رأت صحيفة "هآرتس" أن مصر تبدو "الرهان الأفضل" لإنهاء القتال بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لاسيما في الوقت الذي تبدو فيه الولايات المتحدة "غير مبالية" بالتصعيد الحاصل.
لكن الصحيفة العبرية نوهت بأن القاهرة تواجه "مهمة شاقة" والعديد من العوائق في طريق جهودها لوقف التصعيد.
وقالت الصحيفة في تحليل إخباري نشرته على موقعها الإلكتروني، مساء الأحد: "يواجه الوسطاء المصريون تحديا شاقا، يتمثل في دفع إسرائيل وحماس لإظهار مزيد من المرونة فيما يتعلق بالقدس، فقبل أسبوع، منحت حماس إنذارا نهائيا مستحيلا لإسرائيل، وهو سحب كامل قواتها من المسجد الأقصى فورا، وإطلاق سراح كل المعتقلين الذين ألقت القبض عليهم في الاشتباكات هناك، أو أنها ستهاجم القدس بالصواريخ".
وأضافت أن "الهجوم الذي شنته حماس بالصواريخ بعد ذلك، والذي وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه انتهاك للخط الأحمر، كان سببا للهجوم العسكري الشامل على قطاع غزة"، واصفة الأهداف التي وضعتها الحكومة الإسرائيلية للعمليات العسكرية الجارية حاليا في غزة بأنها "عشوائية ولا تقدم رؤية واضحة لنقطة الخروج من تلك المواجهة".
وبحسب هآرتس فإن أهداف إسرائيل من معركتها ضد غزة، تتمثل في "استعادة الردع، أو توجيه ضربات إلى حماس لا يمكن تخيلها انتقاما للهجمات الصاروخية".
وأشارت إلى أنه "يبدو أن إسرائيل لم تصل حتى الآن إلى حصة الموت والدمار، التي وضعتها لنفسها لتحقيق الانتصار العسكري، لذلك فإن إسرائيل رفضت بصرامة عروض الوساطة التي تقدمت بها مصر وقطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي".
ولفتت إلى أنه "ظاهريا، لا تزال إسرائيل قادرة على الاعتماد على دعم البيت الأبيض في حقها للدفاع عن النفس".
وحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الإثنين، جميع الأطراف على حماية المدنيين، قائلا إن الولايات المتحدة تعمل "بشكل مكثف لإنهاء العنف".
وجاءت تصريحات بلينكن خلال مؤتمر مشترك مع نظيره الدنماركي في كوبنهاغن.
وأضاف أن الولايات المتحدة "لا تزال قلقة بشدة بسبب تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين"، مشددا في الوقت ذاته على أن إسرائيل "لها الحق في الدفاع عن نفسها".
لكن صحيفة "هآرتس" شددت أنه "دون سياسة أمريكية تُملي أو توجه جهود الوساطة، فإن ما يتبقى هو قناة الاتصال الإقليمية".
التحدي الرئيسي
وأوضحت "هآرتس" أن "تلك القناة تتمثل بشكل أساس في الاتصالات التي تجريها مصر مع قادة حماس، والمسؤولين الإسرائيليين حيث تقوم على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، والعودة إلى التفاهمات التي حدثت بعد الاشتباكات التي وقعت على طول الجدار الحدودي قبل عامين".
واعتبرت أن "التحدي الرئيس الذي يواجه مصر حاليا يتمثل في إقناع إسرائيل بالفصل بين عملياتها العسكرية في غزة وبين الحاجة إلى خفض التوترات في المسجد الأقصى، حيث ترى مصر أن هذا أمر ضروري للغاية للفصل بين مفاوضات الهدنة وبين الأسس الأيديولوجية".
وتابعت أن "هناك مشكلة أخرى تتعلق بالضمانات التي ستطلبها إسرائيل من حماس، لإطالة أمد التهدئة".
وختمت "هآرتس" تحليلها الإخباري بالتأكيد أن تل أبيب عليها أن تكون "أكثر مرونة مع القاهرة في التفاوض من أجل إنهاء تلك المواجهة، حتى وإن كانت الضمانات التي ستحصل عليها غير كافية من وجهة نظرها".