logo
أخبار

صحف عالمية: الغرب متناقض بشأن الحرب في أوكرانيا

صحف عالمية: الغرب متناقض بشأن الحرب في أوكرانيا
28 أبريل 2022، 3:28 ص

تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الخميس، تطورات الحرب الأوكرانية، وسط تقارير تتهم الدول الغربية بـ"التناقض" إزاء رفضها اتهام موسكو لها بشن حرب بالوكالة من خلال أوكرانيا، وفي الوقت نفسه، تتهافت الدول على إمداد أوكرانيا بالأسلحة الثقيلة لصد الهجوم الروسي.

وناقشت الصحف تقارير أخرى، تكشف عن مخاوف متزايدة من اتساع رقعة الحرب إلى مناطق أخرى لعدة عوامل، أبرزها سعي السويد وفنلندا إلى الانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الأمر الذي سيستوجب ردا روسيا عنيفا "مثل ردها في أوكرانيا".

وتحدثت الصحف عن "خضوع" أبرز شركات الطاقة الأوروبية لشروط الدفع الروسية فيما يخص إمدادات الغاز، حيث فرضت موسكو على الجهات المستوردة الدفع بالروبل.

تناقض الغرب

وسلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على "التناقض الغريب" في موقف الدول الغربية، وبالأخص دول حلف شمال الأطلسي تجاه الحرب في أوكرانيا، وقالت: "بينما يشدد الغرب موقفه من الغزو الروسي، يرفض ادعاء موسكو بأن الناتو في حرب بالوكالة مع روسيا".

وأضافت الصحيفة في تحليل لها، أن أهداف الغرب من الحرب آخذة في التوسع خطوة بخطوة، موضحة أن ما بدأ كمحاولة لتزويد أوكرانيا بـ"أسلحة دفاعية" تطور إلى محاولة لتوفير أسلحة أثقل، وعلى سبيل المثال، وافقت ألمانيا والمملكة المتحدة الأسبوع الجاري على توريد مركبات مدفعية مدرعة مضادة للطائرات لإبقاء القوات الجوية الروسية في مأزق.

وعن التورط الغربي المتزايد في الحرب، أشارت الصحيفة إلى تصريح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن الاثنين الماضي، الذي قال فيه إن هدف الغرب هو "إضعاف روسيا" لتصبح غير قادرة على غزو جيرانها أو تهديدهم.

وأضافت أنه بعد ذلك بيوم، قال وزير الدفاع البريطاني، جيمس هيبي، إنه سيكون "شرعيًا تمامًا" لأوكرانيا استخدام الأسلحة الغربية لشن هجمات داخل روسيا إذا لزم الأمر.

واعتبرت الصحيفة أن هذه التصريحات والتلميحات أصبحت مختلفة وأكثر تحديدًا، مقارنة ببعض الخطابات الواسعة النطاق المستخدمة في المرحلة الأولى من الحرب عندما كانت القوات الروسية تهدد كييف، وبدت الأزمة الأوكرانية وجودية.

وعلى الجانب الميداني، قالت الصحيفة إنه على الأرض، لا يزال الهجوم الروسي يسير بشكل تدريجي في شرق أوكرانيا مع اكتساب عدد قليل من القرى هناك، حيث تحاول القوات الروسية تطويق نظيرتها الأوكرانية لكن ببطء بسبب معوقات الطقس والمقاومة القوية.

وأضافت أنه في المقابل، لا يوجد مؤشر حتى الآن على أن قوات كييف يمكنها شن هجوم مضاد بالقوة المطلوبة لإجبار روسيا على العودة في دونباس أو الجنوب، حيث قالت روسيا الثلاثاء، إنها استولت على منطقة خيرسون بأكملها.

وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه بالرغم من أن "الناتو" ليس في حالة حرب فعلية مع روسيا، فإن من الصعب عدم استنتاج أن الغرب منخرط في "معركة بالوكالة" بسبب إمدادات الأسلحة المستمرة، مشيرة إلى أنه مع ذلك، يرفض المسؤولون الغربيون وصف موسكو "للحرب بالوكالة، لأنهم لا يريدون إضفاء الشرعية على أي أعمال انتقامية روسية خارج أراضي أوكرانيا".

واختتمت "الغارديان" تحليلها بالقول: "ستأتي فترة حاسمة في الشهر المقبل أو نحو ذلك مع وصول أحدث موجة من الأسلحة الغربية، بما في ذلك مدافع الهاوتزر الأمريكية والأنظمة الألمانية والبريطانية المضادة للطائرات. إذا لم يكن ذلك كافيًا لتغيير التوازن العسكري، فسيكون السؤال هو إلى أي مدى تستعد بريطانيا وأعضاء الناتو الآخرون للالتزام".

"فترة حرجة"

في سياق متصل، نقلت صحيفة "التايمز" البريطانية عن مسؤولين غربيين اعتقادهم أن روسيا ستحاول محاصرة القوات الأوكرانية التي تقاتل في منطقة دونباس الشرقية خلال الأسابيع الأربعة أو الستة المقبلة، مما يجعل الإمداد السريع بأسلحة "الناتو" أمرًا بالغ الأهمية.

وفي مقابلة مع الصحيفة البريطانية، قال مسؤول غربي رفيع المستوى إنه إذا تمت محاصرة القوات الأوكرانية، فستقاتل في اتجاهات متعددة وسيكون "من الصعب" عليها الحفاظ على مقاومتها.

وذكرت الصحيفة أنه بالرغم من أن المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أشار إلى أن الأسابيع المقبلة تُعد "فترة حرجة"، إلا أنه قال إن أوكرانيا يجب أن تكون قادرة على مواصلة تزويد قواتها "لفترة من الوقت" بعد أن تم تطويقها.

وفي هذا الصدد، قالت الصحيفة إن روسيا واصلت إرسال قوات إلى دونباس في محاولة للتغلب على المدافعين، لكن التقدم المحقق حتى الآن كان محدودًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى سوء الأحوال الجوية والمشاكل اللوجستية المستمرة.

حرب أوسع

في غضون ذلك، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الخوف في واشنطن والعواصم الأوروبية هو أن الصراع قد يتصاعد قريبًا إلى حرب أوسع، تمتد للدول المجاورة، وإلى الفضاء الإلكتروني ودول "الناتو" التي تواجه قطع روسيا لإمدادات الغاز.

ورأت الصحيفة أنه على المدى الطويل، يمكن أن يتطور مثل هذا التوسع إلى صراع مباشر بين واشنطن وموسكو يُذكّر بالحرب الباردة، حيث يسعى كل منهما إلى استنزاف قوة الآخر.

وقالت الصحيفة إنه بتواتر متزايد، يقوم الروس بتذكير العالم بحجم وقوة ترسانتهم النووية، وهو تحذير من أنه إذا واجهت القوات التقليدية للرئيس، فلاديمير بوتين، أي خسائر مذلة، فلديه خيارات أخرى.

وأضافت: "يقول المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون إنهم لا يرون أي دليل على أن الروس يحشدون قواتهم النووية في ساحة المعركة، ولكن وراء الكواليس، يحاول المسؤولون بالفعل معرفة كيفية رد فعلهم على تجربة نووية روسية".

وفي هذا الصدد، نقلت الصحيفة عن محللين قولهم إن "بوتين ليس على استعداد للتراجع، ولا الأوكرانيون، لذلك هناك المزيد من الدماء في المستقبل،" مشيرين إلى أن "خطر اتساع نطاق الحرب أمر خطير في الوقت الحالي".

وفي تصعيد روسي آخر، رأت "نيويورك تايمز" أن وقف شركة "غازبروم" الروسية لتدفق الغاز إلى بولندا وبلغاريا، بمثابة علامة تحذير صريحة لألمانيا، التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، بأنها قد تصبح التالية.

ووفقاً للصحيفة، كانت روسيا تستخدم أقوى أسلحتها الاقتصادية (الغاز)، مرسلةً رسالة مفادها أنها يمكن أن تسبب الألم، وفي الشتاء المقبل، بردا شديدا لأوروبا الشرقية والغربية دون إطلاق رصاصة واحدة.

ومن ناحية أخرى، أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن هناك عوامل أخرى تهدد بتوسيع الصراع، موضحة أنه في غضون أسابيع، من المتوقع أن تسعى السويد وفنلندا للانضمام إلى "الناتو"، وهو أمر قد يدفع روسيا إلى تهديد كلا البلدين قبل قبولهما رسميًا في الحلف.

خضوع للشروط

بدورها، ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، أن مجموعات الطاقة في الاتحاد الأوروبي تستعد لتلبية شروط الرئيس الروسي فيما يخص إمدادات الغاز، حيث تجري بعض أكبر شركات الطاقة في أوروبا ترتيبات للامتثال لنظام الدفع الجديد الذي يسعى إليه الكرملين، والذي يقول مؤيدوه إنه سيقوض عقوبات الاتحاد الأوروبي ويهدد وحدة الكتلة ويوفر المليارات من الأموال النقدية المهمة للاقتصاد الروسي.

ونقلت الصحيفة، عن مصادر مطلعة على المناقشات قولها إن موزعي الغاز في ألمانيا والنمسا والمجر وسلوفاكيا - ومن ذلك اثنان من أكبر مستوردي الغاز الروسي، هما شركة "يونيبر" ومقرها دوسلدورف بألمانيا و"أو. إم. في" ومقرها فيينا - يتجهون لفتح حسابات بالروبل في "غازبروم بانك" في سويسرا.

وفي مقابلة مع الصحيفة البريطانية، قال شخصان مطلعان على المناقشات إن شركة "إيني" الإيطالية، وهي من كبار عملاء شركة "غازبروم" الروسية، تقوم بتقييم خياراتها، حيث قال مسؤولون إيطاليون إن الشركة أمامها حتى نهاية أيار/ مايو المقبل، عندما يحين موعد السداد التالي للإمدادات الروسية.

واعتبرت الصحيفة أن الاستعدادات الأوروبية تعكس خضوعها للنفوذ الروسي، وتعكس تأثير الجهود الروسية لتسليح إمدادات الغاز وتحدي قدرة الاتحاد الأوروبي على الحفاظ على جبهة موحدة ضد موسكو.

وأوضحت الصحيفة أنه بموجب الآلية الروسية الجديدة، ستستمر شركات الطاقة الأوروبية في الدفع لـ"غازبروم بانك" مقابل واردات شركة "غازبروم" باليورو، مما يضمن عدم خرقها لنظام العقوبات، وبعد ذلك، يقوم البنك الروسي، الذي لا يخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي، بناءً على طلبه، بتحويل الودائع المقومة باليورو إلى روبل في حساب ثانٍ يفتح باسمه، للدفع إلى روسيا لاحقًا.

ووفقاً للصحيفة، خلص مستشارو المفوضية إلى أن أي تحرك من جانب الاتحاد الأوروبي لفرض عقوبات على "غازبروم بانك" - وهي التي ستكون أسرع طريقة لسد الثغرة - قد يعرض آلية الدفع الحالية بالكامل للغاز الروسي للخطر، مما يؤدي إلى وقف كارثي للشحنات إلى دول التكتل.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC