طالب الآلاف من أبناء محافظة حضرموت، اليوم السبت، برفع حصة المحافظة من عائداتها النفطية ومنافذها البرية والبحرية، من 25% إلى 80%، إلى جانب إخراج القوات العسكرية التابعة للجيش اليمني من مناطق وادي وصحراء حضرموت، وإحلال قوات "النخبة الحضرمية" بديلة عنها.
وأكد أبناء حضرموت، في فعالية احتجاجية حاشدة، شهدتها مدينة سيئون، على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها قوات أمنية وعسكرية، على "ضرورة رحيل القوى المتنفذة المسيطرة على منفذ الوديعة (الحدودي مع المملكة العربية السعودية) وكل المنافذ الأخرى، وإحلال أبناء تلك المناطق، ومنها حضرموت، محل تلك القوى الغريبة والمهيمنة على المنافذ".
وشدد بيان صادر عن الفعالية الجماهيرية على "استمرارية الانتفاضة الشعبية الشاملة التي ستعم كافة مناطق حضرموت ساحلاً ووادياً، حتى رحيل جنود وقوات المنطقة العسكرية الأولى، وحتى تتم تلبية كافة مطالب شعبنا في حضرموت، ورحيل كل الفاسدين في أجهزة السلطة المحلية".
وجدد الدعم لمخرجات "لقاء حضرموت العام في منطقة حرو ومطالب الهبة الشعبية الحضرمية الثانية"، داعيًا إلى "رص الصفوف وتوحيد الكلمة وتضافر الجهود لانتزاع حقوق حضرموت المسلوبة، وتسخير كافة الطاقات والإمكانات اللازمة لإنجاح هذه الهبة، وتوسيع نطاقها ليشمل كافة محافظات الجنوب".
وطالب البيان التحالف العربي بـ"اعتماد المخصصات المالية والرواتب للجنود المستجدين في معسكرات الهبة الحضرمية، ورفدها بالأسلحة والآلات والمعدات العسكرية الحديثة".
وأشار إلى "ضرورة نقل كافة مكاتب الشركات النفطية الرئيسية من العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثيين، إلى مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، وفتح مكاتب فرعية لها في مناطق الإنتاج النفطي بالمحافظة".
ودعا البيان الحكومة اليمنية إلى "وضع حد لارتفاع الأسعار وعمليات التلاعب بصرف العملات، ومكافحة الفساد المستشري في مفاصل السلطات المحلية بالمحافظة، وتحسين الوضع المعيشي لكافة فئات شعبنا، وتحسين الخدمات، والاهتمام بالبنية التحتية، ومعالجة انقطاع الكهرباء والمياه".
وأعلن البيان تفويض المجلس الانتقالي الجنوبي، ممثلًا برئيسه اللواء عيدروس الزبيدي، "للمضي قدما صوب تحقيق آمال وتطلعات شعب الجنوب الحر في وطن آمن مستقر، في دولة جنوبية فيدرالية مستقلة ذات سيادة، تعز ولا تذل، تجمع ولا تفرق، تندمج في بوتقة النسيج القومي العربي، وتكون رأس حربة وسياجاً منيعًا لصد أي تدخلات تستهدف المستقبل السياسي والاقتصادي للمنطقة".
وكانت قيادة "الهبّة الحضرمية الثانية" وقيادات في المجلس الانتقالي الجنوبي دعت إلى فعالية حاشدة في مدينة سيئون، اليوم السبت، غير أن قوات أمنية وأخرى عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى في الجيش اليمني منعت الآلاف من أبناء المحافظة من الوصول إلى مدينة سيئون، والمشاركة في الفعالية.
وذكرت مصادر محلية في حضرموت أن القوات اعتقلت رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في مديرية دوعن، ونجله ومدير الإدارة المالية للانتقالي الجنوبي في المديرية ذاتها، وعددا من المحتجين، في أحد الحواجز المرورية التي استحدثتها في منطقة "بروج"، بمديرية القطن، أثناء محاولتهم الوصول إلى مدينة سيئون.
وقالت المصادر، في حديث سابق لـ"إرم نيوز"، إن خدمة الاتصالات والإنترنت انقطعت في مديريات وادي وصحراء حضرموت، قبيل سويعات فقط من انطلاق الفعالية الجماهيرية، في حين أكدت وسائل إعلام محلية أن الانقطاع كان ناجمًا عن عطب في أحد كابلات الألياف الضوئية بين مديرية ساه ومنطقة "العليب" في حضرموت، وأن الخدمة انقطعت عن مديريات الوادي في حضرموت ومحافظة مأرب.
وإزاء ذلك، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري، في تصريح نشره على صفحته بموقع "فيسبوك"، إن إدانة ما قامت به السلطات العسكرية، التي وصفها بـ"المحتلة" لمديريات وادي وصحراء حضرموت، لم يعد كافيًا.
ومضى قائلًا: "أمام هذا الموقف التصعيدي الإرهابي تصبح كل الخيارات أمام أبناء حضرموت مكفولة ومسموحة لتحرير أرضهم، ولتمكينهم من إدارة مديرياتهم بعيدًا عن هيمنة الميليشيات الإرهابية المغتصبة لأرضهم، والناهبة لثرواتهم".
واعتبر الكثيري أن "التلكؤ ورفض استكمال تنفيذ اتفاق الرياض، ومن ذلك نقل هذه القوات العسكرية الغاصبة من وادي وصحراء حضرموت وتوجيهها إلى جبهات المواجهة ضد الميليشيات الحوثية، سيظل يؤزم الأوضاع، ولن نكون حينئذ إلا مع شعبنا في حضرموت الإباء والشموخ، ومعنا كل أبناء الجنوب وقواتنا المسلحة الجنوبية".
ومنذُ شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تشهد محافظة حضرموت النفطية احتجاجات شعبية وقبلية، تحت مسمى "الهبّة الحضرمية الثانية"؛ تنديدًا بتردّي الأوضاع المعيشية والخدمية، قبل أن تتطور الفعاليات الاحتجاجية لاحقًا إلى منع أي عمليات توريد للمشتقات النفطية والثروات السمكية إلى خارج المحافظة، من قبل مسلحين قبليين، في محاولة للضغط على السلطات اليمنية للاستجابة لمطالب أبناء المحافظة.