"لوفيغارو": سيناريو الهجوم الكيماوي في أوكرانيا يثير قلق الغرب

تتصاعد المخاوف الغربية من تصعيد عسكري روسي في أوكرانيا يصل إلى حد استخدام الأسلحة الكيماوية، وفق ما أكده تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

وأشار التقرير إلى حادثة تسرب لمادة الأمونياك، يوم أمس الإثنين، في إقليم سومي بعد قصف غير محدد، ودعا حاكم الإقليم ديمترو زيفيتسكي حينها، السكان، إلى الاحتماء في الطوابق السفلية للشركة المنتجة للأسمدة.

وقالت الصحيفة الفرنسية: "إنه بعد أقل من ثلاث ساعات رُفع التحذير، لكن الشك والقلق لا يزال قائما"، وأشارت إلى أن أوكرانيا بلد زراعي رئيس، ولديها العديد من مصانع الأسمدة التي تستخدم الأمونياك.

وأكدت الصحيفة، أنه "منذ عدة أيام حذر الأمريكيون روسيا أيضًا من استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا، وشددت على أن استخدامها محظور دوليا".

ونفت وزارة الدفاع الروسية، أمس الإثنين، مهاجمة مصنع كيماويات قريب من الحدود، وقال المتحدث باسم الجيش إيغور كوناشينكوف، إن المصنع تعرض للتخريب من قبل "القوميين الأوكرانيين"، بحسب روايته.

وتحدث تقرير صحيفة "لوفيغارو" عن "مخاوف من اعتماد موسكو إستراتيجية التلاعب التي اعتمدتها من قبل في سوريا".

ولفتت الصحيفة إلى أن "المندوب الدائم للولايات المتحدة لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، قال بتاريخ 11 آذار/ مارس الجاري: لن نتفاجأ إذا تكرر هذا السيناريو في أوكرانيا".

ومنذ بداية الصراع، كانت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مسرحا لمعركة رسائل بين الروس والأوكرانيين والغربيين حيث تختلط الاتهامات والمخاوف.

وفي خطاب بتاريخ 20 آذار/ مارس الجاري، إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، عبرت السفارة الأوكرانية في هولندا عن قلقها إزاء المناورات الروسية "لاتهام أوكرانيا بالتحضير لهجوم كيماوي من خلال تفجير مخازن الأمونياك والكلور في مصنع كيماويات في سومي من أجل تسميم السكان إذا دخلت القوات المسلحة الروسية المدينة".

ونقلت الصحيفة عن المتخصص في الشؤون العسكرية جوزيف هينروتين، قوله إن "استخدام الأسلحة الكيماوية في أوكرانيا ممكن".

وأشارت الصحيفة، إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كانت قد حذرت من أن "روسيا تحتفظ ببرنامج أسلحة كيماوية في انتهاك لالتزاماتها الدولية"، لكنها أكدت أنه "مع ذلك فإن مخزونها من المنتجات لن يكون كافيا لهجوم كبير".

ووفقا لمصدر أوروبي مطلع "من الصعب تقييم هذا المخزون، ولكن من خلال الاحتفاظ ببضعة لترات فقط من المواد الكيميائية، يمكن لموسكو البقاء ضمن الحدود التي تسمح بها الاتفاقية الدولية وتنفيذ الإجراءات المستهدفة".

وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن "قائمة المواقع الحساسة طويلة في أوكرانيا، ويمكن للقوات الروسية أيضًا أن تلعب على الغموض القانوني لبعض الغازات المسيلة للدموع"، مشيرة إلى أن الجنود الروس زودوا مؤخرًا بأقنعة واقية من الغازات.