تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الجمعة، أهم القضايا على الساحة الدولية، وفي مقدمتها أزمة الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا والتي اعتبرتها مهمة مصيرية بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين، قد تبقيه في السلطة لما بعد عام 2024.
فيما سلطت صحف أخرى الضوء على تقارير تكشف تحدي النساء الأفغانيات لحركة طالبان، وانتشارهن في الظلام بشوارع العاصمة كابول لكتابة مطالبهن على الجدران.
وعلى صعيد أزمة وباء كورونا، نشرت صحف دراسة بريطانية جديدة خلصت إلى أن الأشخاص المصابين بمتحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون"، تقل احتمالية دخولهم المستشفى بنسبة تتراوح بين 50% و70%.
هل بايدن قادر على ردع بوتين؟
رأت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أن "قمة الرئيس جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الافتراضية منذ أسبوعين واستفزازات الكرملين المتزايدة، تؤكد أن واشنطن وموسكو اتخذتا نهجين مختلفين إلى حد ما تجاه العلاقات فيما بينهما منذ الربيع الماضي (أول لقاء بين الزعيمين في يونيو الماضي)".
وأشارت المجلة إلى أنه "بينما كان بوتين يحقق باستمرار في إدارة بايدن بحثا عن نقاط الضعف، كان البيت الأبيض يبحث عن طريقة لإيقاف العلاقة أو استقرارها من أجل تركيز الجهود على الخطر الأكبر المزعوم الذي تشكله الصين، لكن كانت النتيجة عدم تطابق لا يخدم المصالح الأمريكية، ويزيد من خطر ضربة كبرى لموسكو في أوكرانيا".
وقالت "ناشيونال إنترست" في تقرير لها: "كانت هناك قضيتان في قلب تحدي الكرملين؛ أوكرانيا والعمليات الإلكترونية.. استخدمت موسكو واحدة تلو الأخرى في السعي للحصول على ميزة من إدارة بايدن، التي تُركت تلعب دور الدفاع في بعض الأحيان بنجاح وفي البعض الآخر بفشل".
وأضافت المجلة: "تكمن موهبة بوتين الحقيقية في الاستفزازات التي تحمل وعودًا بالمكاسب، لكنها تترك إمكانية التراجع حتى لا يخسر شيئًا.. إن اهتمامه الأساس هو حل مشكلته الرئيسة في السياسة الخارجية؛ وهي أوكرانيا، حيث فشلت حربه المحدودة التي استمرت قرابة ثماني سنوات في دونباس لإقناع أوكرانيا بالتخلي عن سياستها الخارجية ذات الميول الغربية".
وتابعت: "بوتين يبحث عن طريقة جديدة لتحقيق هذه الغاية من خلال إجبار أوكرانيا على تقديم تنازلات أو خداع الولايات المتحدة أو ألمانيا أو فرنسا لتقديم تنازلات تقوض موقف كييف وقوتها".
كما اعتبرت المجلة الأمريكية أن "بوتين يختبر بايدن في أزمة أوكرانيا، لكنها أشارت إلى أن استجابة فريق بايدن لاستفزاز الكرملين كانت ممتازة، وأن واشنطن ردعت بالفعل تصعيدًا روسيًا محتملاً في أوكرانيا، وسحب بوتين بعض قواته من الحدود".
وتابعت: "كان هذا إنجازًا حقيقيًا، لكنه لم يكن خسارة لبوتين.. ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الإدارة الأمريكية تتطلع لإيجاد تسوية مؤقتة مع موسكو للتركيز على التهديد المتزايد من الصين، حيث سعى فريق بايدن لإيقاف العلاقة مع موسكو أو إقامة علاقة مستقرة يمكن التنبؤ بها".
مهمة تاريخية ومصيرية
وفي سياق متصل، قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن "بوتين يشعر بأنه يؤدي مهمة تاريخية لعكس اتجاه انجراف أوكرانيا نحو الغرب، رغم دوره في خلق شقاق بضم شبه جزيرة القرم، وإذكاء حرب في جنوب شرق أوكرانيا".
وأشارت إلى أن "وتيرته السريعة الحالية تثير تساؤلات حول سبب شعوره بأن لحظة التصرف هي الآن، كما لو أن الوقت ينفد".
وأضافت الصحيفة في تقرير لها: "لكن في الوقت نفسه، يشعر بوتين بالقلق من التعاون العسكري المتزايد بين أوكرانيا والغرب، بما في ذلك المساعدة العسكرية ومبيعات الأسلحة المحتملة من المملكة المتحدة، والتدريبات العسكرية المشتركة مع دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وشحنات صواريخ (غافلين) الأمريكية المضادة للدبابات، وشراء طائرات دون طيار تركية".
وتابعت: "يرى محللون أن خطة الكرملين المبكرة المتمثلة في انتظار انتهاء الأمر، أي أن يفقد الأوكرانيون صبرهم على حكومتهم الجديدة ويفقد الغرب اهتمامهم بأوكرانيا، لم تعد قابلة للتطبيق"، مشيرين أن "الكرملين قرر أن الوضع الراهن لا يطاق ويجب تغييره".
وبعد تصريح سابق لبوتين مفاده أنه لا يثق في الأمريكيين، أردفت "الغارديان" في تقريرها، بالقول: "يترك ذلك لبوتين خيار القوة العسكرية، وهي حالة طارئة يبدو أنه مستعد لاستخدامها.. يبدو أن الرئيس الروسي منشغل بمسألة أوكرانيا".
واختتمت الصحيفة تقريرها، بالقول: "يشير المحللون إلى أن نجاح بوتين في تحقيق مبتغاه في أوكرانيا، سيكون العامل الحاسم في بقائه في منصبه بعد عام 2024، أي أن رغبته في استعادة أوكرانيا كـ(دولة شقيقة) تعد أحد العوامل التي تجبره على البقاء في المستقبل".
خبز.. عمل..حرية
وفيما يتعلق بالشأن الأفغاني، قالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن "مجموعات من النساء الأفغانيات قمن بتحدي النظام المتشدد هناك، ويتسللن للعاصمة كابول بعد حلول الظلام، لكتابة مطالبهن على جدران الشوارع، ثم يرجعن إلى ديارهن قبل أن تلتقطهن عناصر حركة طالبان".
وعلى غرار "ثورات الربيع العربي" التي اندلعت في الشرق الأوسط، العام 2011، أضافت الصحيفة، أن من بين المطالب التي كتبت على الجدران، "الخبز، والعمل، والحرية".
وأوضحت أنه "منذ أن استولت طالبان على السلطة في أغسطس/ آب الماضي، بدأت حركة تقودها النساء تتجمع بشكل مطرد ضد تجاوزات الإدارة الحاكمة الأوسع نطاقا، لإجبارها على الوفاء بوعودها، حيث زعمت طالبان مرارا بأنها ستسمح للنساء بالعمل طالما يرتدين الحجاب".
ونقلت "التايمز" عن محبوبة سراج، وهي ناشطة في مجال حقوق المرأة الأفغانية، قولها: إن "الحركة تكتسب قوة بسرعة.. (الخبز والعمل والحرية)، هذا هو الشعار الذي تهتف به المتظاهرات في الشوارع أيضًا، وحركتهن تزداد قوة".
وأضافت الصحيفة: "في استطلاع حديث، قالت منظمة مراسلون بلا حدود، ورابطة الصحفيين الأفغان المستقلين، إن أكثر من 80% من الصحفيات عاطلات عن العمل منذ عودة طالبان إلى السلطة، وإن 40% من المنافذ الإعلامية أغلقت أبوابها.. ولم تضم طالبان حتى الآن امرأة واحدة في الحكومة، ومنعتهن من جميع المهن تقريبًا، وغالبًا ما تتعرض النساء للضرب بالعصي أثناء المظاهرات".
دراسة بريطانية جديدة حول "أوميكرون"
وعلى صعيد أزمة وباء كورونا، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن "دراسة بريطانية جديدة خلصت إلى أن الأشخاص المصابين بمتحور فيروس كورونا الجديد "أوميكرون"، تقل احتمالية دخولهم المستشفى بنسبة تتراوح بين 50% و70%، مقارنة بأولئك الذين أصيبوا بسلالات سابقة، في استنتاج يؤيد مجموعة متزايدة من الأدلة على انخفاض خطورة حدة المتحور الجديد لدى الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من المناعة".
وأضافت الصحيفة أن "البحث الذي تم إجراؤه في إنجلترا، ونشرت نتائجه وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة يوم أمس، يتبع دراسات في أسكتلندا وجنوب أفريقيا أشارت أيضًا إلى انخفاض كبير في مخاطر الاستشفاء مع أوميكرون مقارنة بالمتحورات الأكثر رسوخًا، بما في ذلك دلتا".
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن وكالة الأمن الصحي قولها إنه "تم إجراء البحث على حوالي 500 ألف حالة مصابة بكوفيد-19، ووُجد أن خطر دخول المستشفى مع متحور أوميكرون كان أقل بنسبة تتراوح بين 50% إلى 70% مقارنة مع دلتا، وأن خطر الدخول أو زيارة أحد أقسام الطوارئ دون أن يتم قبوله، كان أقل بحوالي 40%".
ووفقًا للصحيفة، قالت الوكالة إن "فعالية جرعة معززة في درء الأعراض الخفيفة لأوميكرون تتضاءل بمرور الوقت، على الرغم من أنها أكدت أن الجرعات المعززة تحمي من الأعراض الشديدة".