أنباء عن هجوم سيبراني واسع على مؤسسات إيرانية بما فيها منشآت نووية
تسود حالة من الترقب في المغرب بسبب غياب الأمطار خلال الموسم الزراعي الجاري، وسط قلق حكومي من أن تنعكس هذه التغيرات المناخية على نسبة النمو التي تم تحديدها ضمن موازنة 2022.
ويعد القطاع الزراعي أحد أعمدة الناتج المحلي الإجمالي بالمملكة، ويتأثر النمو العام سلبيا أو إيجابيا وفق معدل الأمطار المسجلة كل عام، وكمية المحصول الزراعي.
ووفق معطيات رسمية، فإن الأمطار المسجلة خلال فصلي الخريف والشتاء، تعتبر إلى غاية الآن، أقل بكثير من المعدل السنوي المسجل خلال العقود الأخيرة.
ويتطلع المزارعون إلى أن يسفر شهر آذار/مارس المقبل - باعتباره شهرًا حاسمًا- عن هطول أمطار وفيرة تعوضهم عما فات وتنقذ ماشيتهم.
وأكد عدد من العاملين في القطاع الزراعي بالمملكة في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن مساحات شاسعة من المزروعات تضررت بتأخر التساقطات، مؤكدين أن الوضع الراهن "ينبئ بالأسوأ".
قلق حكومي
وكان وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي محمد صديقي، أكد قبل أيام قليلة، في تصريح لوكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، أن لديه "قلقا بالغا" بشأن الجفاف، وتوقع "أسوأ إنتاج زراعي" في المغرب منذ عقود.
وفي غضون ذلك، دعا المكتب السياسي لحزب "الأصالة والمعاصرة" (المشارك في الائتلاف الحكومي) إلى عقد اجتماع طارئ للأغلبية الحكومية لمناقشة موضوع تأخر التساقطات المطرية، وتأثيره على الأوضاع في الأرياف.
وطالب المكتب السياسي لحزب "الأصالة والمعاصرة"، في بيان عقب الاجتماع الأسبوعي، اقتراح المداخل والحلول الممكنة للتخفيف من حدة الأزمة في القرى والبوادي.
بدورها، طالبت كتل المعارضة في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان المغربي)، بعقد اجتماعات عاجلة؛ لمناقشة مسألة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجفاف، ولا سيما على القدرة الشرائية للمواطنين.
ودعت المعارضة، إلى ضرورة عقد نقاش عاجل من أجل رصد الوضعية المالية والاقتصادية والاجتماعية جراء آفة الجفاف وتداعيات جائحة كورونا "كوفيد 19"، والإجراءات الحكومية المرتبطة بهذه الوضعية.
وبنت حكومة عزيز أخنوش، توقعاتها بتحقيق نسبة نمو خلال العام 2022، في حدود 3.2%، على أساس محصول زراعي يصل إلى 80 مليون قنطار محليا نحو (8 ملايين طن).
وفي ظل الوضع الراهن سيصبح من الصعب الوصول إلى نسبة النمو المتوقعة في موازنة 2022.
وأكد الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية (حكومية)، الجمعة، أن ضعف التساقطات المطرية الملحوظ خلال فصل الشتاء في المغرب، يرجع إلى الأحوال الجوية والمناخية غير المواتية.
وأوضح يوعابد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء (الرسمية) أن "الأحوال الجوية تميزت خلال فصل الشتاء بوجود مرتفع الآصور، وهي منطقة ذات ضغط جوي مرتفع تقع في شمال المحيط الأطلسي، وتمتد إلى جنوب أوروبا وحوض غرب البحر الأبيض المتوسط والمغرب".
وزاد المتحدث أن هذا الوضع "أثر على الأحوال الجوية لهذا الموسم، ليسود طقس مستقر وهادئ وجاف بشكل عام".
انعكاسات خطيرة
من جهته، رأى الخبير الاقتصادي المغربي نجيب أقصبي، أن شح الأمطار سيؤثر لا محالة على الاقتصاد الوطني.
وأوضح أقصبي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "هناك علاقة وطيدة بين طبيعة الموسم الزراعي والناتج الداخلي الخام برمته"، مشيرا إلى أن "هذه التبعية لم تستطع الدولة التخلص منها منذ ستينيات القرن الماضي".
وقال: "إلى حدود اليوم لا شيء طبيعي، والموسم الزراعي يتسم بالجفاف في ظل ندرة المياه، وشح الأمطار، وتراجع مخزون السدود، وغياب الأفق".
وأوضح أن ذلك "سيطرح مشاكل عديدة بالنسبة للأراضي البورية (تعتمد على الأمطار) والأراضي السقوية (تعتمد على المياه الجوفية)"، مؤكدا أن "نسبة التساقطات المطرية خلال هذه السنة هي دون المستوى".
واعتبر أن السنة الزراعية لن تكون "جيدة"، لافتا إلى أن "مجموعة من المزارعين لم يقوموا بحرث أراضيهم خلال هذه السنة في ظل الظروف المناخية الصعبة".
وبين الخبير الاقتصادي أنه "في العادة يتم حرث 5 ملايين هكتار والأكيد أن هذه السنة ستكون النسبة أقل".
وزاد: "حتى إن شهدت الأيام المقبلة وكذلك شهر آذار/ مارس، باعتباره شهرا حاسما تساقطات مطرية؛ فهي لن تغير الكثير على صعيد محصول الحبوب، ولكن قد تنقذ الماشية من خلال توفير الكلأ والأعلاف".
وأكد أن "تداعيات غياب الأمطار ستعمق مشاكل الاقتصاد الوطني، وستربك توقعات الحكومة".
وتوقع أقصبي أن "يكون محصول الحبوب خلال هذه السنة ما بين 30 و50 مليون قنطار، وهي نسبة أقل من المعدل".
وشدد المتحدث على أن "الدولة فشلت في تدبير هذا القطاع الحيوي رغم الكثير من المبادرات مثل بناء السدود، وتطبيق مخطط "المغرب الأخضر" وغيرها، داعيا إلى "التفكير في سياسات جديدة تعزز استقلاليتنا من التساقطات المطرية".
وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى بايتاس، أعلن يوم الخميس، أن حكومته ستطلق "قريبا" مجموعة من المبادرات تهم الموسم الزراعي الحالي.
وقال بايتاس في ندوة صحافية عقب اجتماع مجلس الحكومة الأسبوعي، إن الحكومة تتابع موضوع تأخر التساقطات المطرية "بالجدية المطلوبة"، و"ستطلق في هذا الصدد مجموعة من المبادرات قريبا".
ويوفر القطاع الزراعي بالمغرب نحو 4 ملايين فرصة عمل، ويمثل نسبة مهمة من الاقتصاد الوطني بحوالي 74 مليار درهم.