تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة يوم الثلاثاء، العديد من الملفات والقضايا، كان على رأسها الأوضاع في القدس والمسجد الأقصى، والهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحركة حماس.
كما تطرقت الصحف إلى ما وصفتها بمحاولة إيران استغلال الموقف المشتعل في الأراضي المحتلة لصالحها، وأخيرا التقدم الذي حققته الولايات المتحدة في مواجهة فيروس كورونا.
مخاوف من اندلاع صراع أوسع
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن إسرائيل شنت غارات جوية على الأراضي الفلسطينية بعد الهجمات الصاروخية التي شنتها حركة حماس على القدس للمرة الأولى منذ 2014؛ ما تسبب في تأجيج المخاوف إزاء اندلاع صراع أوسع، في أعقاب الأيام الأخيرة التي شهدت اشتباكات بين فلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المقدسة.
وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "بدأ الجيش الإسرائيلي في شن هجمات على أهداف في قطاع غزة، الواقع تحت سيطرة حركة حماس، بعد إطلاق أكثر من 150 صاروخا من غزة على إسرائيل، حيث استهدفت الغارات 8 من نشطاء حماس، ونفقا تستخدمه الحركة، وعززت إسرائيل قواتها على الحدود مع غزة".
ونقلت عن وزارة الصحة الفلسطينية قولها إن "21 فلسطينيا استشهدوا في الغارات الإسرائيلية، من بينهم 10 أطفال، بينما قال مسؤولون إسرائيليون إنهم يستعدون لمعارك قد تستمر عدة أيام، مع احتمال توسيع إسرائيل لنطاق هجماتها".
إلا أن بعض المحللين والمسؤولين يرون أن "أعمال العنف الأخيرة تمثل نقطة تحول في النهج السلبي الإسرائيلي في التعامل مع الفلسطينيين، إذ قال عاموس يدلين، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إن التوترات المتصاعدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين في القدس تنبع من فشل إسرائيل إزاء تحديد أهدافها بوضوح تجاه الفلسطينيين، فالإخفاق في اتخاذ القرار هو قرار في حد ذاته، ويدفعنا إلى واقع توجد فيه دولة واحدة، ليست ديمقراطية ولا يهودية".
تأجيج إيراني للموقف في القدس
أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية بأن إيران تعمل على تأجيج نيران المواجهات في القدس الشرقية، حيث تستغل في ذلك قناة "برس تي في" الناطقة باللغة الإنجليزية، في التغطية المباشرة لكل الأحداث التي تشهدها القدس.
وأضافت في تحليل إخباري، أنه "قبل أيام من تطور الاشتباكات الأخيرة، فإن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، أعدا كلمات وبرامج إعلامية لنشر رسائل في المنطقة، يدفعون من خلالها أن إسرائيل في دوامة الهبوط، وأن مصيرها هو السقوط".
وأردفت أن "هذه الرسالة وصلت إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، بحصنه في لبنان، الذي استغل -أيضا- الفرصة في تأكيد الانقسامات في إسرائيل، في كلمته بمناسبة يوم القدس في السابع من مايو الجاري".
وأشارت الصحيفة إلى "التناقض في التغطية الإخبارية بين وسائل الإعلام الإيرانية المحلية، وقناة برس تي في الناطقة بالإنجليزية، والموجهة إلى الجمهور الغربي".
وأوضحت أنه "بينما كانت التوترات تحتدم في القدس، فإن وكالة تسنيم، ذات الصلة بالحرس الثوري، تناولت البيروقراطية في إيران، ورصدت احتياج رجال الأعمال للذهاب إلى 18 مكانا للحصول على ترخيص، بالإضافة إلى نهاية الصهيونية، وتطورات المباحثات الخاصة بالاتفاق النووي الإيراني في فيينا، بينما ركزت وكالة فارس للأنباء على التكلفة المرتفعة للقاحات المضادة لفيروس كورونا ومكافحة التهريب".
واستطردت أنه "من دون شك، فإن الرسالة الإيرانية بالإنجليزية كانت مختلفة تماما، إذ ركزت دعاية قناة برس تي في على الجمهور الغربي، بتغطية مباشرة من القدس، إذ قالت حركة حماس، إن إسرائيل ستدفع ثمنا غاليا للعنف، وأشارت إيران إلى أن وزارة الخارجية تهتم بشدة بالقضايا الفلسطينية".
وقالت الصحيفة إن إيران "ربما تتعثر في محاولة ركوب موجة الفوضى في القدس، فرغم أنها تدعم حماس وحزب الله، لكنها في حقيقة الأمر لا تملك خطة حقيقية لمواجهة إسرائيل، إذ تفضل الدعاية التي تشير إلى انهيار إسرائيل من الداخل، بدلا من أن تتخذ إجراء مباشرا، لأنها تعلم جيدا أن إمكاناتها ستكون قاصرة في تلك المواجهة"، وفقا لـ"جيروزاليم بوست".
وختمت الصحيفة تحليلها بقولها: "سعت إيران لتأجيج الفوضى في القدس، لكن رغم الدعاية المضادة، فإنها لم تحقق تقدما حقيقيا مع الفلسطينيين، وتجاهد الآن لاستغلال العنف".
سيطرة أمريكية على كورونا
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا في الولايات المتحدة تراجعت إلى أدنى مستوى لها في 11 شهرا، في مؤشر على أن البلاد في طريق العودة إلى طبيعتها خلال الصيف المقبل.
وقالت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني: "سجّلت الولايات المتحدة 24 ألفا و80 إصابة جديدة، وفقا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أمس الإثنين، وهو أقل عدد منذ يونيو 2020".
وأضافت أن "سجل متوسط عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة 38 ألفا و678 إصابة يومية خلال الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ منتصف سبتمبر؛ ما يمثل انخفاضا بنسبة 85% من معدل الذروة في أوائل يناير الماضي، البالغ نحو 250 ألف إصابة في اليوم".
ونقلت الصحيفة عن أندي سالفيت، المستشار البارز في ملف "كوفيد- 19" بالبيت الأبيض، قوله في تغريدة على تويتر: "نحن على حافة السيطرة الكاملة على فيروس كورونا في الولايات المتحدة، وذلك بفضل تطعيم الأمريكيين ضد الوباء".
وأشارت إلى أن "أكثر من 152 مليون أمريكي حصلوا على جرعة واحدة من اللقاح، على الأقل حتى الآن، إذ وصلت نسبة الذين تلقوا اللقاح بشكل كامل إلى 34.8% من إجمالي عدد السكان في الولايات المتحدة".
وأنهت الصحيفة تقريرها بالقول، إنه "نتيجة لذلك، أعلن العديد من السلطات التنفيذية في الولايات الأمريكية خطوات لإعادة فتح الاقتصاد في الأسابيع والأشهر المقبلة، بما في ذلك رفع القيود المفروضة على الشركات ومعظم الأنشطة، وفي بعض الحالات إنهاء الارتداء الإلزامي للقناع الطبي".