الشرطة الإسرائيلية: بلاغات بسقوط شظايا صاروخية في هرتسيليا بتل أبيب ما أدى لتضرر أحد المباني
تصاعدت حدة الهجمات بالطائرات المسيرة، على المنشآت الحيوية، ومقار البعثات الدبلوماسية في العراق، خلال الأيام الأخيرة، وسط دعوات لإطلاق حملة استخبارية واسعة، لتعقب مستخدمي هذا السلاح.
وفي تطور لافت، أعلنت القوات العراقية، ليل الثلاثاء، إسقاط طائرة مسيرة مفخخة في معسكر الرشيد، بالعاصمة بغداد، وذلك بعد إسقاط طائرة قبلها في منطقة كرطان جنوبي العاصمة، لكنها غير مفخخة.
وخلال الأيام القليلة الماضية، تعرضت منشآت حيوية ومقرات عسكرية إلى هجمات بالطائرات المسيرة، حيث شهد مطار بغداد الدولي، الخميس الماضي، هجوما عنيفا بثلاث طائرات مسيرة، دون أن يخلف أضرارا بشرية أو مادية.
وجاء الهجوم على المطار الدولي، بعد نحو ساعة من قصف صاروخي استهدف قاعدة جوية شمال بغداد تضم متعاقدين أمريكيين، وهي هجمات غالبا ما تنسبها واشنطن للفصائل الموالية لإيران.
كما تم إسقاط طائرتين مسيرتين مفخختين فوق قاعدة عين الأسد الجوية، مطلع الشهر الجاري، في محافظة الأنبار الصحراوية غربي العراق.
42 هجوما خلال العام الحالي
وتشير إحصائيات إلى أن عدد الهجمات التي طالت المصالح الأمريكية في العراق منذ بداية العام الحالي بلغ 42.
خبراء في الشأن الأمني العراقي، رأوا أن دخول الطائرات المسيرة إلى ساحة الصراع، واستخدامها بغزارة، يمثل تحولا خطيرا، في ظل الأوضاع الحالية، بسبب عدم امتلاك العراق القدرات الجوية التي تمكنه من صد تلك الطائرات وإسقاطها، فضلا عن عدم تحصين القواعد العسكرية، سواء لقوات التحالف أو القوات المحلية، بمضاد لتلك الطائرات التي أصبحت تؤرق السلطات الأمنية.
ومثّل إسقاط القوات العراقية طائرة مفخخة تحولا كبيرا، في المشهد الأمني، ومؤشرا على طبيعة المواجهة في المرحلة المقبلة، بين القوات النظامية، والفصائل المسلحة التي تمتلك تلك الطائرات.
نائب في البرلمان وعضو لجنة الأمن والدفاع النيابية قال إن "تلك الطائرات تمتلكها جهة واحدة في العراق، ومعروفة لدى الجميع، وهي الفصائل المسلحة، التي حصلت عليها من إيران، دون موافقة الحكومة العراقية، وهي اليوم تنفذ أجندات طهران في العراق، عبر استهداف القوات الدولية، الموجودة بموافقة الحكومة العراقية، ضمن اتفاقية معروفة".
ويضيف النائب الذي طلب إخفاء اسمه، لـ"إرم نيوز" أن "تلك الطائرات وطبيعة استخدامها، تؤشران على انتكاسة كبيرة في أمن البلاد، وتحد جديد أمام القوات الأمنية، في ظل الانشغال الحاصل بتعقب تنظيم داعش، ما يعني وجود استدارة أمنية نحو الداخل، وتهديد جدي للمنشآت الحيوية، وما ينتج عن ذلك من إشعال للوضع، وإعادة البلاد إلى المربع الأول".
تطور غير حاسم
وأخيرا، قالت مصادر عراقية، إن فصائل الحشد الشعبي ستشرك طائرات استطلاع إيرانية، مثل: شاهد X، التي دخلت حديثا إلى البلاد، وهي تشابه تلك التي يمتلكها الحوثيون في اليمن، لكن باسم صماد (1)، بالإضافة إلى نوعيات أخرى من الطائرات المسيرة، مثل: درون استطلاع إيرانية، مستنسخة من درون صينية، وتستطيع التحليق نحو 120 دقيقة ومداها 35 كم، في الاستطلاع الذي تعتزم إجراؤه بعد أيام.
وفي وقت سابق، وصفت قيادات عسكرية أمريكية الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة ضد الجنود الأمريكيين في العراق، بأنه أكبر مصدر قلق للمهمة العسكرية هناك.
وكان سياسيون أمريكيون سابقون حذروا من أن إيران تعمل على دعم الميليشيات العراقية بهذه الأسلحة لتسريع وتيرة سحب ما تبقى من قوات أمريكية في العراق.
الخبير الإستراتيجي، والباحث في الشأن السياسي، الدكتور عقيل عباس، يقول إن "الأسلحة ليست بالغة الدقة، لكن المأزق أن الرادارت الأمريكية لا تكتشفها بسهولة، لأنها تطير منخفضة، لكنّ هناك مساعي من الولايات المتحدة، للتعاطي مع تلك الطائرات، وذلك عبر التشويش وقطع الاتصال بين الطائرة ومستخدميها، أو إدخال صواريخ ذكية قادرة على تعقب تلك الطائرات وإسقاطها".
وأضاف عباس في تصريح لـ"إرم نيوز" أن "ما يحدث يمثل تطورا في قدرة تلك الفصائل، لكنه ليس إستراتيجيّا أو حاسما، في الصراع الدائر بين واشنطن وطهران"، مشيرا إلى أن "تلك المجموعات لديها حد وخط واضح، بشأن المواجهة الدائرة، فعلى سبيل المثال لو سقط جنود عراقيون في عملياتها ربما سنكون أمام مشهد مختلف، وستفقد تلك المجموعات الحماية السياسية المتوافرة لها وبعض الحماية الشعبية".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، طالب ناشطون بإطلاق حملة استخبارية كبيرة، لتعقّب تلك المجموعات وإنهاء خطرها، بشكل مبكر، قبل استفحالها وتزايد قوتها وتهديدها لأمن البلاد.