الشرطة الألمانية: لا مؤشر على وجود دافع سياسي وراء عملية الطعن في هامبورغ
تتزايد مخاوف المؤسسة العسكرية الإسرائيلية من الوضع الأمني الهش في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقدر أن هذا الوضع قابل للانفجار، ما يعني تفشي حالة من العنف المفرط يتخللها إطلاق صواريخ صوب إسرائيل، لا سيما مع اقتراب يوم الـ 21 من آب/ أغسطس، الذي يواكب ذكرى إحراق المسجد الأقصى، وفق تقرير إسرائيلي صدر اليوم الإثنين، عن "مركز القدس للشؤون العامة والدولة".
وأشار التقرير الذي أعده المحلل السياسي بالمركز يوني بن مناحم، إلى أن مصادر بالمؤسسة العسكرية حذرت، خلال الأيام الأخيرة، من أن الوضع في الضفة الغربية وقطاع غزة "قابل للانفجار"، في ظل تردي الأوضاع منذ نهاية عملية "حارس الأسوار" العسكرية في أيار/ مايو الماضي، مضيفا أن هذا هو السبب وراء التسهيلات التي أقرتها المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مؤخرا، ضمن محاولات لمنع اشتعال الأوضاع.
تسهيلات إسرائيلية
وأعلن منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية بالأراضي الفلسطينية المحتلة قبل أيام، سلسلة من التسهيلات في قطاع غزة، منها استئناف إصدار تراخيص الدخول لصالح 1350 تاجرا فلسطينيا من غزة إلى إسرائيل، كما تقرر فتح معبر كرم أبو سالم أمام الصادرات من القطاع، وتوسيع عمليات الاستيراد من إسرائيل، لتشمل مكونات قطاعات النقل والاتصالات.
وقال التقرير، إن إسرائيل سمحت أيضا بإدخال معدات وبضائع تخص البنية التحتية للقطاعات الإنسانية في غزة، من بينها ما يتعلق بمتطلبات منظومة الصرف الصحي والمياه، وعلى الرغم من ذلك، لم يرق الأمر إلى التطلعات الفلسطينية، إذ ترى الفصائل الفلسطينية أن هذه التسهيلات، تعد من باب الخداع الإسرائيلي، ولا تلبي المتطلبات الأساسية لمواطني القطاع.
وذكر التقرير، أن الفصائل الفلسطينية أعلنت رغبتها في عودة الوضع كما كان قبل عملية "حارس الأسوار"، وقالت إنها لن تسمح لإسرائيل بفرض معادلة جديدة، مشيرا إلى أن الوضع في غزة يعد الأصعب، وهو ما تعكسه العقبات التي تواجه محادثات القاهرة بشأن إعادة إعمار غزة، فضلا عن صفقة تبادل الأسرى والمفقودين بين إسرائيل وحماس.
ولفت إلى المأزق الذي تواجهه مسألة إدخال الأموال القطرية الشهرية التي تبلغ 30 مليون دولار، في ظل الخلافات بين السلطة الفلسطينية والمصارف الفلسطينية من جانب، وبين حماس من جانب آخر.
نقاط احتكاك بالضفة الغربية
ونوه التقرير إلى أن الضفة الغربية بدورها تشهد تصعيدا في الأوضاع الأمنية، فمنذ نهاية العملية العسكرية الأخيرة، شهدت الضفة الغربية سقوط 41 فلسطينيا بنيران الجيش الإسرائيلي، ومن ذلك استشهاد الطفل الفلسطيني محمد العلمي (11 عاما) شمالي الخليل، بنيران الجيش الإسرائيلي، الذي زعم أن الجنود أطلقوا الرصاص عن طريق الخطأ تجاه سيارة فلسطينية، ما تسبب في استشهاد الطفل؛ الأمر الذي تسبب في توتر كبير هناك.
وذهب التقرير إلى أن حالة التوتر والزخم في شمال الضفة الغربية لم تنته مع إخلاء مستوطنة "أفيتار" من المستوطنين، خلال الأسابيع الأخيرة، ومع ذلك ما زالت المنطقة تشهد بشكل يومي صدامات بين الجيش الإسرائيلي وبين الفلسطينيين، وتحول الموقع إلى نقطة احتكاك أخرى.
وتطرق إلى نماذج أخرى للتوتر في الضفة الغربية، وقال إن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية ترى ضرورة التوصل إلى تهدئة جادة من جانب إسرائيل بغية منع انفجار الأوضاع. ونقل عن مصدر أمني لم يسمه، أنه "ينبغي تسريع وتيرة الاتصالات الجارية في القاهرة من أجل التوصل إلى تفاهمات للتهدئة وإعادة إعمار غزة، كما ينبغي العثور على حلول بشأن الضفة وبشكل فوري، ولا سيما لأزمة مستوطنة "أفيتار" التي تحولت إلى نقطة احتكاك يومية".
كرة ثلج
وتابع التقرير قائلا: إن "الفصائل الفلسطينية لا تعتزم الصمت، واقتبس عن مصادر فلسطينية قولها، إن زعيم حركة حماس في غزة، يحيى السنوار، يبحث عن التوقيت المناسب من أجل تفجير الوضع الأمني، ويفضل أن يكون هذا التصعيد لأسباب على صلة بالدين، مثل توتر يتعلق بالحرم الإبراهيمي مثلا أو الحرم القدسي الشريف أو القدس الشرقية".
وأشار إلى أن مناطق محددة قد تحدث الزخم مثل حي الشيخ جراح أو حي سلوان بالقدس، حيث يجري الحديث عن بؤرتين قد تتحولان إلى كرة ثلج.
تصعيد شعبي
وكشف التقرير، أن الفصائل الفلسطينية قررت بعد تقييم الأوضاع، أنه ينبغي تطبيق فكرة "التصعيد الشعبي"، والامتناع في هذه المرحلة عن إطلاق الصواريخ صوب إسرائيل، وتقوم الفكرة على تنفيذ عمليات بسيطة مزعجة لإسرائيل، لكن من دون أن تتسبب في قيام الأخيرة بتوجيه ضربات عسكرية كبرى ضد القطاع.
وختم قائلا: "ترجح تقديرات الفصائل الفلسطينية أن هذه هي الطريقة المثلى للحفاظ على إنجاز عملية (سيف القدس)، أو كما أسمتها إسرائيل (حارس الأسوار)، في ضوء حقيقة أن كل شيء عالق حاليا، ورؤية حماس بأنها تفقد الشعبية التي حققتها أمام الشارع الفلسطيني في الفترة الأخيرة"، مشيرا إلى أن "الوضع الأمني في ظل هذه الخطة قد يتدهور، ومن شأن التصعيد أن يؤدي إلى استئناف إطلاق الصواريخ من غزة إلى إسرائيل".