تقرير عبري: نتائج الانتخابات الأمريكية تحدد مصير بنيامين نتنياهو
تقرير عبري: نتائج الانتخابات الأمريكية تحدد مصير بنيامين نتنياهوتقرير عبري: نتائج الانتخابات الأمريكية تحدد مصير بنيامين نتنياهو

تقرير عبري: نتائج الانتخابات الأمريكية تحدد مصير بنيامين نتنياهو

يعتقد مراقبون إسرائيليون أن الخريطة السياسية في الدولة العبرية ستشهد تحولا جذريا حال فاز المرشح الديمقراطي جون بايدن بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، أو في حال عدم إعلان حسم هذه الانتخابات لفترة قد تمتد أسابيع، إذ شهدت السنوات الأربع الأخيرة اعتماد سياسات يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تتأسس على التعاون المباشر وغير المسبوق بينه وبين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت صحيفة "معاريف" أن التعاون بين نتنياهو وترامب خلال السنوات الأربع المنصرمة لا يشبه أي تعاون بين رئيس وزراء إسرائيلي ورئيس أمريكي طوال عقود مضت، وأن التزام ترامب وتعهداته تجاه إسرائيل ورئيس حكومتها كان استثنائيا، ومن ثم هناك اعتقاد أن سياسات نتنياهو، ولا سيما السياسات الخارجية قامت على أساس هذا التعاون، الأمر الذي يعني مخاوف كبيرة من تحول سينجم عن نتائج الانتخابات الأمريكية.

وانطلقت الانتخابات الرئاسية الأمريكية مع بدء عملية التصويت في عدد من الولايات الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة.



مصير نتنياهو 

وطرحت الصحيفة سؤالا "هل تحدد الانتخابات الرئاسية الأمريكية مصير رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أيضا؟"، مشيرة إلى أن خلاصة آراء الكثير من نواب الكنيست الإسرائيلي من جميع الأطياف تضع إجابة عن هذا السؤال، إذ يمكن تكوين انطباع كبير بأن الإجابة هي "نعم".

ويعتقد المحلل السياسي جيل هوفمان، والذي اقتبست "معاريف" مقالته المنشورة بصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أمس الإثنين، أن رئيس الوزراء نتنياهو والرئيس الأمريكي ترامب "عملا بشكل مشترك طوال السنوات الأربع الماضية بصورة لم تعرفها السياسية الأمريكية والإسرائيلية من قبل".

وبين أن جميع السياسيات التي أقرها نتنياهو وترامب بشأن الشرق الأوسط كانت سياسات واحدة ومتناغمة، للحد الذي خلق تشابها إضافيا انعكس على الداخل الأمريكي والإسرائيلي يمكن رصده مثلا في علاقاتهما المثيرة للجدل مع وسائل الإعلام المحلية، والقضاء.

وبحسب الكاتب، استخدم الاثنان شعارات متطابقة، واستعانا بنفس المخططين الإستراتيجيين أحيانا لإدارة حملاتهما الانتخابية.

ويرى هوفمان أنه في حال إعادة انتخابات ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، سوف يزيد الأمر من حظوظ نتنياهو في استطلاعات الرأي المحلية؛ لأن الكثير من الإسرائيليين سيرون في نجاح ترامب المحتمل فرصة لاستمرار التعاون بين الاثنين، فيما ستتراجع هذه النزعة حال فاز المرشح الديمقراطي بايدن.



ويعتقد هوفمان أن نتائج الانتخابات الأمريكية ستحدد أيضا مصير بقاء الكنيست الإسرائيلي والحكومة الحالية، إذ قد يلجأ نتنياهو لحل الحكومة والكنيست في ظروف محددة والذهاب لانتخابات جديدة، مشيرا إلى أن عدم فوز ترامب قد يعني في هذه الحالة أن حزب "أزرق أبيض" بزعامة وزير الدفاع بيني غانتس سيعود إلى جناح المعارضة للمنافسة من جديد على مقعد رئيس الوزراء، هذا لو تم حل الحكومة والكنيست.

بايدن ليس أوباما 

ولا يعني ذلك من وجهة نظر هوفمان أن المرشح الديمقراطي بايدن يبدو وأنه شخصية معادية لإسرائيل، مضيفا أنه على خلاف آخر رئيس ديمقراطي، أي باراك أوباما، لم يعلن بايدن آراء معادية للدولة العبرية، بل إنه كان قد وصف نتنياهو بـ "بيبي صديقي"، لكن المشكلة تكمن في السياسات المنسجمة بين نتنياهو وترامب والمخاوف من تحول جذري.

ولا يعمل بايدن ضد إسرائيل – يقول هوفمان – بيد أن مجموعة من مستشاريه لديها مواقف إشكالية تجاه إسرائيل، في وقت يبدو وفيه أن المرشح الديمقراطي سيوجه تركيزه على السياسات الداخلية الأمريكية، وسوف يتم تهميش الملف الخارجي، ومع ذلك، يعتقد هوفمان أن حزب "الليكود" على سبيل المثال سيقلل من أهمية فوز المرشح الديمقراطي، حال حدث ذلك.



وكان نتنياهو أكد في حديث لصحيفة "جيروزاليم بوست" في شباط/ فبراير هذا العام، أنه سيعمل مع الجمهوريين أو الديمقراطيين بصورة مثالية، بيد أن مصادر مقربة من نتنياهو تؤكد أن بايدن لن يكون مثاليا تجاه إسرائيل مثل ترامب، لكنه لا يمثل في الوقت نفسه النقيض من ترامب فيما يتعلق بمصالح إسرائيل، وأن أوباما هو الذي كان يمثل النقيض وهو الذي أثار المخاوف من نهج الديمقراطيين.

عدم الحسم   

ويضع هوفمان بالاعتبار سيناريو ثالثا، وهو عدم حسم نتائج الانتخابات الأمريكية الرئاسية، واستمرار حالة عدم حسم لمدة أسابيع، وفي هذه الحالة سيتسبب الوضع في حالة جمود وتعطيل في السياسة الإسرائيلية، لافتا إلى أن بعض السياسيين المنتمين لحزب "أزرق أبيض" أكدوا له أنهم ينتظرون نتائج الانتخابات الأمريكية قبل اتخاذ قرارات مصيرية تخص الحكومة الإسرائيلية.

وعبر مراقبون إسرائيليون في الأيام الأخيرة عن قلقهم من احتمال فوز مرشح الحزب الديمقراطي، ومن ثم خسارة أحد أكثر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية سخاء تجاه الدولة العبرية، إذ ساهمت سياسات الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في تحولات بالمنطقة، كانت في الماضي بعيدة المنال، من بينها أخيرا اتفاقيات السلام بين إسرائيل والإمارات والبحرين ثم السودان.

وتتركز المخاوف الإسرائيلية على موقف الحزب الديمقراطي من الاتفاق النووي مع إيران، والذي انسحب منه ترامب في أيار/ مايو 2018، هذا بخلاف حقيقة أن العلاقات بين تل أبيب والحزب الديمقراطي شهدت أزمات متتالية إبان ولايتي الرئيس باراك أوباما.

رسائل طمأنة 

ويحاول الحزب الديمقراطي توجيه رسائل طمأنة لإسرائيل وللجالية اليهودية في الولايات المتحدة، إذ أكد السيناتور بن كاردين، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الديمقراطي لرؤساء الجالية اليهودية الأرثوذكسية في الولايات المتحدة مؤخرا، أن بايدن "سيكون حليفا حقيقيا لإسرائيل"، وقال إنه "سيستخدم الثقة التي يتمتع بها حول العالم من أجل الوقوف إلى جوارها في كل موقف".



وكان القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك، داني ديان، قد أشار إلى أنه يؤمن بضرورة وجود داعمين من الحزبين الأساسيين بالولايات المتحدة؛ لأن بقاء أي رئيس بالبيت الأبيض لن يكون أبديا، كما أن مجلسي النواب والشيوخ لن يكونا تحت سطوة حزب واحد، ومن ثم كان لزاما أن يتم الحفاظ على علاقات قوية مع الحزبين.

ولفت ديان في حديث للقناة السابعة، قبل أيام، أنه في حال أصبح بايدن رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، فإن القلق لن ينصب بشكل أساسي على الملف الفلسطيني والمستوطنات بالضفة الغربية؛ لأن هذا الملف ليس على رأس الأولويات حاليا وليس في قلب الجدال الدائر في واشنطن، لكنه أشار إلى أن مخاوفه الأساسية تتركز على الملف الإيراني.

ودعا القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك إلى التحسب لاحتمالات فوز بايدن، وتحويل النقاط السلبية إلى فرص يمكن من خلالها تحسين وتعديل العلاقات مع الحزب الديمقراطي، حتى ولو كان الأمر غير سهل.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com