قال موقع إخباري أمريكي، إن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأسبوع الماضي، لحل قائم على إنشاء دولتين مستقلتين في جزيرة قبرص، تشكل عقبة رئيسة أمام أية جهود لتحسين العلاقات بين تركيا والدول الغربية.
ولفت موقع "المونيتور" في تقرير نشره، أمس الأحد، إلى أن دعوة أردوغان تزامنت مع قراره تحدي المجموعة الدولية بالاستمرار في عمليات التنقيب عن النفط والغاز في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، ما يعني أنه "لا يعبأ بتهديدات أوروبا فرض عقوبات على تركيا".
وأشار التقرير إلى أن بعض المراقبين فسروا تصريحات أردوغان على أنها محاولة لانتزاع مزيد من التنازلات من حكومة قبرص في أية مفاوضات سلام مقبلة.
غلطة كبيرة
وقالت مديرة "مؤسسة سابينتا للأبحاث" في نيقوسيا، فيونا مولين، إنها "ستكون غلطة كبيرة أن لا نعتبر الدعوة تهديدا حقيقيا من أردوغان، وقد يتحقق هذا التهديد قبل تولي الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن منصبه، في كانون الثاني/ يناير المقبل، خاصة أن بعض الدول الحليفة لتركيا بدأت الاعتراف بجمهورية تركية في شمال قبرص".
بدوره، أعرب مدير "معهد أبحاث السلام" في أوسلو هاري تزيمتراس عن اعتقاده بأن تصريحات أردوغان بشأن قبرص ستؤدي إلى مزيد من الضرر في العلاقة مع الغرب، مضيفا: "علينا أن لا نقلل من خطورة تلك التصريحات؛ لأن أردوغان عادة ما يعلن خطوات سياسية ويقوم بتنفيذها في مرحلة لاحقة".
أردوغان وبايدن
ولفت الموقع إلى بروز توقعات بأن أردوغان قد يغير سلوكه بعد فوز بايدن في الانتخابات على أساس أنه لن يكون متساهلا مثل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي وفر حماية للرئيس التركي ضد خطة فرض عقوبات من قبل مجلس الشيوخ لشرائه وتشغيل صواريخ إس- 400 الروسية، التي تعتبرها الدول الغربية خطرا على دفاعاتها.
وقال الموقع في تقريره: "الحقيقة أن تصريحات أردوغان بشأن قبرص توحي بأن أي حديث عن تحسين العلاقة بين تركيا والدول الأوروبية ليس سوى تمنيات، خاصة وأن أردوغان أعلن أكثر من مرة أنه سيواصل عمليات التنقيب شرق المتوسط في تحد واضح لأوروبا".
صواريخ إس-400
من جانبه، قال نيكولاس دانفورث من "المؤسسة اليونانية للسياسة الخارجية الأوروبية: "كان أردوغان متحمسا دائما لتحسين العلاقة مع الغرب بشروطه... وما يغيب عن الحديث الحالي بشأن تحسين العلاقة هو عدم وجود أي دليل على أنه سيدرس تقديم أية تنازلات من أجل تسهيل عملية إصلاح تلك العلاقات، وخاصة وقف تشغيل صواريخ إس-400، وإطلاق سراح الناشطين والسجناء السياسيين".
وأضاف: "الحديث عن دولتين في قبرص والاستمرار في عمليات التنقيب الاستفزازية شرق المتوسط، هما عكس الخطوات اللازمة التي يأملها الغرب من أردوغان من أجل إعادة العلاقات لطبيعتها... كما أن استعداد أردوغان لتقديم عروض قديمة والقيام باستفزازات جديدة لن يفيده أبدا في سعيه لإعادة التقارب مع أوروبا أو الولايات المتحدة".