"لوموند": أحداث أفغانستان تعمّق عزلة بريطانيا وتنهي العلاقة بين واشنطن ولندن
"لوموند": أحداث أفغانستان تعمّق عزلة بريطانيا وتنهي العلاقة بين واشنطن ولندن"لوموند": أحداث أفغانستان تعمّق عزلة بريطانيا وتنهي العلاقة بين واشنطن ولندن

"لوموند": أحداث أفغانستان تعمّق عزلة بريطانيا وتنهي العلاقة بين واشنطن ولندن

أفادت صحيفة "لوموند" الفرنسية، بأن "بريطانيا تواجه عزلة دولية بعد أن أدارت ظهرها للاتحاد الأوروبي وفقدت العلاقة الخاصة التي تجمعها بواشنطن"، تزامنا مع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته الثلاثاء، إن "الهزيمة الغربية في أفغانستان أثارت نقاشا وجوديا ساخنا في المملكة المتحدة لا يبدو أنه انتهى، وتمحور النقاش حول سؤال ما فائدة العلاقة الخاصة الشهيرة التي أقامتها لندن مع واشنطن منذ حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية إذا كانت ستواجه أمرا واقعا من قبل إدارة جو بايدن، مثل العواصم الغربية الأخرى ؟".

وتساءلت: "أي مستقبل لبريطانيا العالمية التي وعد بها رئيس الوزراء بوريس جونسون بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؟ عندما دعت المملكة المتحدة، البيت الأبيض إلى تمديد الانسحاب الكامل لقواتها إلى ما بعد 31 أغسطس/ آب دون جدوى".

وأضافت أن "رئيس الوزراء البريطاني يأمل باستعادة السيطرة من خلال ترؤس اجتماع استثنائي لمجموعة السبع مخصص لأفغانستان، من أجل الحصول من واشنطن على هذا التمديد إلى ما بعد 31 آب/أغسطس لوجود القوات الأمريكية في كابول".

وأشارت إلى أن "صحيفة صنداي تايمز البريطانية تحدثت عن انتقادات غير مسبوقة من قبل المسؤولين البريطانيين ضد الرئيس الأمريكي".



ونقلت الصحيفة، عن مصادر وزارية قولها، إن "بايدن استغرق أكثر من أربع وعشرين ساعة للرد على جونسون، بعد أن طلب إجراء مقابلة هاتفية معه في نهاية الأسبوع الماضي".

وأكدت أن "لندن تلقي باللوم على بايدن لفشله في الوفاء بوعوده، وفقا لوكالة بلومبرغ، التي نقلت مذكرات من الحكومة البريطانية في هذا السياق، وبحسب ما ورد فيها فقد تلقى جونسون تأكيدات من واشنطن في يونيو/حزيران الماضي بأن الأمريكيين سيحتفظون بوجود كاف في أفغانستان لتأمين كابول والسفارات الغربية، وأصر المتحدث باسم الخارجية البريطانية على أننا نواصل العمل عن كثب مع حلفائنا الأمريكيين، وأن الإبقاء على القوات البريطانية في كابول لمواصلة عمليات الإجلاء بمجرد مغادرة القوات الأمريكية ليس خيارا قابلا للتطبيق".

وتابعت الصحيفة: "حتى داخل هيئة الأركان العامة، تنزعج الأصوات من العزلة النسبية للمملكة المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، التي تركتها واشنطن بعد أن أدارت ظهرها عن عمد لبروكسل، ونقلت صحيفة فاينانشيال تايمز عن مصدر عسكري قوله إن هذه الحكومة وضعت كل بيضها في سلة أمريكية واحدة والحرب الوحيدة التي لا نهاية لها التي تشنها البلاد هي مع الاتحاد الأوروبي، هي حرب سخيفة".

ونقلت عن أندرو راونسلي، كاتب عمود سياسي في صحيفة "الأوبزرفر" قوله: "ضعفت سمعتنا كقوة ناعمة بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والتخفيضات في مساعدتنا التنموية وفي التأثير على واشنطن، لم تعد الدولة تملك الوسائل للتصرف بمفردها لكنها أضعفت أيضا قدرتها على إقناع الآخرين بالعمل معا".



كما تساءلت رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، بغضب، خلال مناقشة ساخنة حول الكارثة الأفغانية في مجلس العموم البريطاني: "أين بريطانيا العالمية في شوارع كابول؟".

وبحسب "لوموند"، يعتقد المحلل مجتبى الرحمن أن "الأزمة الأفغانية لن تتسبب على الفور بتغيير القاعدة الجيوسياسية في لندن، فالوقت مبكر للغاية والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي مسدودة بسبب الصراع حول بروتوكول إيرلندا الشمالية"، مؤكدا أنه "على المدى القصير جدا يتعين على بوريس جونسون إثبات أن حكومته لا تزال تتمتع بنفوذ في واشنطن، وإلا فقد يكلفه ذلك سياسيا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com