن الله وما يصح إلا الصحيح".
ويرى الناشط عمر الهارش، في تغريدة على "تويتر"، أن "اللواء حيدان يلعب بالنار.. حضرموت طولها وعرضها لا يوجد في كادر عسكري يصدر به قرار أركان القوات الخاصة في حضرموت الوادي.. حتى أصدر الإخواني #حيدان بمدير أمن مديرية مأرب مروان مجاهد السبعي. أركان القوات الخاصة بوادي حضرموت".
بدوره، قال الناشط عماد باسردة إن قرار الوزير استمرار لـ"تسليم الوظائف والإدارات في وادي حضرموت لغير أبنائها"، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن "حيدان لم يستفد من تجربة الذين سبقوه في شبوة وكيف انتهى بهم المطاف".
ورأى باسردة أنه "حان وقت لأبناء الوادي أن يأخذوا زمام الأمور بعيداً عن الغرباء الهاربين من الحوثة".
واعتبر الناشط القميشي سالم، في منشور على "فيسبوك"، أن السكوت على "ما يقوم به حيدان من استقدام قوات شمالية إلى وادي حضرموت وشبوة وإصدار تعيينات لضباط شماليين في مناصب أمنية وعسكرية في محافظات جنوبية، وإثارة الفوضى والتخريب والاقتتال والفتنة وإقلاق السكينة في الجنوب لتحقيق مآرب ومصالح حزبية إخوانية، جريمة.. بلغ السيل الزبى".
وشن ناشطون منتمون إلى محافظات جنوب اليمن، على مواقع التواصل اليوم الجمعة، حملة إلكترونية تحت هاشتاغ "#حضرموت_ترفض_قرار_وزير_الداخليه"؛ رفضًا للقرار الذي يقلل من شأن الكوادر الأمنية من أبناء محافظة حضرموت، كبرى محافظات اليمن مساحة.
بدورها، استنكرت الهيئة التنفيذية المساعدة للمجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، في بيان لها اليوم الجمعة، القرار، وقالت إنه يأتي في وقت "يطالب فيه جميع أبناء المحافظة بالتمكين الكامل".
وعبّرت عن رفضها لكل "قرارات التحدي وتجاوز إرادة أبناء حضرموت في إدارة شؤونهم العسكرية والأمنية لصالح الإخوان المسلمين؛ سعيا منهم لتفجير الأوضاع في وادي حضرموت بعد أن كانوا سببًا في تفجيرها في محافظة شبوة".
ودعت جميع أبناء حضرموت إلى "رفض هذا القرار الأحادي الذي لا يعبر عن روح التوافق الذي يقوده مجلس التعاون الخليجي الذي رعى مشاورات الرياض مؤسسا من خلال تلك المشاورات قاعدة للتوافقات بين جميع الأطراف بغية توحيد الجهود لاجتثاث أذرع إيران في اليمن انسجاما مع المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف العربي ممثلا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة".
وأكد رئيس "كتلة حلف وجامع حضرموت"، سالم بن سميدع، في تغريدة على "تويتر"، رفضه لهذه القرارات التي أسماها بـ"العبثية، وجلب ميليشيات إخوانية من مأرب إلى وادي حضرموت".
وأشار إلى أن "تعيين إخواني من مأرب اليمنية أركان للقوات الخاصة في أمن الوادي الحضرمي يأتي ضمن مشروع الإخوان الإرهابي الاحتلالي.. هدفهم تفجير الأوضاع في مناطق سيطرتهم. إننا في قيادة كتلة حلف وجامع حضرموت نرفض تلك القرارات العبثية وجلب ميليشيات إخوانية من مأرب إلى وادي حضرموت".
