سلطت الصحف العالمية الصادرة صباح الثلاثاء، الضوء على العديد من الملفات، وكان من أبرزها مفاوضات فيينا بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية، والحشد العسكري الروسي على الحدود مع كييف.
كما ناقشت الصحف تطورات المفاوضات النووية الإيرانية، في ظل تقارير تشير إلى وجود تنازلات للوصول إلى اتفاق جديد، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع عام 2015، خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب.
مباحثات فيينا
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن "المباحثات الأمريكية الروسية وصلت إلى طريق مسدود في ما يتعلق بتوسع الناتو في شرق أوروبا، في الوقت الذي نفت فيه موسكو وجود خطط لديها لغزو أوكرانيا".
وأضافت الصحيفة، في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "ما تزال الولايات المتحدة وروسيا في طريق مسدود، بعد مباحثات الأزمة التي عقدت في فيينا يوم الاثنين، حول رغبة موسكو في منع أي توسع مستقبلي للناتو في شرق أوروبا".
وأوضحت أن "مسؤولي البلدين وافقوا على المضي قدماً في المباحثات المتعلقة بالقضايا الأمنية، حيث تأمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في أن تؤدي إلى تجنب غزو جديد لأوكرانيا".
وتابعت الصحيفة أن "المباحثات الجارية، إضافة إلى المناقشات الموازية مع مسؤولين أوروبيين، المقررة في الأربعاء والخميس، تمثل اختباراً محورياً لإدارة بايدن التي تريد إثبات أن التعاون بين الأنظمة الديمقراطية يمكن أن يتغلب على الاستبداد، ومن يرغبون في تحدي الأعراف الدولية".
ورأت أن "نجاح المباحثات في تجنب صراع آخر في أوكرانيا، بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014، يتوقف على استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقبول تنازلات أمنية بديلة من الغرب، بدلاً من الضمانات التي سعى إليها لوقف نمو الناتو باتجاه الشرق".
وأردفت الصحيفة: "ألمح مسؤولون أمريكيون إلى أن العمل العسكري ضد أوكرانيا سيؤدي لعقوبات غير مسبوقة على روسيا، تتضمن إبعاد موسكو عن النظام المالي العالمي، إلا أن خبراء شككوا في ما إذا كانت تلك الإجراءات ستؤثر على روسيا، المفروض عليها عقوبات بالفعل نتيجة ضم القرم".
ونقلت عن جليب بافلوفسكي، المستشار البارز السابق للرئيس الروسي، قوله: "ما نراه من بوتين الآن يمثل لهجة جديدة، إنها لغة الحرب، التي لا يشنها ولكنه يستطيع التهديد بها. وهو يلاحظ - وهذا أمر حقيقي - أن لهجة التهديد تلقى قبولاً في السوق السياسي العالمي، ويمكن استخدامها في المباحثات، طالما أنه يؤكد استعداده للحرب".
ضعف الاتحاد الأوروبي
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن "غياب الاتحاد الأوروبي عن المباحثات حول أوكرانيا أمر مؤسف، ويجب على التكتل علاج ضعفه الاستراتيجي، بعد تركه على الهامش في المفاوضات".
وأضافت أن "الأزمة الأوكرانية ستكون لها آثار على الأمن الأوروبي بأكمله، ولكن العنصر الرئيسي في تلك القضية، وهو الاتحاد الأوروبي، ليس مشاركاً بشكل مباشر في المباحثات الدبلوماسية الجارية حالياً".
وبيّنت الصحيفة: "بدأ أسبوع الدبلوماسية بمباحثات مباشرة بين الولايات المتحدة وروسيا، وسوف تستمر بمباحثات بين روسيا والناتو، ثم بحوار في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية".
وتابعت: "مع تصاعد الأزمة، فإن قادة الاتحاد الأوروبي أصبحوا أكثر علانية في الإعراب عن استيائهم إزاء استبعادهم من المائدة الدبلوماسية العليا".
ورأت الصحيفة أن "الهدف الرئيسي للدبلوماسية التي يشهدها هذا الأسبوع، يتمثل في ردع روسيا ومنع نشوب صراع، وبدلاً من أن يشكو قادة الاتحاد الأوروبي علانية من إبعادهم عن المشهد، فإنه يتعين على التكتل والعواصم الأوروبية أن تعمل بشكل جاد لإصلاح تلك المشكلات، التي أدت إلى تهميش دور الاتحاد الأوروبي في المباحثات".
واعتبرت أنه "في العالم المثالي، فإن الاتحاد الأوروبي كان يجب أن يكون صوتاً قوياً ونافذاً في المباحثات مع روسيا.. المشكلة الآن في أنه يفتقد النفوذ العسكري، والوحدة الدبلوماسية، التي يمكن أن تجبر الكرملين على الاهتمام بوجوده".
وختمت بالقول إن "الضعف الحالي الذي يعاني منه الاتحاد الأوروبي في ما يتعلق بأزمة أوكرانيا أمر مؤسف بالفعل.. هذه لحظة محفوفة بالمخاطر بالنسبة للأوروبيين وأمنهم. وجود صوت أقوى وأكثر اتحاداً في الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يساعد الغرب على ردع روسيا".
المفاوضات النووية.. تنازلات
من ناحية أخرى، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن هناك شكوكا حول طبيعة النتائج التي أدت إليها المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية، وما إذا كانت إيران هي التي رضخت للغرب، أم العكس هو الصحيح.
وأضافت في تحليل إخباري نشرته على موقعها الإلكتروني، أن "التعتيم الإعلامي على المفاوضات النووية بين إيران وممثلي الغرب وروسيا والصين، يجعل من الصعب تحديد ما الذي تحقق، ومن الذي قدّم تنازلات، وما إذا كان من المتوقع رؤية اتفاق جديد يتم توقيعه في المستقبل القريب".
وأوضحت الصحيفة أن "ممثل روسيا ميخائيل أوليانوف، الذي عادة ما يلجأ إلى موقع التواصل الاجتماعي تويتر من أجل تجنب التعتيم، غرّد هذا الأسبوع بقوله إنه بإمكاننا التوقيع على اتفاق في بداية شباط/ فبراير المقبل، في حين قال ممثل الصين وانغ كون إن المباحثات تشهد تقدماً، وسوف تستمر".
وتابعت: "أعربت الولايات المتحدة عن تفاؤل حذر، وأكدت فرنسا أن هناك بعض التقدم، لكنها أشارت إلى أن الطريق ما يزال طويلاً".
وأضافت: "تُظهر هذه التصريحات أن التشاؤم الأولي وعدم الإيمان بإمكانية المفاوضات، والرأي القائل بأن إيران ستحاول المماطلة، قد تم استبدالها بافتراض على أرض الواقع، بأن جميع الأطراف مهتمة بالوصول إلى اتفاق سريع".
وأردفت الصحيفة العبرية: "ربما يشير الخطاب الذي سمعناه في الأيام الأخيرة في إيران، إلى وجود انفراج في المباحثات. مثالا كانت هناك عاصفة في طهران بعد أن غرّد أوليانوف بأن روسيا والصين أقنعتا إيران بتقديم تنازلات. أي تلميح لاستسلام إيران، خاصة إذا جاء من روسيا، يتعارض مع الرواية التي تحاول إيران نشرها، والتي بموجبها يكون الغرب هو الطرف الذي يقدم التنازلات".
ورأت الصحيفة أنه "على أي حال، فإنه عندما يكون هناك جدل بين المشاركين في المباحثات حول الطرف الذي قام بتقديم تنازلات، فإن الاستنتاج يؤكد أن هناك تنازلات بالفعل تم تقديمها، ولكن يبقى السؤال في النهاية: هل هي كافية للوصول إلى اتفاق؟".