الجيش الإسرائيلي ينسف مباني سكنية في بلدة القرارة شمال شرقي خان يونس
رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن طموحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لا تقتصر على إحياء مجد الاتحاد السوفيتي السابق، إذ يستخدم مرتزقة "فاغنر" في استعراض نفوذ موسكو في مناطق عديدة حول العالم، خاصة قي القارة الأفريقية.
وقالت الصحيفة "أعلنت فرنسا الأسبوع الماضي أنها ستسحب قواتها من مالي، حيث قادت باريس حملة لمكافحة الإرهاب على مدار ما يقرب من عقد. هذا القرار لا يمثل فقط انتكاسة أمام الحرب ضد التطرف، ولكنه انتصار لاستعراض القوة الروسية في أفريقيا".
ونقلت عن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قوله إن "بلاده لا تستطيع الاستمرار في الدور العسكري الذي تلعبه في مالي، مع وجود سلطات تملك إستراتيجية وأهدافا غير معلنة، ولا يمكن أن نشترك فيها"، وأشار إلى أن "انسحاب القوات الفرنسية، البالغ قوامها 2400 جندي، يمكن أن يستغرق 6 أشهر، إذ لا تزال باريس تدرس الموقع الذي ستعيد فيه نشر تلك القوات لمحاربة القاعدة وداعش".
وأضافت "لقد اعترف ماكرون، بأن مالي لديها الحرية في اختيار شركائها الأمنيين، لكنه حذّر من أن المرتزقة الروس بنواياهم العدوانية يصلون إلى البلاد بدعم من القادة العسكريين المتواجدين في السلطة بعد الانقلاب، إذ يرى هؤلاء القادة، أن المرتزقة هم الشريك الأفضل للمحافظة على سلطتهم، وليس لمحاربة الإرهاب".
ومضت تقول "كان ماكرون، يشير إلى جماعة فاغنر الروسية، إذ أكدت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا وجود الروس"، وأشارت "واشنطن إلى أنهم سيحصلون على 10 ملايين دولار شهريا، رغم نفي مالي".
ومن المتوقع أن تتصاعد أعداد المرتزقة ونفوذهم مع الانسحاب الفرنسي.
وتابعت "أبلغ الرئيس الروسي نظيره الفرنسي أن فاغنر، مجموعة خاصة، وليست امتدادا للدولة الروسية، إلا أن تلك المجموعة لديها علاقات واسعة مع الجيش الروسي وأجهزة الاستخبارات"، وتقول واشنطن إنها مملوكة لأحد المقربين من الرئيس بوتين، وهو "يفغيني بريغوزجين".
وقال "أندرياس راتس"، من المجلس الألماني للعلاقات الخارجية إن "فاغنر، منظمة تعمل بالوكالة، لتوسيع النفوذ في الخارج دون تدخل القوات العسكرية الحكومية".
وأردفت "وول ستريت جورنال": "دعمت فاغنر، الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا قبل 8 أعوام، لكنها منتشرة عالميا حاليا، ودعمت فنزويلا وسوريا، وانتشرت في أكثر من 12 دولة أفريقية؛ ما كان سببا في دعم النفوذ الروسي في جمهورية وسط أفريقيا".
ورأت الصحيفة الأمريكية أن "توسيع نفوذ الكرملين في أفريقيا الغنية بالموارد، يمكن أن يؤدي للمزيد من تمكين وثراء النخب الروسية، مع منح بوتين مزيدًا من النفوذ على الحكومات عبر مناطق الصراع العديدة في أفريقيا، ويمكنه الضغط على الاتحاد الأوروبي باللاجئين من الجنوب".
وختمت الصحيفة "يتمثل الهدف الرئيس لسياسة بوتين الخارجية في عودة دول الاتحاد السوفيتي السابق وحلف وارسو إلى دائرة نفوذ روسيا، لكن طموحاته أوسع، إنه يريد نسف النظام العالمي في أعقاب الحرب الباردة، ومع تراجع الغرب فإن خصوم واشنطن يستغلون الفرصة".