logo
أخبار

محللون: حماس تقدم نفسها كيانا معتدلا لعقد تفاهمات مع إسرائيل

محللون: حماس تقدم نفسها كيانا معتدلا لعقد تفاهمات مع إسرائيل
14 أغسطس 2022، 12:36 م

تبذل حركة حماس في قطاع غزة جهودا من أجل الحفاظ على حالة الهدوء مع إسرائيل لأطول فترة ممكنة، الأمر الذي ظهر جليا في رفضها المشاركة بالمواجهة العسكرية الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي.

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن الهدوء في القطاع سيستمر لفترة طويلة بعد عملية "الفجر الصادق"، خاصة وأن حماس ترغب في الحفاظ على المكاسب السياسية والاقتصادية التي حققتها من التهدئة، وهو ذات الأمر الذي دفعها لعدم المشاركة بالجولة العسكرية الأخيرة.

ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، فإن "الجهاد الإسلامي لن يدخل في مواجهة عسكرية جديدة مع إسرائيل قبل الحصول على دعم من حركة حماس؛ الأمر الذي يرجح استمرار الهدوء بالقطاع لفترة أطول".

ورأى محللون ومختصون سياسيون، أن حماس كانت معنية بتوجيه عدة رسائل إلى الإقليم والعالم من خلال تجنبها المشاركة بالمواجهة العسكرية الأخيرة في غزة، وترك الجهاد الإسلامي وحيدا في مواجهة الجيش الإسرائيلي.

وأكد الخبراء، أن "الحركة تسعى لتقديم نفسها على أنها كيان معتدل يمكنه عقد التفاهمات السياسية والاقتصادية التي تحقق الهدوء والاستقرار للإقليم".

وأضافوا أن "ذلك جزء من سياسة حماس للترويج لنفسها كبديل لمنظمة التحرير الفلسطينية".

"رسالة سياسية"

وقال المحلل السياسي، أحمد عوض، إن "عدم مشاركة حماس في المواجهة الأخيرة يمثل رسالة سياسية قوية للعالم أن الحركة قادرة على تحمل مسؤولية القطاع، وضبط الأمور الميدانية فيه دون الانزلاق لموجة تصعيد عسكري كبيرة وطويلة الأمد".

وأوضح عوض لـ"إرم نيوز"، أن "من بين الرسائل التي سعت حماس لإيصالها للعالم هي قدرتها على منع حركة الجهاد الإسلامي من الدخول في أي تصعيد عسكري؛ بما يمثل عرضا سياسيا لجميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل لعقد التفاهمات السياسية".

وأضاف أن "الرسالة الثالثة لحماس تتمثل في أنها تسعى لترويج نفسها على أنها الطرف المعتدل في غزة، وأنها تفضل موقع السلطة والدخول في التفاهمات السياسية والاقتصادية".

وأشار إلى أنها "لا ترغب في الدخول بمواجهة عسكرية مع إسرائيل دون أن يكون هناك سبب قوي لذلك".

وذكر أن "حماس تحاول إظهار أكبر قدر من المرونة والعقلانية، وتقدم نفسها على أنها الأنسب لعقد التفاهمات مع الجانب الإسرائيلي، وأنه يمكن أن تكون جزءا من التفاهمات بين الدول الإقليمية الكبيرة".

وأشار عوض، إلى أن "حركة حماس على إثر هذه الرسائل ستكون دقيقة أكثر ولها حسابات معقدة في أي مواجهة مع إسرائيل، وستأخذ عذرا كبيرا من أجل الدخول بحرب جديدة في قطاع غزة"، وفق تقديره.

"سلوك دائم"

من ناحيته، قال المحلل السياسي، يونس الزريعي، أن "ما فعلته حماس في المواجهة العسكرية الأخيرة بغزة سيكون بمثابة سلوك دائم لها في القطاع".

وشدد الزريعي على أن "جناحها العسكري لن يكون له أي رد على إسرائيل إلا في حال وجود هجوم مباشر عليه".

وأضاف لـ "إرم نيوز"، أن "حماس وبسبب سياساتها الجديدة اضطرت لتحمل اللوم من جميع حلفائها في المنطقة، وتحديدا إيران".

ولفت إلى أن "المواجهة الأخيرة بين إسرائيل والجهاد الإسلامي كانت بالأساس شكل من أشكال التصعيد بين تل أبيب وطهران".

وتابع: "حماس نأت بنفسها عن هذه المواجهة من أجل ضمان استمرار المصالح التي حققتها من التفاهمات مع إسرائيل في قطاع غزة على المستويين السياسي والاقتصادي".

وأردف: "كما أن تجهيزاتها العسكرية بعد المعركة الأخيرة في مايو/أيار من العام الماضي لا تزال ضعيفة، وأن ذلك يأتي في إطار محاولات حماس الترويج لنفسها كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، لكن حماس لا تمتلك في الوقت الراهن ما يمكن أن تقدمه لإسرائيل على المستوى السياسي".

وأكد الزريعي أنه "خلال المواجهة العسكرية الأخيرة حاولت حماس لعب دور الوسيط بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي بصورة غير مباشرة، كما روجت لرئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية كما لو أنه سفيراً للسلام وليس جزءاً من المعركة الدائرة بغزة في حينه".

واعتبر أن "حماس لم تتعاط مع الحدث بالشكل المطلوب منها فلسطينيا، وهي حاولت الترويج لنفسها كلاعب إستراتيجي في الإقليم فيما يتعلق بضبط الأمن والهدوء، وعدم الانزلاق نحو التصعيد العسكري".

"هدوء مستمر"

بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية، رياض العيلة، أن "الهدوء في قطاع غزة سيستمر لفترة طويلة، وأن حماس لديها رغبة في عدم الدخول بمواجهة عسكرية مع إسرائيل، وتروج لذلك عبر منصاتها الإعلامية ومحلليها السياسيين".

وقال العيلة لـ"إرم نيوز"، إن "هناك عدة أسباب تدفع حماس للبحث عن تهدئة طويلة، أبرزها الأضرار الكبيرة التي يتعرض لها القطاع جراء أي مواجهة عسكرية، خاصة وأن الحركة تعتبر المسؤولة عن غزة".

وأضاف أن "من بين الأسباب القوية التي تدفع نحو الهدوء تدخل الوسطاء لتثبيت التهدئة ومنع التصعيد"، مشددا على أن "علاقة حماس مع الوسطاء تعزز فكرة تثبيت الهدوء في غزة".

وتابع: "صحيح أن الهدنة هشة ويمكن أن تسقط سريعا، خاصة في ظل بعض الملفات العالقة، كما أن المواجهة الأخيرة لم تؤد إلى أي اتفاق يقضي لعودة الهدوء؛ وإنما هو بمثابة وقف متبادل لإطلاق النار".

وأردف: "لكن حماس لا ترغب إلا بالهدوء في الوقت الراهن، فالمواجهة العسكرية الأخيرة أثبتت لحركة الجهاد الإسلامي أنها بحاجة إلى نوع من الاتفاق مع الفصائل الفلسطينية المسلحة وحركة حماس من أجل الرد على إسرائيل، وأنه لابد من التنسيق في المواقف بين جميع الفصائل".

وأشار العيلة إلى أن "حماس قد تسعى في الوقت الحالي إلى نقل المواجهة العسكرية مع إسرائيل إلى الضفة الغربية؛ وذلك من أجل تحقيق هدفين رئيسيين: أولهما إضعاف السلطة الفلسطينية هناك".

والهدف الثاني، بحسب المتحدث ذاته، "يتمثل في رفع الحرج عن عدم مشاركتها في أي مواجهة عسكرية مع إسرائيل بغزة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC