أفادت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء اليوم الأحد أن القوات الروسية أطلقت صواريخ كروز لتدمير مستودع كبير يحتوي على أسلحة أمريكية وأوروبية في منطقة ترنوبل غرب أوكرانيا، في الوقت الذي تدور فيه حرب شوارع طاحنة في مدينة سيفيرودونيتسك شرق أوكرانيا.
وقال حاكم منطقة ترنوبل إن هجوما صاروخيا على مدينة تشورتكيف، انطلق من البحر الأسود، أدى إلى تدمير منشأة عسكرية جزئيا وإصابة 22 شخصا، وقال مسؤول محلي إنه لا توجد أسلحة مخزنة هناك.
ووجهت موسكو انتقادات متكررة للولايات المتحدة ودول أخرى لتزويدها أوكرانيا بالأسلحة، وقال الرئيس فلاديمير بوتين في وقت سابق من هذا الشهر إن روسيا ستضرب أهدافا جديدة إذا زود الغرب أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى لاستخدامها في أنظمة الصواريخ المتنقلة عالية الدقة.
وجدد القادة الأوكرانيون مناشداتهم للدول الغربية في الأيام الماضية لتسريع تسليم الأسلحة الثقيلة تزامنا مع قصف القوات الروسية لشرق البلاد بالمدفعية.
وصارت سيفيرودونيتسك محور المعركة للسيطرة على منطقة دونباس الصناعية في الشرق والمؤلفة من لوجاسك ودونيتسك، وتعرضت أجزاء من المدينة للدمار خلال بعض من أعنف المعارك منذ أن بدأت موسكو غزوها في 24 فبراير/ شباط الماضي.
وذكر سيرهي جايداي حاكم لوغانسك اليوم الأحد إن القتال لا يزال دائرا بين القوات الأوكرانية والروسية من شارع إلى شارع في سيفيرودونيتسك، وأضاف إنه بينما سيطرت القوات الروسية على معظم أنحاء المدينة، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على منطقة صناعية ومصنع للكيماويات يحتمي به مئات المدنيين.
وبعد إجبارها على تقليص أهداف حملتها الأولية، تحول تركيز موسكو إلى بسط سيطرتها في دونباس حيث يسيطر الانفصاليون الموالون لروسيا على مساحة من الأرض منذ عام 2014.
وقالت أوكرانيا إن نحو 800 شخص يختبئون في ملاذات محصنة تحت مصنع آزوت، بينهم موظفون وسكان المدينة.
وأفاد جايداي عبر تطبيق تيليغرام اليوم الأحد بأنه "لا أحد يستطيع تأكيد سقوط ضحايا في سيفيرودونيتسك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أو عددهم، إذ أن القتال العنيف لا يزال دائرا".
وأضاف "على الأرجح الكل يريد الإجلاء الآن، لكن حتى الآن لا يوجد مثل هذا الاحتمال".
وقال جايداي إنه في مدينة ليسيتشانسك، الواقعة على الضفة الأخرى من نهر دونيتس، قُتلت امرأة في قصف روسي دمر أيضا أربعة منازل ومركزا للتسوق.
وإلى الجنوب والجنوب الغربي من سيفيرودونيتسك، أطلقت القوات الروسية قذائف المورتر والمدفعية حول عدد من التجمعات السكنية، وفقا لتحديث يومي من هيئة الأركان العامة الأوكرانية، لكنها قالت إن القوات الأوكرانية صدت محاولات روسية للتقدم صوب بعض التجمعات.
صمود أوكرانيا
وأثبتت القوات الأوكرانية أنها أكثر صمودا مما كان متوقعا، لكن معهد دراسات الحرب ومقره الولايات المتحدة قال إنه نظرا لاستخدامها آخر مخزوناتها من الأسلحة والذخائر التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، فإنها بحاجة إلى دعم غربي منتظم.
وأفاد تقرير وكالة إنترفاكس اليوم الأحد بأن القوات الروسية استخدمت صواريخ كروز من طراز كاليبر لمهاجمة المستودع الكبير، وأضافت أن القوات الروسية أسقطت ثلاث طائرات مقاتلة أوكرانية من طراز سوخوي-25 بالقرب من دونيتسك وخاركيف شرق أوكرانيا.
وذكرت وكالات أنباء روسية أن السلطات الروسية بدأت تسليم جوازات سفر روسية في مدينتين أوكرانيتين محتلتين، هما خيرسون وميليتوبول، وليس معروفا بعد عدد الجوازات التي جرى توزيعها.
ويصف بوتين الغزو بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح أوكرانيا و"القضاء على النازية" فيها، في حين تصفه كييف وحلفاؤها بأنه عدوان غير مبرر للاستيلاء على الأراضي.
ونتيجة لهذه الحرب، سعت أوكرانيا إلى تعميق علاقاتها مع الغرب، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس السبت إن رأي المفوضية بشأن طلب أوكرانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي سيكون جاهزا الأسبوع المقبل.
وسيتعين على جميع حكومات الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 أن توافق على منح وضع المرشح لأوكرانيا، وبعدها سيتم إجراء محادثات مكثفة حول الإصلاحات المطلوبة قبل أن يتم النظر في عضويتها.