"شبح كييف".. ما حقيقة الطيار الأوكراني الغامض الذي حقق "بطولات خارقة"

يشغل الطيار الأوكراني الغامض الذي أطلق عليه لقب "شبح كييف"، الرأي العام بعد تداول بطولاته الخارقة على شبكات التواصل الاجتماعي، وسط تشكيك بحقيقة وجوده واعتباره جزءًا من الحرب النفسية التي تخوضها أوكرانيا.

وجاء في تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن "مآثر هذا الطيار تجوب العالم، حيث بات أحد أبطال الحرب، وبدأت قصة هذا البطل، في 24 فبراير/شباط الماضي، عندما أعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط 6 طائرات روسية في اليوم الأول من الغزو الروسي، وفي اليوم التالي تم التقاط المعلومات ونشر مقاطع فيديو تظهر طائرة مقاتلة في السماء تسقط أخرى".

وأضاف أنه "في وقت لاحق نشر الرئيس الأوكراني السابق، بيترو بوروشنكو، صورة لطيار داخل طائرة وكان وجهه مخفيًا تحت خوذة، مع تعليق "شبح كييف" الذي يرعب الأعداء، ويجعل أوكرانيا فخورة، وبوجود مثل هؤلاء المدافعين الأقوياء ستفوز أوكرانيا بالحرب بالتأكيد".

وعلى الشبكات الاجتماعية تتم مشاركة مقاطع الفيديو والصور على الفور آلاف المرات، ويهتف الأوكرانيون بالمجد لبطلهم، وشبهه البعض بـ "كوزيدوب" في إشارة إلى الطيار السوفيتي الشهير الذي يُعتبر طيارًا لحلفاء سلاح الجو الذي أطلق النار وأسقط أكبر عدد من طائرات العدو خلال الحرب العالمية الثانية.

وبحسب التقرير، فإنه "يتم إنشاء صور تشبه هذا الطيار الذي لا أحد يذكر اسمه، مع العلم الأوكراني، وعدد الطائرات التي تم إسقاطها، وتتم كتابة الأغاني تكريمًا للبطل، لكن لسوء الحظ فإن القصة الجميلة تتقلب، والفيديو الذي أصدرته الحكومة الأوكرانية مزيف".

وذكرت وكالة "رويترز" أن "الفيديو في الواقع من لعبة فيديو شهيرة تسمى  Digital Combat Simulator، والصور التي نشرها الرئيس الأوكراني والتي كان من المفترض أن تظهر "شبح كييف" نُشرت بالفعل في 2019."

ونقلت "لوفيغارو"، عن الجنرال فرنسوا شوفانسي، الخبير والمتخصص في المعلومات والاتصالات قوله، إنه "من الصعب جدًا تصديق هذا الطيار الاستثنائي لسببين، أولًا من وجهة نظر عسكرية مع 120 طائرة أوكرانية مقابل 1500 طائرة روسية الأمر يطرح عدة أسئلة، خاصة أن معظم الطائرات الأوكرانية، إذا كانت المعلومات صحيحة قد تم تدميرها".

وأضاف أنه "علاوة على ذلك لن يسمح الروس لسلسلة من الدبابات والشاحنات بطول 60 كيلومترًا بالتقدم نحو كييف دون أن يتعرضوا للهجوم، لا أحد يترك 60 كيلومترًا من الدبابات في وضح النهار دون تدميرها، وإذا لم يتم تدميرها فذلك بسبب عدم وجود طائرة"، لافتًا إلى أنه "نحن في حرب دعائية، وعليك أن تتذكر أن الأوكرانيين تدربوا على الطريقة الروسية".

وتابع معلقًا على فرضية مشاركة وزارة الدفاع الأوكرانية للفيديو المذكور "يجب أن يسعى الأوكرانيون إلى تسليط الضوء على هذا الطيار لإظهار أنه لا تزال هناك طائرات في السماء حتى لو لم يكن هناك المزيد، لإظهار أن أوكرانيا تقاتل، وأن هناك أملًا للأشخاص الذين يتعرضون للقصف، وبالتالي فإن الأمر المهم ليس بالضرورة إقناع الأوكرانيين بوجود طيار قام بتدمير عدة طائرات روسية، بل إعطاء الأمل للشعب الأوكراني."

وأفاد بأن "هذا هو السبب بأن شبح كييف أصبح رمزًا في عيون الأوكرانيين، ومن خلال هذا الطيار، ومن خلال البطولة الفردية كما هو الحال مع هذا الطيار، يمكن أن يكون ذلك نموذجًا لزملائه في السلاح الجوي".

وحذّر  شوفانسي من أنه "من الصعب الكذب في مجتمع الاتصالات الذي نعيش فيه، لقد جربها الأوكرانيون بالفعل مرة واحدة مع قصة البحارة الثلاثة عشر الذين من المفترض أنهم ضحوا بأنفسهم لمواجهة الروس وفي نهاية المطاف ظهرت مقاطع فيديو تظهر أنه تم القبض عليهم".