الأمم المتحدة: قرارنا أن تبقى قوات اليونيفيل بمواقعها في لبنان
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الأحد، أهم القضايا والملفات الطارئة على الساحتين الدولية والعربية، جاء في مقدمتها آخر تطورات الأزمة الأوكرانية، وتزايد وتيرة عنف المستوطنين في إسرائيل ضد الفلسطينيين.
ورأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التحركات العسكرية الروسية الأخيرة في بيلاروسيا "لها مخاطر أكثر من غزو أوكرانيا، حيث تخشى دول البلطيق وبعض دول أوروبا الشرقية أن تصبح عمليات الانتشار دائمة، مما يعيد رسم الخريطة الاستراتيجية لأوروبا، مع وجود مخاطر مقلقة على الأمن الطويل المدى لحلف شمال الأطلسي (الناتو)".
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن "الحشد العسكري الروسي في بيلاروسيا "يبدو ظاهرياً أنه يستهدف أوكرانيا في الوقت الحالي، لكن عمليات الانتشار الجديدة تثير القشعريرة عبر جيران بيلاروسيا، البلطيق وكذلك بعض دول أوروبا الشرقية بسبب احتمال وجود روسي يغير قواعد اللعبة في أو بالقرب من حدودهم".
وأوضحت أن "30 ألف جندي روسي انتقلوا إلى جانب الطائرات الحربية والبطاريات الصاروخية وأنظمة الدفاع الجوي، إلى بيلاروسيا في الأسابيع الأخيرة، رسميا، للمشاركة في مناورة عسكرية، وبدأت التدريبات التي تسمى بالعزم المتحد 2022، يوم الخميس الماضي، في مهمة تنتهي في 20 فبراير".
واعتبرت "واشنطن بوست" أن "حجم وطبيعة التدريبات، التي تأتي في وقت يطالب فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقليص وجود الناتو في أوروبا الشرقية، أثارا مخاوف من أن تغتنم روسيا الفرصة لترك القوات في بيلاروسيا إلى أجل غير مسمى، في وقت يحذر فيه المسؤولون الغربيون من تمدد النفوذ الروسي بشكل أعمق في أوروبا".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين قولهم إن "عمليات الانتشار الروسية لا تشكل أي تهديد عسكري وشيك لأي جزء من أوروبا باستثناء أوكرانيا، وإن الخوف الحقيقي هو أن التدريبات العسكرية الجارية في بيلاروسيا تستعد لهجوم كبير على كييف، بالنظر إلى أن جميع القوات الروسية تقريبًا في بيلاروسيا متمركزة على طول حدودها الجنوبية مع أوكرانيا".
لكنها أشارت إلى أن "مصدر القلق على المدى الطويل لدول البلطيق هو ضعف مساحة من الأرض على طول الحدود البولندية الليتوانية تسمى بسوالكي جاب، حيث تفصل المنطقة بيلاروسيا عن جيب كالينينغراد الروسي، وهي منطقة صغيرة بقيت جزءا من روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي في 1991".
ونقلت "واشنطن بوست" عن محللين سياسيين وعسكريين قولهم إنه "إذا استولت روسيا على الفجوة التي يبلغ طولها 40 ميلا وربطت جيب كالينينغراد ببيلاروسيا، فسيتم عزل دول البلطيق عن بقية دول الناتو وستكون غير قادرة على تلقي التعزيزات بريا" في حال نشوب أي هجوم.
ولفتت إلى أنه "إذا لم تكن هناك قوات روسية في بيلاروسيا، فمن المحتمل أن يتمكن حلفاء الناتو من رصد الاستعدادات لمثل هذا الهجوم قبل أسابيع، لكن مع وجود القوات الروسية بالفعل في البلاد، سيتم تقليل وقت التحذير إلى أيام أو حتى ساعات".
إيران وقطر والاستفادة من أزمة أوكرانيا
اعتبرت صحيفة "هآرتس" العبرية أن إيران وقطر "تستفيدان بشكل كبير" من الأزمة الأوكرانية في حال نفذت موسكو وعيدها بالغزو.
وأوضحت أنه "على الجانب الإيراني، تنظر إيران إلى أزمة أوكرانيا كفرصة، حتى لو لم تكن فورية، لتكون مصدرًا إضافيًا للغاز الطبيعي لأوروبا".
وأشارت إلى أن "اكتشاف حقل تشالوس الضخم في بحر قزوين يمكن أن يجعل إيران أكبر منتج للغاز في العالم إذا تم رفع العقوبات النووية"، لافتة إلى أن "فكرة إيران كمورد رئيسي للغاز الطبيعي إلى أوروبا جاءت في أعقاب الاتفاق النووي لكن هذا الاحتمال تلاشى بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة في 2018".
ونوهت إلى أنه "من المتوقع أن تستغرق جهود إيران في إنتاج الغاز الطبيعي وبناء خطوط الأنابيب، أو منشآت إنتاج الغاز الطبيعي المسال، وقتا طويلا.. ومع ذلك، حتى لو لم تغزُ روسيا أوكرانيا، فإن التهديد الذي كادت تفعله بوقف إمدادات الغاز لأوروبا سيكون حافزاً لإدراج إيران كمورد رئيسي للغاز إلى أوروبا".
على الجانب القطري، بينت الصحيفة أن "الدوحة التي تقع على أكبر خزان للغاز الطبيعي في العالم هي أكبر المستفيدين من أزمة أوكرانيا، وأنه نظرا لعلاقاتها الوثيقة مع طهران، فمن الممكن أن تستغل الدوحة هذا التقارب وتطلب من إيران المساعدة في إمداد أوروبا بالغاز أيضا".
وذكرت "هآرتس" أنه "بينما وعد أمير قطر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بمساعدة أوروبا إذا أوقفت روسيا إمدادات الغاز الطبيعي، فإن الدوحة ملتزمة بالفعل بعقود طويلة الأجل مع شرق آسيا، وليس من الواضح مدى قدرتها على توفير كمية الغاز الطبيعي المسال المطلوب لأوروبا، لكنها قد تستغل علاقتها مع إيران لسد هذه الفجوة إذا تطلب الأمر ذلك".
هجمات المستوطنين الإسرائيليين تدق ناقوس الخطر
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه مع تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة، تدق هجمات المستوطنين ناقوس الخطر، وذلك في وقت وصلت فيه هجماتهم وهجمات الفلسطينيين على حد سواء إلى أعلى مستوى لها منذ خمس سنوات".
وجاء في تقرير للصحيفة، أنه "على عكس الفلسطينيين، نادرا ما تتم محاكمة المستوطنين العنيفين، حيث يستفيدون من نظام قانوني نادراً ما يُعاقب على إثره المستوطنون الذين يرتكبون أعمال عنف، بينما يتم اعتقال الفلسطينيين ومحاكمتهم في كثير من الأحيان من قبل محاكم عسكرية".
وأضافت أن "المستوطنين يتمتعون بحماية الجيش ونادرا ما يتعرضون لخطر فقدان الأرض التي يعيشون عليها، وأن عنفهم هو الذي يثير القلق الآن ليس فقط بين الفلسطينيين، لكن أيضًا من المؤسسات الأمنية الإسرائيلية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "أنشطة المستوطنين العدوانية التي ازدادت في الفترة الأخيرة، دفعت وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، إلى وصفها بالظاهرة الخطيرة وأعلن عن تشكيل فرق عسكرية خاصة للقيام بدوريات في النقاط الساخنة مثل قرية بورين بمحافظة نابلس".
وتابعت، أن "ثلاثة جنرالات احتياط إسرائيليين حذروا من أن عنف المستوطنين لا يشكل تهديدا للفلسطينيين فحسب، بل أيضا على استقرار إسرائيل وصورتها العالمية، وأن إفلات المستوطنين من العقاب جراء جرائمهم الشنيعة وهجماتهم المتزايدة أدى إلى آراء تعتقد أن الجيش الإسرائيلي يتعمد عدم فعل ما يكفي لوقفها".
واختتمت "نيويورك تايمز" تقريرها بالقول "أصبح العنف من قبل المستوطنين ضد المزارعين الفلسطينيين والتخريب ضد أشجارهم أمرا شائعا للغاية. ووفقا للأمم المتحدة، فقد تضررت أكثر من 11700 شجرة زيتون مملوكة لفلسطينيين العام الماضي، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي إلي توفير مرافقين حتى يتمكن المزارعون من الوصول إلى بساتينهم بأمان".