تونس.. تبادل للاتهامات ومخاوف من توظيف الدين في الخلافات السياسية
تونس.. تبادل للاتهامات ومخاوف من توظيف الدين في الخلافات السياسيةتونس.. تبادل للاتهامات ومخاوف من توظيف الدين في الخلافات السياسية

تونس.. تبادل للاتهامات ومخاوف من توظيف الدين في الخلافات السياسية

أثار خطاب للرئيس التونسي قيس سعيّد أمام مجموعة من المكرَّمين من حفظة القرآن الكريم في مسابقة تشرف عليها الدولة سجالات حول توظيف الدين في السياسة، لا سيما أن الرئيس هاجم خصومه بمفردات دينية.

وأحيى هذا الخطاب المخاوف من تطويع الدين ضد الخصومات السياسية، لا سيما أن هذا الخطاب أعقبه جدل آخر يتعلق بصلاة "التهجّد" في المساجد، والسجال الحاصل بين وزارة الشؤون الدينية والنقابة.

وقال "سعيّد" في كلمة له خلال تكريم المتفوقين من حفظة القرآن الكريم: "للأسف مازالت مظاهر الجاهلية في أيامنا هذه".

وأضاف: "الله دعانا إلى أن نوحّده ونعبده، ولكن هناك من يوحد الله ويُشرك به الحكام، وتعرفون التاريخ القديم والحديث".

وأشار "سعيّد" في خطابه إلى أن "البعض يتظاهر بالتقوى وهو يعبد الحجارة"، بحسب قوله.

وخلّف هذا الخطاب آراء متباينة بين مكونات الطبقة السياسية، لا سيما في ظل سياق سياسي مشحون، وقال رئيس حزب التحالف من أجل تونس، سرحان الناصري، إن سعيّد "لم يوظف أبدًا المعطى الديني في السياسة، ومن قام بذلك هو حركة النهضة، والأحزاب التي تحمل فكر الإسلام السياسي فقط".

وأضاف الناصري في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" أن "ما رأيناه هو عمليات التسفير للشباب، والتكفير، وإعطاء صكوك للجنة من شيوخ الإسلام السياسي، أمّا رئيس الجمهورية فأشرف على احتفال لحفظة القرآن، ونحن دولة مسلمة ودينها الإسلام، وهذه عادة من العادات في شهر رمضان التي نراها في كل الدول العربية والإسلامية الأخرى".

واعتبر الناصري أن "هذا الجدل يندرج في إطار حملة مغرضة تستهدف رئيس الجمهورية" وفق قوله لافتًا إلى أن "حركة النهضة ومبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" وصاحب مبادرة جبهة الخلاص، أحمد نجيب الشابي، يوظفون كل المسائل لضرب المسار التصحيحي" بحسب قوله.

لكن القيادي بحركة "نداء تونس" منجي الحرباوي ذهب إلى موقف مخالف للناصري وقال إن "هذا ليس من المستغرب من قيس سعيّد، فهو رجل هاوٍ في السياسة، ويعتبر محافظًا، لكن المستهجن والمستغرب هل نحن بحاجة لهكذا خطاب؟"

وقال الحرباوي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز" إنّه "من حيث الشكل والمضمون: هل تونس اليوم بحاجة لجمع أئمة من قِبل رئيس جمهورية ليخطب فيهم في ليلة رمزية في التاريخ الإسلامي وهي ليلة 17 من رمضان، ليلة غزوة بدر، وبهكذا نوع من خطاب يعمق الجراح، ويؤجج المشاعر ويؤزم الوضع؟"

وأكد الحرباوي: "نحن بحاجة لرئيس الجمهورية ليجمع كل التونسيين، وبحاجة لخطاب تهدئة لأن التونسيين في حالة يأس جماعي" وفق وصفه.

ومن جهته، قال المحلل السياسي محمد صالح العبيدي إن "قيس سعيّد شخصية سياسية محافظة، وفي ذلك لا يختلف كثيرًا مع حركة النهضة إذ عادة ما يقحم المفردات والخطاب الديني في كلماته السياسية".

وأضاف العبيدي في تصريحات خاصة لـ "إرم نيوز"، أن "التونسيين ليسوا بالفعل بحاجة لمثل هذه الخطابات التي من شأنها أن تعقّد الأوضاع أكثر، لاسيما أننا في مرحلة حاسمة من المسار الذي بدأه هو بنفسه، وقد كان الأحرى به التركيز على الوضع الاقتصادي المتأزم".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com