أعلنت حركة النهضة الإسلامية في تونس، اليوم الجمعة، بشكل مفاجئ، وقف مشاورات تشكيل الحكومة السياسية، في خطوة عزتها لتفشي فيروس كورونا، لكن محللين شككوا في ذلك، مؤكدين أن العزلة التي واجهتها الحركة تقف وراء فشل المشاورات.
وأكّد عضو مجلس شورى حركة النهضة منذر الونيسي، في مؤتمر صحفي، أنّ حزبه لم يعد معنيًا بأي مشاورات سياسية، في الظرف الحالي المتسم باستمرار انتشار فيروس كورونا.
وقال مصدر من حركة النهضة، رفض الكشف عن هويته، إنّ الاجتماع الأخير للمكتب التنفيذي لحركة النهضة، الذي انعقد منذ يومين، طلب تأجيل مشاورات تشكيل الحكومة، وذلك بعد أن لاحظ عدم إحراز أي تقدّم في المشاورات.
وأضاف أن المشاورات قد توقّفت بعد أيام من انطلاقتها، لافتًا إلى أن الاجتماع الأخير، الذي جمع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي برئيس حزب قلب تونس نبيل القروي، ورئيس الحكومة هشام المشيشي، لم يحقق تفاهمات لافتة، حسب تعبيره.
وكان المتحدث الرسمي باسم حركة النهضة فتحي العيادي قد أكّد، منذ أكثر من أسبوع، انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة السياسية التي تقترحها حركة النهضة، مضيفًا أن حزبه سيعرض على رئيس الحكومة المشيشي رئاستها.
وأكّد متابعون للشأن السياسي في تونس توقّف مشاورات تشكيل الحكومة السياسية التي دعت إليها حركة النهضة، وذلك بعد أن تلقت صدى واسعا واعتراض أغلب القوى السياسية في البلاد.
ورأى المحلل السياسي هشام الحاجي أن أسباب توقف المشاورات ليست لها أيّة علاقة بانتشار فيروس كورونا، بل هو مرتبط أساسًا برفض أغلب القوى السياسية مشاركة النهضة في الحكومة الجديدة.
وأضاف، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن النهضة وجدت نفسها في مأزق غير مسبوق، بعد فشل مقترح تشكيل الحكومة السياسية، خاصّة بعد إعلان 3 كتل برلمانية، هي "الديمقراطية" و"الإصلاح" و"تحيا تونس"، رفضها لمقترح تشكيل حكومة سياسية.
من جهته، يرى المحلل السياسي محمد صالح العبيدي أن توقف المشاورات دلالة على فشل حركة النهضة في فرض مقترحها، وتوسّع دائرة عدم الثقة فيها من الأطراف السياسية في البلاد.
وبين، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن جلّ الأحزاب السياسية لم تعد تثق في النهضة، وتخشى أن تعاملها بطريقتها المعتادة، وهي أن تضعها في واجهة الحكم لتتحمل مسؤولية الفشل، وتخرج النهضة من جديد لتؤكد أنها لم تكن تحكم، حسب تعبيره.
ولفت العبيدي إلى أن مقترح تشكيل حكومة سياسية لا يعدو أن يكون محاولة من النهضة لإنقاذ نفسها، وتوريط الجميع في الحكم، معتبرًا أن إسقاطها لحكومة إلياس الفخفاخ، التي كانت شريكة فيها، قوّض جميع الفرص لتشكيل حكومة سياسية في البلاد.
بدوره، يرى المحلل السياسي رياض حيدوري أن مشاورات تشكيل الحكومة السياسية لا يمكن لها أن تتقدّم أبدا، خاصّة أن حركة النهضة اشترطت بقاء رئيس الحكومة الحالي هشام المشيشي على رأسها، وهو ما ترفضه أغلب القوى السياسية في تونس.
وأوضح، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن إعلان حركة النهضة وقف مشاورات تشكيل الحكومة يؤكّد زيف عدد من تصريحات قياداتها، التي تحدثت عن وجود صفقة سياسية مع رئيس الجمهورية قيس سعيّد لتشكيل الحكومة الجديدة.
