ويتكوف: مفاوضات غزة "تسير باتجاه جيد"

logo
أخبار

ترشيح أوكرانيا ومولدوفا للاتحاد الأوروبي "تاريخي".. ودعوات للناتو بضرورة ردع بوتين

ترشيح أوكرانيا ومولدوفا للاتحاد الأوروبي "تاريخي".. ودعوات للناتو بضرورة ردع بوتين
24 يونيو 2022، 2:56 ص

تناولت صحف عالمية، صادرة اليوم الجمعة، ملف قبول ترشيحي أوكرانيا ومولدوفا لعضوية الاتحاد الأوروبي، واصفة إياه بـ"التاريخي والمهين" لروسيا، إلا أنها اعتبرت القرار "فوزا معنويا لن تستفيد منه كييف في هذه الحرب الدائرة".

وسلطت صحف أخرى الضوء على أبرز القضايا الشائكة التي ستواجهها أوروبا إذا أرادت مساعدة أوكرانيا في حربها مع روسيا، أهمها قضايا "التسليح والمساعدات المالية العاجلة".

يأتي ذلك، في وقت وُجهت دعوات لحلف شمال الأطلسي "الناتو" لضرورة ردع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أوكرانيا والاتحاد الأوروبي

رأت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تحليل إخباري لها، أنه بعد القرار "التاريخي الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي، أمس الخميس، بشأن منح أوكرانيا ومولدوفا صفة المرشح لعضوية التكتل، يحمل في طياته العديد من الأسئلة الملحة ويلقي بظلاله على المزيد من القضايا الشائكة أيضا".

وأشارت "الغارديان" إلى قضية "الدعم العسكري"، وقالت إنه "منذ بدء الغزو الروسي كانت أوكرانيا تطلب أسلحة للدفاع عن أراضيها، وإن قادة الاتحاد الأوروبي سيدعون إلى العمل السريع على زيادة الدعم العسكري لأوكرانيا، وفقا لمسودة بيان القمة التي تُختتم أعمالها اليوم، والذي يقدم تفاصيل ضئيلة حول هذا السؤال الحيوي".

وأوضحت الصحيفة أن "الاتحاد الأوروبي كان وافق بالفعل على تمويل ملياري يورو كمساعدات عسكرية لأوكرانيا، معظمها للأسلحة، وهي سابقة تاريخية للاتحاد، لكنها أشارت أن السؤال الأكثر إلحاحًا هو مدى سرعة تنفيذ الدول الأوروبية للأسلحة الموعودة".

وتطرقت الصحيفة البريطانية إلى قضية "المساعدات المالية"، قائلة إن "أوكرانيا تحتاج أيضا للسيولة، حيث تواجه البلاد خرابًا ماليًا ودمار البنية التحتية جراء الحرب التي أشرفت على شهرها الخامس".

وأضافت: "تعمل المفوضية الأوروبية على اقتراح تمويل طارئ بقيمة 9 مليارات يورو لأوكرانيا، لكن التفاصيل حول مزيج المنح والقروض لم يتم تحديدها بعد.. وفي المقابل، قالت الحكومة الأوكرانية إن برنامج المساعدة المالية الكلية هذا يبدو جيدًا، لكنه أقل بكثير مما هو مطلوب.. تطلب كييف حوالي 5 مليارات دولار شهريًا للاستمرار".

وانتقلت "الغارديان" للحديث عن أزمة "العقوبات"، حيث قالت إنه "بعد مفاوضات مكثفة استمرت شهرًا حول الجولة الأخيرة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا، بما في ذلك حظر نفطي بنسبة 90%، فإن الكتلة مترددة في مناقشة المزيد من الإجراءات التقييدية المتعلقة بالغاز، وإنه بدلاً من ذلك، سيؤكد قادة الاتحاد على سد الثغرات في العقوبات الحالية".

وزادت بالقول: "تستمر بعض من الدول، مثل بولندا ودول البلطيق، في الدفاع عن قضية حظر الغاز الروسي.. ومع ذلك، يشير كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي إلى أن عقوبات الغاز ليست ضرورية، حيث قرر الاتحاد بالفعل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الروسي".

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه "رغم أن انضمام أوكرانيا إلى الكتلة قد يستغرق عقدًا أو أكثر، إلا أن القرار يُرسل رسالة تضامن قوية إلى كييف وتوبيخًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي عمل لسنوات لمنع أوكرانيا من بناء علاقات مع الغرب".

وأشادت الصحيفة بالقرار، واعتبرت أنه "يأتي في لحظة حرجة من الحرب، حيث تهدد روسيا بالسيطرة على المزيد من الأراضي في شرق أوكرانيا، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن جعل أوكرانيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي لن يكون له تأثير فوري على المعركة".

وبينت أن "مسألة ما إذا كانت أوكرانيا ستنضم يومًا ما إلى الاتحاد الأوروبي هي مسألة ثانوية بالنسبة للسؤال الأكثر إلحاحًا حول كيفية نجاة البلاد من الغزو".

وقالت: "قد يكون هذا أحد الأسباب التي جعلت طلب عضوية أوكرانيا ليس من أهم الأخبار في روسيا".

وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن "أندريه كورتونوف"، المدير العام لـ"مجلس الشؤون الدولية الروسي"، وهي منظمة بحثية قريبة من الحكومة الروسية، قوله عن الخطوة الأوروبية، إن "هذا القرار ليس له معنى بالنسبة للروس لأن كل شيء يمكن أن يتغير"، في إشارة منه إلى أن بلاده ستستخدم مواردها الهائلة من الطاقة لإلحاق ألم اقتصادي بحلفاء أوكرانيا الأوروبيين.

وأوضحت الصحيفة أن "مولدوفا وأوكرانيا - الجمهوريتين السابقتين في الاتحاد السوفيتي – ستواجهان مسارات صعبة للانضمام إلى الكتلة التي ستتطلب منهما إصلاح أنظمتهما السياسية والاقتصادية، وتعزيز سيادة القانون ومحاربة الفساد".

رسالة إلى الناتو

نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية مقالاً للرأي كتبه قائد قوات الدفاع الإستوني مارتن هيريم، دعا فيه حلف شمال الأطلسي "الناتو" إلى ضرورة أن يُظهر لبوتين أنه جاد في الدفاع عن نفسه، قائلاً: "نحن بحاجة إلى قدرة عسكرية ذات مصداقية يمكن نشرها بسرعة لأي عضو في التحالف في حالة حدوث أي هجوم".

وتحت عنوان "الدفاع القوي هو السبيل الوحيد لمواجهة الروس"، قال هيريم: "من خلال غزو أوكرانيا، أظهر بوتين بما لا يدع مجالاً للشك أنه مستعد لاستخدام القوة العسكرية - بما في ذلك التهديد باستخدام الأسلحة النووية - لتحقيق أهدافه الجيوستراتيجية.. ومن الآن فصاعدًا، نحن بحاجة للاستعداد عسكريًا لأي سيناريو".

وذكر المقال أنه "في الأيام والأسابيع التي سبقت الغزو، فشل التهديد بفرض عقوبات اقتصادية والجهود الدبلوماسية لمؤيدي أوكرانيا في منع بوتين من إرسال قواته عبر الحدود.. وأدى تهديد روسيا للنظام الأمني الأوروبي إلى واقع سياسي وعسكري جديد، حيث لا يمكن استبعاد العدوان على حلفاء الناتو".

وأضاف: "بالنسبة لحلفاء الناتو، نجح الردع حتى الآن ولم نشهد أي عدوان عسكري، لكن بما أن بوتين ليس مستعدًا للعب بنفس القواعد مثل بقيتنا، فليس لدينا ضمانات.. نحن بحاجة إلى تحول جذري في النهج.. نحن بحاجة إلى الانتقال من الردع بالعقاب إلى الردع بالقوة".

وطالب كاتب المقال بالاستعداد التام، لمنع روسيا من الاستيلاء على شبر واحد من أراضي الناتو، حيث قال: "نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في أهدافنا، أولاً وقبل كل شيء، يجب أن نعد دفاعات أقوى.. يجب أن نضاعف حجم جهودنا لتعزيز وضعنا العسكري عبر التحالف".

وأردف بقوله: "للقيام بذلك، يجب على الدول أن تستثمر بحكمة. لا فائدة من الحصول على أحدث التقنيات إذا لم يكن لديك الأشخاص أو المهارات أو الأموال اللازمة لاستمرارها أو الذخيرة الكافية لاستخدامها في حالة حدوث نزاع".

واختتم المسؤول العسكري مقاله: "وأخيرًا، يجب أن نظهر استعدادنا العسكري، ليس من خلال الخطابات، ولكن من خلال الأفعال.. إن القدرات الدفاعية الحقيقية ستخاطب الكرملين بصوت أعلى بكثير مما تفعله كلماتنا".

كما شرت شبكة "يورو نيوز" التلفزيونية، الخميس، مقابلة أجرتها مع ميخائيل خودوركوفسكي، وهو رجل أعمال روسي شهير ومنتقد بارز للكرملين منذ فترة، حذر فيها من أن بوتين قد يشن حربًا في نهاية المطاف على أراضي "الناتو" إذا لم يساعد التحالف أوكرانيا على الفوز في الصراع الحالي.

وقال خودوركوفسكي في حديثه مع القناة: "لدى دول الناتو اليوم فرصة عظيمة لمساعدة كييف في الدفاع عن سيادتها من خلال المشاركة في هذه الحرب بالأسلحة والإمدادات وتدريب الجنود الأوكرانيين، بدلاً من أن ينتقل القتال إلى أراضيها".

وأضاف: "إذا ضاعت هذه الفرصة، فأنا أحذر من أنه في غضون بضع سنوات، أو ربما قبل ذلك، سيشارك الناتو بشكل مباشر في هذه الحرب، لأنها ستحدث على أراضي دولة تابعة له".

وأشارت "يورو نيوز" إلى أن خودوركوفسكي كان في يوم من الأيام أغنى رجل في روسيا بفضل الثروة النفطية الكبيرة، لكنه بدأ بعد ذلك بانتقاد بوتين علنًا، حيث انتهى به المطاف الآن إلى العيش في المنفى".

وبسؤاله عما إذا كان يريد أن يشارك الناتو بشكل مباشر في أوكرانيا، أجاب خودوركوفسكي، "الحلف يجب أن يفعل كل ما في وسعه لضمان عدم فوز بوتين"، وقال "أنا لا أعتقد أن العقوبات المفروضة على روسيا كان لها تأثير كبير".

وأضاف: "العقوبات يمكن أن تُضعف النظام حتى لا يتكرر هذا العدوان لبعض الوقت.. إن القضية بين روسيا وأوكرانيا يجب أن يتم حلها على أرض المعركة،" مشيرا إلى أن الأسلحة والإمدادات التي أرسلها "الناتو" إلى أوكرانيا غير كافية مقارنة بكمية الأسلحة الكبيرة في "ترسانة بوتين".

مزاعم استخدام "الفوسفور"

وعلى صعيد آخر، نقلت مجلة "نيوزويك" الأمريكية عن مسؤول إقليمي زعمه، أن القوات الروسية نشرت قنابل "الفوسفور"، وهي ذخيرة مدمرة تسبب حروقا بالغة، في منطقة "سومي" شمال شرق أوكرانيا.

ووفقا للمجلة، نشر دميترو زيفيتسكي، رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في سومي الأوكرانية، الاتهام في إحدى الرسائل عبر تطبيق "تيليغرام" أمس، قائلا: "إن الهجوم تسبب في إصابة طفل بجروح بالغة نقل على إثرها إلى المستشفى".

تأتي مزاعم زيفيتسكي في الوقت الذي حولت فيه القوات الروسية تركيزها إلى المناطق الشرقية في أوكرانيا. في حين كان مسؤولون أوكرانيون آخرون وجماعات حقوقية قد اتهموا روسيا في وقت سابق باستخدام أسلحة محظورة أو "غامضة قانونيا".

وأضاف زيفيتسكي، وفقا للمجلة الأمريكية، أن القوات الروسية استخدمت بعد ظهر أمس قاذفة صواريخ "غراد" من طراز "بي إم 21" لإطلاق النار على بلدة يوناكيفكا في منطقة سومي الإدارية بأوكرانيا بالقرب من الحدود مع روسيا.

وتابع أن القوات الروسية فتحت نيران مدافع الهاون على بلدة "سيريدينو بود" الواقعة على الحدود مع روسيا، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه أوكرانيا أمس أن قواتها انسحبت من بعض المناطق خارج مدينة ليسيتشانسك في منطقة دونباس شرق البلاد، مشيرا إلى أن القوات الروسية باتت تحت حصار روسيا التي تضغط للسيطرة على مدينة سيفيرودونتسك الإستراتيجية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC