السودان.. تجدد الاحتجاجات بعد يوم دامٍ وهتافات تطالب بـ"إسقاط البرهان"
أطلقت القوات السودانية مجددًا، اليوم الجمعة، الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين في الخرطوم، الرافضين للحكم العسكري، بعد أحد أكثر أيام الاحتجاجات دموية خلال هذه السنة.
وردد المحتجون في العاصمة السودانية قرب القصر الرئاسي هتافات مثل "الشعب يريد إسقاط البرهان" و"نطالب بالانتقام" وقد حمل بعضهم صورا للضحايا الذين سقطوا الخميس، وفق ما أفادت "فرانس برس".
وقُتل أمس، تسعة سودانيين على الأقل خلال تظاهرة ضد الانقلاب الذي نفذه الفريق عبد الفتاح البرهان في تشرين الأول/أكتوبر 2021، قُتل معظم الضحايا بالرصاص الحي وبينهم قاصر.
ونُظمت التظاهرات في 30 حزيران/يونيو في ذكرى انقلاب الرئيس السوداني السابق عمر البشير بمساندة الإسلاميين على الحكومة المنتخبة ديموقراطيا العام 1989.
وكذلك ذكرى التجمّعات الحاشدة العام 2019، التي دفعت العسكريين إلى إشراك المدنيين في الحكم بعد الإطاحة بالبشير.
لكن في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2021، أنهى البرهان، قائد الجيش، صيغة التقاسم الهش للسلطة باعتقال شركائه المدنيين الذين أطلق سراحهم بعدها.
ومنذ الانقلاب، قُتل 112 متظاهراً وجُرح الآلاف على أيدي قوات الأمن التي تطلق، وفقاً للأمم المتحدة، الذخيرة الحية على المحتجين.
وبسبب القمع الدامي ولأنها ما عادت تريد شراكة بين العسكريين والمدنيين، ترفض التجمعات المدنية الرئيسية والأحزاب السودانية الرئيسية التفاوض مع الجيش.
وقبل تظاهرات أمس الخميس، دعا مبعوث الأمم المتحدة فولكر بيرثيس إلى "وقف العنف" وطالبت عدة سفارات "بالكف عن إراقة الدماء" في بلد عاش تحت سيطرة الجيش منذ الاستقلال في عام 1956.
وتعليقًا على أعمال العنف الخميس، أدانت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي الجمعة "الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن وإفلاتها من العقاب".
ردًا على الانقلاب، أوقف المجتمع الدولي مساعداته المالية التي تمثل 40% من ميزانية السودان.
لكن هذه العقوبات لم تثنِ الجيش بل زادت الأزمة الاقتصادية مع انهيار الجنيه السوداني وتجاوز التضخم 200% بوتيرة شهرية.