"ناشيونال إنترست": إيران تحاول "تقليل الضرر" بعد هزيمة حلفائها في انتخابات العراق
"ناشيونال إنترست": إيران تحاول "تقليل الضرر" بعد هزيمة حلفائها في انتخابات العراق"ناشيونال إنترست": إيران تحاول "تقليل الضرر" بعد هزيمة حلفائها في انتخابات العراق

"ناشيونال إنترست": إيران تحاول "تقليل الضرر" بعد هزيمة حلفائها في انتخابات العراق

قالت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن إيران بدأت تتبع إستراتيجية جديدة في العراق "تهدف للتقليل من الأضرار التي لحقت بها إثر هزيمة حلفائها في الانتخابات الأخيرة"، معتبرة أن طهران كانت "الخاسر الرئيس في تلك الانتخابات".

ولفتت المجلة في تقرير نشرته، أمس السبت، إلى تصريحات مسؤولين إيرانيين بعد الانتخابات العراقية، قائلة، إنها "تعكس تلك السياسة الجديدة، خاصة بعد صعود نجم القيادي مقتدى الصدر".

ورأت المجلة أن الانتخابات أدت لتغيير كبير في تكوين المعسكرات الفائزة، وتبين أن الخاسرين الرئيسين، هم الفصائل الشيعية المقربة من إيران التي دخلت السباق الانتخابي تحت مظلة "إطار التنسيق الشيعي".

الخاسر الأكبر

وقالت المجلة في تقريرها إنه "في غضون ذلك، أقنع الارتباط الوثيق بين غالبية مجموعات إطار التنسيق الشيعي وإيران، العديد من المراقبين باعتبار إيران الخاسر الأكبر في الانتخابات العراقية وتفسير التطورات الأخيرة على أنها ضربة محتملة لنفوذ طهران في العراق.. ومع ذلك، فإن نهج إيران بعد الانتخابات يمثل خلافات جوهرية مع حلفائها".

وأشارت إلى أنه "بعد يوم واحد من الانتخابات، وبينما كانت فصائل المجلس الأعلى للثورة، تثير تساؤلات حول طريقة تعامل الحكومة العراقية مع التصويت، هنأ المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، الحكومة والأمة والممثلين المنتخبين للشعب العراقي على إجراء الانتخابات بنجاح".

وأضافت "في أوائل الشهر الجاري، فيما بدا أنه محاولة من طهران لإبعاد نفسها عن الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات في العراق، قال، خطيب زاده، إن كل ما تهتم به طهران هو "انتقال ديمقراطي وسلمي للسلطة" في العراق، وأن إيران تدعم "بشكل قانوني العملية التشريعية في العراق".

وقالت إنه "في غضون ذلك، كانت هناك مؤشرات عديدة تشير إلى أن إيران تحاول ،بالفعل، تهدئة حلفائها العراقيين من خلال إرسال مسؤولين رفيعي المستوى لبغداد، بما في ذلك قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، اللواء إسماعيل قاآني".

وتابعت "هذه التناقضات الظاهرة بين معادلات القوة المتغيرة في العراق على حساب الجماعات المدعومة من إيران، ونهج طهران الحذر في عراق ما بعد الانتخابات، قد تثير تساؤلات حول حسابات إيران الفعلية وإستراتيجيتها فيما يتعلق بالوضع الجديد.. وفي الواقع، في ظل الظروف الحالية، تواجه طهران العديد من التحديات الدقيقة التي تتطلب إستراتيجية حذرة للغاية".

مقتدى الصدر

ورأت "ناشيونال إنترست"، أنه بالنسبة لإيران، فإن مَن فاز في الانتخابات العراقية هو "مصدر قلق أكثر ممن خسرها"، مشيرة إلى أن، رجل الدين والسياسي الشيعي المؤثر، مقتدى الصدر، الذي حصلت كتلته على أكبر حصة من المقاعد في البرلمان الجديد، كان يعتبر ،ذات يوم، أقرب حليف لإيران في العراق.

وأضافت أن "الصدر على مدى الأعوام الماضية بدأ في النأي بنفسه عن إيران والجماعات العراقية المدعومة من طهران، لدرجة أنه أصبح فعليّا أحد أشد التحديات التي تواجه مصالح إيران طويلة الأجل في العراق".

وأوضحت أنه "قبل كل شيء، استغل الصدر موجة الوطنية العراقية وتزايد المشاعر المعادية لإيران في العراق خلال العامين الماضيين من خلال تقديم نفسه كشخصية وطنية مستقلة، إذ لم يتردد قط في انتقاد الميليشيات المدعومة من إيران علنًا، فضلا عن تصاعد المنافسة على الأرض العراقية بين إيران والولايات المتحدة".

إستراتيجية إيران

وبحسب المجلة، فإنه وبغض النظر عن انعدام ثقة طهران المتزايد تجاه مقتدى الصدر، لا تريد إيران أن ترى فردًا واحدًا أو فصيلًا واحدًا يسيطر على السياسة الشيعية في العراق.

ولفتت إلى أنه على مدى العقدين الماضيين، نظرت إيران للفجوات السياسية بين  الشيعة العراقيين على أنها مساحة للمناورة وتأمين مصالحها، لا سيما من خلال لعب دور الوسيط النزيه أو حتى المنسق فيما بينهم.

وأوضحت أنه "لهذا السبب، لا تريد طهران للصدر، أن ينجح في طموحاته في تشكيل حكومة أغلبية".

ورأت المجلة في تقريرها أن "وجود حكومة أغلبية بقيادة الصدر، سيعني أن جميع الجماعات المدعومة من إيران ستطرَد من الحكومة؛ الأمر الذي سيكون، في السياسة العراقية، مساويًا تقريبًا لمحوها من الخريطة السياسية".

وقالت إنه "مع الأخذ في الاعتبار تلك المخاطر المحتملة، مع التسليم بأن نفوذ الصدر، هو واقع حتمي، فإن إستراتيجية إيران الحالية في العراق تستند إلى ركيزتين أساسيتين، أولاهما، منع تشكيل حكومة أغلبية، والأخرى، الحفاظ على وحدة الجماعات الشيعية المتحالفة، مع ثنيها عن اللجوء إلى العنف لدفع أجندتها السياسية".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com