بماذا وعدت السعودية بعد زيارة عمار الحكيم إلى الرياض؟
بماذا وعدت السعودية بعد زيارة عمار الحكيم إلى الرياض؟بماذا وعدت السعودية بعد زيارة عمار الحكيم إلى الرياض؟

بماذا وعدت السعودية بعد زيارة عمار الحكيم إلى الرياض؟

ثلاث ساعات قضاها رئيس تيار الحكمة الوطني عمار الحكيم برفقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليل أمس الخميس، بحسب مصادر خاصة.

واستمرت المناقشات بين الجانبين من الساعة العاشرة مساءً وحتى الساعة الواحدة صباحاً، تناولت سبل التهدئة ورأب الصدع بين تجمع الأحزاب الشيعية "الإطار التنسيقي" والتيار الصدري.

وتعهد ولي العهد السعودي، خلال اللقاء، بدعم السعودية لاختيارات الشعب العراقي دون أي تدخل في مصالحها، ليقدم الحكيم بدوره استمرار الدور العراقي في الوساطة بين إيران والسعودية.

حلول عراقية

تطرق الاجتماع إلى تطورات الساحة العراقية، وأكد الحكيم أن "الحوار بين مختلف الأطراف هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول مرضية للانسداد السياسي الحالي في العراق"، وشدد على أن "الحلول لا بد أن تبقى عراقية من دون أي ضغوطات خارجية".

وقال الباحث والخبير السياسي الدكتور علي الخشيبان إن زيارة عمار الحكيم تأتي في إطار مهم متمثل في الدور السعودي بتقديم كل ما لديها من سبل دعم من أجل استقرار العراق، معتبراً هذا "الدور الطبيعي الذي كسبته السعودية".

وأكد الخشيبان في تصريحه لـ"إرم نيوز" أن السعودية لا تؤمن أبداً بالتدخل في شؤون دول الجوار، إلا أنها لن تمانع بلعب أي دور يمكن أن ينقل العملية السياسية في العراق إلى مراحل متقدمة بهدف استقراره.

وأضاف: "استقبال ولي العهد السعودي لعمار الحكيم يعكس اهتمام السعودية بالعراق.. الحالة السياسية في العراق تمر بمرحلة وعي وهذا ما يجعل التحركات من القوى السياسية بحثاً عن مسارات يمكنها أن تؤدي للاستقرار في العراق".

لعب دور الوسيط

ولفت إلى أن السعودية لن تمانع "في حال موافقة جميع الأطراف العراقية" بأن تلعب دور الوسيط من خلال عقد حوار مشترك لحل خلافاتهم السياسية، إلا أنها لم تطرح الأمر خلال اجتماع الأمس.

وشدد على أن السعودية استعادت محورها العربي سياسياً، وأنه من الطبيعي حدوث هذه الزيارة في ظل ظروف العراق الحالية.

وأوضح أن السعودية لم ولن تتدخل في استقطاب أي طرف عراقي على حساب الآخر، وما يهمها في النهاية استقرار جارتها العراق.

وعلق مدير مكتب عمار الحكيم وعضو المكتب السياسي لتيار الحكمة صفاء الكناني على الزيارة قائلاً: "مرة أخرى تثبت عمامة الاعتدال والوسطية أن الأوزان لا تقاس بالأرقام، وإنما بالمواقف والإرث الإنساني والديني والسياسي الكبير".

زيارة يحضر لها منذ مدة

وأضاف في تغريدة نشرها عبر حسابه في "تويتر": "زيارة عمار الحكيم للسعودية تأتي في إطار تبادل وجهات النظر حول تطورات الأحداث ولعكس صورة واقعية عنها، قد لا تنقلها وسائل الإعلام بالشكل الصحيح".

وأكد الكناني أنه من يفهم في "البروتوكولات" يعي جيداً أن زيارة كهذه يحضر لها منذ مدة طويلة قبل الشروع بها، "وقد تأتي مصاحبة لأحداث معينة ولكن تبقى الزيارة أصلا والأحداث عارض عليها".

بدوره، بين الباحث والمحلل السياسي مبارك آل عاتي أن استقبال ولي العهد السعودي لعمار الحكيم يعني أنه مرحب به في السعودية، كونه من الشخصيات التي تتحلى بالمسؤولية الوطنية.

الاستقطابات الإقليمية

وأوضح آل عاتي في حديثه لـ"إرم نيوز" أن السعودية تعول كثيراً على تزايد الأصوات البعيدة عن الاستقطابات الإقليمية، والمغلبة للصوت الوطني العراقي.

ولفت إلى أن مد جسور التواصل مع الأطراف الفاعلة والحريصة على تغليب المصلحة الوطنية من شأنه أن يقدم دعما إيجابيا يسهم في خلق حوار وطني حقيقي ومثمر.

وأكد أن زيارة الحكيم للسعودية تأتي بعد إيمان العراقيين بأهمية الدور السعودي في المنطقة، ووقوفها دوماً مع اختيارات الشعوب وما يقررونه.

نفوذ سعودي

وأضاف: "عمار الحكيم يعتقد أن لدى السعودية نفوذاً جيداً لدى التيار الصدري، وأنه انطلاقاً من أهمية استمرار الحوار العراقي – العراقي كان على الأغلب قد طلب وساطة سعودية لدى الأطراف العراقية الأخرى لتقريب وجهات النظر".

وشدد آل عاتي، في سياق حديثه، على أن السعودية تنأى بنفسها عن التدخل في شؤون الأطراف والقوى السياسية العراقية، ولا تؤمن بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وتدعم الحوار العراقي – العراقي الذي من شأنه أن يؤدي إلى الاستقرار داخل الدولة العراقية.

وكشف أن فكرة قيام السعودية بمؤتمر مصالحة يجمع القوى السياسية كان مطروحاً بعد مناشدات عراقية سابقة، إلا أن الظروف الحالية التي يشهدها العراق لن تحقق لمثل هذا الحوار نجاحاً ملحوظاً.

وبين آل عاتي أن الأوضاع الحالية في العراق تحتاج لمزيد من الصبر والوقت والاعتماد على طول النفس وتحمل المتناقضات.

من جانبه، قال عضو المكتب السياسي في تيار الحكمة بليغ أبو كلل إن علاقة العراق والسعودية وتطورها، وأحوال المنطقة والعالم، كانت حاضرة في حديث متوازن.. بداية لعلاقة وطيدة لم يسبق لأحد أن فتح أبوابها فيما مضى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com